Advertising

كل التدوينات

سلسلة مقالات النظام المصرفي

سلسلة مقالات النظام المصرفي

سلسلة مقالات النظام المصرفي (1) محمد محمود شريف تعريفات مهمة 1. النقود من بين كل اختراعات البشرية، تبرز النقود باعتبارها واحدة من أكثر الاختراعات انتشاراً وفائدة. قبل اختراع النقود كانت المقايضة هي السائدة والمقايضة هي فعل تبادل سلعة أو خدمة مقابل سلعة أو خدمة أخرى. ولكن كان لها جانب سلبي واضح وهو ان التبادل أو التجارة لن تحدث إلا إذا أراد الطرفان في نفس الوقت ما يقدمه الطرف الآخر (تطابق وتزامن الرغبات) ولكم ان تتخيلوا صعوبة ذلك. مثال لذلك اذا كنت صاحب مزرعة دواجن تنتج البيض وكنت في حوجة الي خُبز يكون لزاما أن يرغب صاحب المخبز في البيض في نفس الوقت حتى يتم التبادل وإلا فإن صاحب المزرعة لن يستطيع الحصول على الخبز. ولذلك كان لا بد من تطوير وسيلة او طريقة أكثر كفاءة ونجاعة لتسهيل عملية التبادل للسلع أو البضائع أو الخدمات يتم بها تفادي الحوجة الي تطابق وتزامن الرغبات بين المتبادلين وكان ذلك بتطوير وسيلة النقود على مر الأزمان المختلفة. وظائف وخصائص النقود بغض النظر عن شكلها (ملح، محار البحر، التباكو، ذهب، فضة، ورق، بطاقة) فالنقود هي أي شيئ يعمل كوسيط للتبادل (وسيط تسهيل عملية التبادل للسلع والخدمات) ومخزن حافظ للقيمة ومقياس ( مقاس) للقيمة النقود تعمل كــ: 1.1. وسيلة وسيطة للتبادل عند استخدامها لغرض البيع أو الشراء 2.1. مخزن وحافظ للقيمة وذلك عند حصولك عليها اليوم ويمكنك حفظها واستخدامها مرة أخرى بعد مُدَّة Medium of exchange Store of Value 3.1. مقياس (مقاس) لقيمة السلع والبضائع والخدمات Standard of value تكون كفاءة عمل النقود في احسن احوالها عندما تتوفر فيها الخصائص الآتية مُجتمعة (لا يشترط اجتماعها ولكن إذا اجتمعت يكون استخدامها بالنسبة لنا في أريح وأسهل الصور) : 1.3.1. سهلة الحركة والتنقل والحمل من مكان إلى آخر. مثلا اذا كان لديك نقود ذهبية سيكون عليك تخزينها وتامينها وحملها وهو ما سيكون صعبا بالذات اذا كانت كثيرة . 2.3.1. ان تكون لها قدرة تحمل ومتينة والا تفقد خصائصها يعني اذا نسيت نقود في جيب القميص واتغسل ما تتغير (Portability). 3.3.1. يمكن تقسيمها الي وحدات صغيرة وأصغر. يعني الجنيه الي قرش وهكذا (Durability) . 4.3.1. أن تكون مستقرة من ناحية القيمة ولا تفقد قيمتها مع الزمن (Divisibility). 5.3.1. القبول وهو أن تكون مقبولة بواسطة الناس وان يعترفوا بقيمتها ورغبتهم في استخدامها لتبادل في مقابل السلع والخدمات Acceptability تعددت أشكال النقود في خلال تطورها عبر الزمن فكانت (Stability): 1.5.3.1. النقود السِّلعية Commodity Money: وهي ان تكون هناك سلعة نادرة في مجتمع ما وقبِلها الناس كوسيلة او وسيط التبادل. هذه السلعة قد تكون معدن ما او حديد أو منتج زراعي معين. من أمثلة ذلك استخدام التباكو في أمريكا كنقود إضافة إلى التدخين. وايضا إستخدام الملح بواسطة الرومان كوسيلة للتبادل عندما كان الملح سلعة نادرة. وأيضا من امثلته استخدام الذهب والفضة كوسيلة للتبادل إضافة إلى استخدامه كزينة ثم تم تطويرها الي 2.5.3.1. النقود الورقية التمثيلية Representative Money: وهي اصدار إيصال بقيمة(يُمَثِّل) النقود السِّلعية التي في حوزة الشخص او المؤسسة محل المجوهرات المشهور Goldsmiths ( عمره ٢٣٠ عاما) كان أول من أصدر إيصال بقيمة الذهب التي يمتلكها وذلك تسهيلا ولتفادي حمل الذهب من مكان إلى آخر. طبعا مع الايصال يمكنك استعادة redeem الذهب نفسه ( يعني التحول من الايصال الورقي الي الذهب) اذا أردت ذلك ثم تطورت النقود التمثيلية الي 3.5.3.1. النقود الورقية غير التمثيلية او الغير قابلة للتحويل inconvertible Fiat Money وهو تطور حدث بعد أن واجهت عملية الاستعادة redemption للنقود التمثيلية صعوبات كبيرة الي درجة الاستحالة(يعني يكون لديك إيصال النقود التمثيلية ولا تستطيع استعادة الذهب او الفضة المقابلة له) بسبب الحروب او الازمات الطبيعية. فتم التفكير في اصدار نقود ورقية (غير ذات قيمة في نفسها) لا تُمثِّل احتياطيا من سلعة ما او يمكن استعادتها في شكل اخر not redeemable وكان اول من فعل ذلك الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت في عام ١٩٣٣م بإصدار امر بتحويل الدولار الأمريكي من نقود تمثيلية إلى نقود غير تمثيلية او غير متحولة الي ذهب او فضة. ويطلق لفظ النقود الورقية غير التمثيلية على النقود الورقية والنقود الافتراضية أيضا. فأصبح الدولار الورقي غير التمثيلي نقدا فقط لان الحكومة الأمريكية قالت ذلك وقبلها الناس (حاجة كده قريبة من الخيال العلمي) وعلى ذات النسق كل العملات الحالية كاليورو والجنيه الاسترليني والين الياباني كلها نقود ورقية غير تمثيلية او متحولة كلمات مفتاحية: النقود، وسيلة ووسيط لتسهيل التبادل، مخزن وحافظ للقيمة، مقاس للقيمة، تطابق وتزامن الرغبات،سهلة الحركة والتنقل والحمل، القبول، النقود السلعية، النقود الورقية التمثيلية، النقود الورقية غير التمثيلية. نواصل ان شاء الله في المقال القادم. المصادر: Financial markets by Financial Times Economics 101 by Alfred Mill ومجموعة من المصادر الأخرى. الكاتب :محمد محمود شريف
206 .3 K
الحب هو ثورة يخوضها الإنسان ضد نفسه

الحب هو ثورة يخوضها الإنسان ضد نفسه

الحب هو ثورة يخوضها الإنسان ضد نفسه و لإجلها اما الثورة فهي الحب يهتف في الشوارع محمدأحمد كرم الله مدون وباحث كانت مواكب الثورة السودانية المجيدة تسطر تاريخياً بأحرف من ذهب ، كتبت ملاحمه بدموع الصامدين في وجه البمبان و آلة القتل التي إستباحت الشوارع و لم تلجم جموح الثوار. هذه التجارب و الصدامات القوية في وجه الدكتاتورية و عنف السلطة العاسف على الناس في ميادين المواجهة و الازقة خلقت بدورها قابلية للإنفعال كما لم نألفه من قبل ، إنفعالات قوية و متجذرة لا يضاهيها سوى إنفعال المحب الدوريش في عشقه حد الهيام. بالطبع ليس من باب المصادفة ان نجد حالة من التشابه الجوهري ما بين الانفعالات العاطفية و إنفعالات الثوار . فالنموذجين من الإنفعال و على الرغم من الإختلاف الكلي للموضوعات الأساسية المحفزة لأي منهما ، نجد أن المخططات التي يرتبطان بها سواء كانت إسقاط لنظام دكتاتوري او تتويجاً لعلاقة عاطفية بالزواج فهما يظلان في النهاية إرتباطات غير موضوعية . فالمساحات الشاسعة التي يمتد بها الدرب في حالات الحب و العمل الثوري ملؤها الشاعرية و الحياة النصية - ان يعيش المرء بإعتباره نص ادبي و حالة جمالية - أكثر من كونها تعبر عن حسابات عملية صارمة و تخضع لمنطق الإدارة و التحكم و السيطرة. بذلك يمكننا أن نفهم هتاف عبد العظيم في وجه الرصاص الحي على أنه عمل ثوري و في حب الثورة ، حب بالقدر الذي تصبح فيه حياته على المحك في سبيل ما قد وقر في القلب من درجات التتيم بالثورة. "تعبنا يا صديقي ولكن لا أحد يمكنه الاستلقاء أثناء المعركة" يناقش الفيلسوف آلان باديو في كتابه " في مدح الحب " فكرة الحب الأمن من المخاطر و الرفض في المجتمعات الحديثة، إنطلاقاً من المقاربات ما بين الحداثة كنسق حضاري شامل ذو نزعة عقلانية تنزح على الدوام للسيطرة و التنظيم و ما بين الحب في سياق هذه الحداثة ، فما يبينه باديو من خلال إستعراضه لحالة " الحب الأمن " عبر مواقع الانترنت هو أن الحب قد أصبح هو الاخر شيئاً من موضوعات الحداثة يمكن السيطرة عليه و تنظيمه كما تنظم الاجتماعات الرسمية و أسواق الأوراق المالية .. الخ ، اي أنه متشئ و مغترب عن طبيعته الأصلية. كذلك يمكننا أن فهم الفعل الثوري في مجتمعات الحداثة المتقدمة فهو فعل عقلاني أكثر منه جمالياً و هو ما يفسر شعارات الثورة لديهم ( كن واقعيا و أطلب المستحيل ) او أحداث التظاهرات الطلابية التي يحملون فيها صور الفلاسفة و المفكرين ، اي ان الثورة تأتي بإعتبارها نشاط عقلاني محض و في سبيل شعارات العقلانية. الحب و الثورة كلاهما في خطر ، خطر المجتمعات الحديثة بعقلانيتها الأداتية الفجة. ان الثورة تأتي بإعتبارها نشاط عقلاني محض و في سبيل شعارات العقلانية، الحب و الثورة كلاهما في خطر ، خطر المجتمعات الحديثة بعقلانيتها الأداتية الفجة. ولحسن الحظ فإن طوق النجاة بالنسبة للمفهومين معاً يكمن بين أيدينا نحن ثوار السودان (وعموم المجتمعات التي لم تصل فيها الحداثة الي مراحل متقدمة و لم ترسخ أبنيتها الاجتماعية و الاقتصادية). نحن لحسن و سوء حظنا في الوقت نفسه لم نبلغ من الحداثة قدراً يعيد صياغة الإنسان السوداني ككل لكننا نعيشها بالمقابل كحالة من التوتر بين الموروث و المكتسب، و بذلك يمكننا التعاطي مع منتجات الحداثة الأكثر تقدماً دون أن يكون لها عظيم التأثير الوجودي علينا كما هو الحال في المجتمعات المتطور كتجربة المواقع الإلكترونية التي ناقشها آلان باديو. و بالعودة الي ثنائية الحب و الثورة نجد أننا أمام فرصة تاريخية عظيمة جداً في إعادة تعريف المفهومين و ذلك عبر الأدب و الكتابات الفلسفية المباشرة و من ثم طرحها للعالم أجمع كتجربة وجودية سودانية مكتملة الأركان، فجيل الثورة السودانية هو جيل الفرص الاستثنائية في كل شئ و هو أمر قد عانى الأمرين لإنتزاعه و لم يأتي كهبة او ضالة في منتصف الطريق. أنه و بالعمل على دراسة الحالة الوجودية في حب الثوار السودانيين لثورتهم يمكن لبقية الثوار و في ظل أعتى الدكتاتوريات رسوخاً بأن يستلهموا النموذج السوداني في حب الثورة، كما يمكن للعشاق من مختلف أنحاء المعمورة أن يعايشوا الحب بإعتباره ثورة ضد تشوء الذات و ضايعها في دهاليز السلطة التكنلوجية كما هو سائد الان. جيل الثورة السودانية هو جيل الفرص الاستثنائية في كل شئ و هو أمر قد عانى الأمرين لإنتزاعه و لم يأتي كهبة او ضالة في منتصف الطريق.
115 .3 K
الهند ومؤتمر الخريجين العام في السودان

الهند ومؤتمر الخريجين العام في السودان

الهند ومؤتمر الخريجين العام في السودان (1938): يلدو وعليهو يسمو (تمر اليوم (12 فبراير) الذكري الثانية والثمانين لانعقاد الاجتماع التأسيسي لمؤتمر الخريجين بنادي الخريجين-المدراس بأم درمان الذي أمه 1180 خريج من المدارس الوسطى فما فوق). عبد الله علي إبراهيم من المعلوم بالضرورة أن مؤتمر الخريجين مسمى على حزب المؤتمر الهندي الذي ما يزال عائشاً من نشأته في 1885 حتى سطوعه السياسي على يد المهاتما غاندي في ما بعد 1920. وهذا عِلمنا عن المؤتمر وعلاقاته بمؤتمر الهند ومنتهى علمنا كذلك. واتيح لي مؤخراً أن اقرأ كتاب "الأفندية ومفاهيم القومية في السودان" للمرحوم خالد حسين الكد ووجدته ساءه علمنا الشحيح عن علاقة المؤتمر بالهند وتعقب الأمر بحثاً وجاء بعلم نافع. رحمه الله. جاء خالد في كتابه "الأفندية" بجديد في مسألة تأثر الخريجين بالهند على ضوء مذكرة لعمه حسن أحمد الكد حفظها ابنه الوراق الأعظم المرحوم عثمان. فخلافاً للسائد من نسبة الدعوة لقيام مؤتمر الخريجين إلى أحمد خير المحامي نقل خالد عن أحمد خير نفسه أن عمه حسن الكد كان حاضنة الفكرة. وكان كلاهما في جماعة أب روف في الثلاثينيات بل كانت دار آل الكد هي مضيفة أحمد خير متى جاء العاصمة. وقال أحمد خير لخالد إن حسن الكد كان صاحب التصور الباكر ليقتدي الخريجون بالمؤتمر الهندي. وجاء في مذكرة حسن الكد أنهم تأملوا تجربة المؤتمر الهندي طويلاً في حلقاتهم الفكرية. وكانت سيرة جواهر لال نهرو، خليفة غاندي، الذاتية إنجيلهم. بل قرأت لأحدهم فات عليّ اسمه أن النسخة من كتاب تلك السيرة أصابه البلى بين الأيدي من فرط استلافه من مكتبة كلية غردون. ولم يجد خالد ما يشبع حب استطلاعه ممن سأله عن الخريجين عن هذه العلاقة بينهم ونهرو. وساقه ذلك أن يقرأ سيرة نهرو باستقلال عساه يعثر على الإجابة. ووجد في حال الهند في 1912 وحال السودان بعد 1924 مشابه. ففي كلا الحالين انهزم الثوريون ممن أرادوا التعجيل بجلاء الإنجليز وخلت الساحة ليسودها من يسمون بالمعتدلين من اعتقدوا في الاستقلال ولكن بالتدرج وتحت نظر الإنجليز. فطابق خريجو السودان بين سيرة نهرو وسيرهم من جهة أنهم مثقفون على سكة الغرب وموظفين في الإدارة الاستعمارية. وتوافقوا مع نهرو في كونهم فئة صغيرة متعلمة في بحر لجب من العامة الجهلاء على عاتقهم قيادتهم في مقاومة الاستعمار. ومكنت لهذه الصفوية بين مدرسة أب روف بالذات أنهم كانوا حيران المدرسة الفابية للاشتراكية التي ازدهرت ببريطانيا آنذاك بعد نشأتها في 1884. وهي المدرسة التي تمثلت بالقائد الروماني فابيوس الذي اشتهر بأنه لا يواجه العدو ويغلبه بأن يقعد له كل مقعد ويجرجره إلى الهزيمة. وكان المسرحي بيرنارد شو من كوكبة أعضائها. وانضمت الجمعية الفابية لحزب العمال في 1920 الذي خرج من كنف الحركة النقابية. وساقت العقيدة الاشتراكية المتمهلة الأبروفيين إلى عضوية "نادي الكتاب اليساري" (1936) الذي كانت مطبوعاته تصلهم عن طريق البريد. وكان في الأبروفيين وجوه شباب الفترة من مثل أولاد الكد حسن وحسين، وأحمد خير، ومحمد أحمد أبورنات، وعبد الله ميرغني، ومكاوي سليمان أكرت، والنور عثمان، وحسن زيادة، وإبراهيم يوسف سليمان، وحماد توفيق، وإبراهيم عثمان إسحق، وأمين بابكر، والهادي أبوبكر، وعبد الحليم أبو شمة، والتجاني أبو قرون، وخضر حمد، وإبراهيم أنيس، وإسماعيل العتباني، ومحجوب لقمان، ومحمد إبراهيم النور، وطه صالح. ومن رأي الدكتور محمد نوري الأمين أن استاذنا عبد الخالق محجوب تفتح على الفكرة الاشتراكية من ترداده على بيت آل الكد لزيارة خالته زوجة حسين الكد. يتوقع المرء أن يكون المهاتما غاندي، الذي انعقدت له زعامة المؤتمر الهندي سياسياً وروحياً هو المؤثر في جيل الخريجين الشاب. ولكنهم كانوا نهرويين لا غانديين. وجاء خالد في كتابه بأسباب أخذ الخريجين في السودان بنهرو دون غاندي. فغاندي في قوله هو من وضع لبنة المواجهة مع الاستعمار في عمل شعبي نضالي إثاري بعد أن كانت الحركة الوطنية قبله مروضة ترعى بقيدها. ولذا اتبعت صفوة أب روف المميزة سكة نهرو الصفوي دون غاندي. ومن دلائل "اعتدالهم" الصفوي ذلك سوء ظنهم الدقيق في جماعة الأشقاء (الأزهري ويحي الفضلي). وجسد سوء الظن هذا بالأشقاء أحمد خير في كتابه "كفاح جيل" بقوله إنهم جمعوا بين نزعتني متناقضتين: نزعة ديماغوجية في قدرتهم على كسب الجماهير ونزعة ديكتاتورية في انفراد القيادة برسم الخط السياسي. وبينما تقتضي النزعة الجماهيرية وضوحاً من القيادة وصراحة مع جماهيرها إلا أن الأشقاء لم يعلنوا مبادئهم على العلن حتى أمام هيئتهم العليا. وأضاف بأن تلك السرية هي سبب قوتهم العددية لأن الجماهير غير الواعية تنسج في مثل واقع الأشقاء صوراً خيالية كمالية للقيادة. ولكن كان غاندي مع ذلك شيعة بين الخريجين. وكان في مقدمتهم الأستاذ الشهيد محمود مجمد طه كما سنرى.
31 .3 K
مراكز البحوث الأفريقية

مراكز البحوث الأفريقية

مراكز البحوث الأفريقية وإشكاليتها البنيوية في الواقع الأفريقَي حسان الناصر - باحث بمعهد الدوحة للدراسات العليا _علم الإجتماع والأنثربولوجيا يتواجد أكثر من خمسة ألف مركز بحوث منتشرة في القارة الافريقية ، تتراوح مهامها التي أنشأت من أجلها ما بين تقديم الدراسات و المعلومات للساسة وبين المهام التي توكلها لها المنظمات العالمية التي تعمل في أفريقيا ، وهناك بعض المراكز التي تتبع للجامعات الافريقية العريقة التي قامت إبان الاستعمار . ويعتبر مركز الدراسات السودانية الذي أنشأته جامعة القاهرة عام 1942 من أقدمها . تطورت هذه المراكز ليس على مستوى أفريقيا وحسب وإنماعلى مستوى العالم بعد الحرب العالمية الثانية حيث أدركت مجموعة من الدول أهميتها ، وتزايدت هذه الأهمية مع تطور الحوجة التي يفرضها الواقع على هذه الدول و المنظمات . تقوم هذه المراكز بمهام البحث الاجتماعي لحقول عديدة تهم هذه الفئات التي تقدم لها هذه الخدمات ، فلم تعد هذه المراكز مجرد معامل لصناعة القرار السياسي وإنما مواعين مهمة لعكس النشاطات الاجتماعية في صورة ظواهر و دراسة مستقبل هذه الظواهر وخلق المبررات الموضوعية لتنفيذ القرارت السياسية أيضا . منذ عام 2006 يقوم مؤشر بنسلفينيا بعمل تقييم للمراكز البحثية وخلالها يقوم بتصنيف مراكز الفكر والبحوث على مستوى العالم، ومن أبرزها: حجم الإنتاج البحثي، ومدى المساهمة في عملية صنع السياسات وقد صدر في يناير 2017م مؤشر الاتجاه نحو مراكز الفكر ، وفيه حققت مراكز الفكر الإفريقية مكانةً متميزةً في المؤشر، متفوقةً على نظيرتها في الدول الاوربية وهو ما يدلّ على قوة تلك المراكز وجودة إنتاجها البحثي، وهو ما يتضح في الجدول الآتي عدد مراكز البحوث في كلّ دولة إفريقية ويظهر في الرسم: أنّ جنوب إفريقيا هي الأعلى من حيث عدد مراكز البحوث بواقع 92 مركزاً، وأقلهم غينيا بيساو بواقع مركز واحد فقط ، في حين لم يُستدل على أي مركز في جنوب السودان بالرغم من ذلك الا أن هذه المراكز تعاني من بغض المشاكل البنيوية المهمة التي تؤثر علي عملها و القيام بأدوارها داخل القارة ، وهو بالتأكيد ما ينعكس على منهجياتها و القضايا التي تقوم بمعالجتها وشكلية المعالجات التي تقوم بتقديمها. إن مشاكل كل التمويل مقارنة بمشكلة إدراك أهميتها فالتمويل ليس مهما إذا عرفت أهمية هذه المراكز ، فسيتم التوجه لها لامحالة ، هذا بالاضافة الى الدور الإجتماعي الذي يمكن أن تلعبه هذه المراكز فهي أقرب ما تكون الى النخبة السياسية من المجتمع . عانتة مراكز الفكر والبحوث الإفريقية إشكاليةً مركبةً من الناحية الإدراكية، فهي من ناحيةٍ مطالبة بجعل متخذي القرار في الحكومات يدركون أهمية دَورها البحثي والمعرفي، ومن ناحيةٍ أخرى باتت هي الأخرى مطالبةً بتحقيق الإدراك الشعبي العامّ لأهمية دَورها المعرفي وتوفير الثقة المناسبة، سواء من متخذي القرارات أو من الشعوب الإفريقية، في منتجهم ومحتواهم المعرفي والفكري، فمن خلال فحص أبرز المراكز الفكرية الإفريقية؛ وجدت أنّ المراكز البحثية في جنوب إفريقيا هي الأبرز والأنشط على الإطلاق، ويجري تسخيرها من قِبَل النظام السياسي في تحقيق أهدافه، أما بقية الدول الإفريقية فإدراك القيادة السياسية لأهمية تلك المراكز تكاد نسبته تكون ضعيفةً للغاية. ولعلّ المشكلة الأهمّ والرئيسة التي تواجه مراكز البحوث الإفريقية هي الإدراك وليست التمويل فلو تحقّق الإدراك الكامل والشامل لدَور مراكز البحوث في إفريقيا؛ فمن المؤكد أنّ مشكلة التمويل ستُحلّ بشكلٍ تلقائي، فمشكلة التمويل في الأساس نابعةٌ من عدم الإدراك بأهمية مراكز الفكر والبحوث السياسية، حيث تقتصر عملية إدراك أهمية مراكز الفكر والبحوث على النخبة السياسية والفكرية؛ دون أن تمتد تلك الأهمية إلى المستويات. المصادر والمراجع: علي جلال، أدوار نخب ومؤسسات الفكر في سياسات التكامل الإقليمي، السياسة الدولية (القاهرة: الأهرام، ملحق اتجاهات نظرية، المجلد 53، العدد 212، أبريل 2018م)، ص20.
23 .3 K
سلسلة مقالات النظام المصرفي

سلسلة مقالات النظام المصرفي

سلسلة مقالات النظام المصرفي(4) محمد محمود شريف أهمية دوران الاموال داخل النظام المصرفي كيف تخلق البنوك النقود Money Creation في هذا المقال نتناول أهمية دوران الاموال داخل النظام المصرفي وذلك لتحريك الاقتصاد بالمعاملات وعمليات الأقراض والأيداع. علي عكس المشهور فان النقود لا تخلق في مطبعة النقود, وأنما تخلق النقود بعمليات قبول الأيداعات وعمليات الأقراض التي تقوم بها البنوك والتي أوضحناها في المقال السابق. والعلاقة بين قبول الأيداعات (الألتزامات) والأقراض (الأصول) تكون بواسطة المعادلة: الألتزامات + رأس المال المدفوع بواسطة المساهمين (مصادر الأموال الداخلة علي البنك) = الأصول (منافذ صرف الأموال من البنك) الأصول: هي منافذ صرف الاموال من البنك عبر عمليات الأقراض للعملاء وامتلاك المباني والمعدات ومتبقي الكاش والاحتياطيات. الالتزامات: هي مصدر من مصادر الاموال التي تدخل علي البنك اما عبر ايداعات الزبائن أو عبر الاقتراض من البنوك الأخري او البنك المركزي. رأس المال المدفوع بواسطة المساهمين: يمثل المصدر الثاني للأموال الداخلة علي البنك عبر مساهمة الشركاء في البنك. لنفترض أن هناك بنكا لديه أصول بقيمة 1,000,000 جنيه وكانت جملة الالتزامات(الايداعات بواسطة العملاء) التي عليه 500,000 جنيه فهذا يعني أن رأس المال المدفوع بواسطة الشركاء هو 500,000 جنيه. اذا حدث تغير في التزامات البنك كأن أودع أحد عملاء البنك مبلغ 100,000 جنيه فأن جملة الالتزامات تزداد الي 600,000 جنيه وتزداد اصول البنك الي 1,100,000 جنيه. وأذا حدث تغير في التزامات البنك كأن سحب أحد عملاء البنك مبلغا من حسابه مقداره 50,000 جنيه فان الالتزامات علي البنك تقل الي 550,000 ج وتقل الأصول كذلك الي 1,050,000 ج . لنا أن نتخيل كم مرة في اليوم تتغير هذه المعادلة في اليوم سواء بايداع من عميل او بسحب من حساب عميل او اقتراض من بنك اخر او اقراض الي عميل. ولذلك عند نهاية فترة زمنية سواء كانت يوم او اسبوع او شهر يتم قياس جملة التزامات البنك (الاموال الداخلة علي البنك ) وجملة اصول البنك (الاموال الخارجة من البنك) وتسمي المركز المالي للبنك (Balance Sheet ). الأحتياطي البنكي: عندما يتم أيداع الاموال في البنك بواسطة المودعين او المساهمين (الالتزامات), لا يستطيع البنك استخدام كل هذه الأموال بالأقراض فيكون هناك جزء متاح للأقراض (Excess Reserve ) ويكون الجزء الآخر من الأموال احتياطيا نقديا غير متاح للاقراض (Required Reserve) ويستخدم هذا الأحتياطي للدفع للمودعين اذا طلبوا اموالهم وذلك في حالة عجز بعض المستدينين عن ارجاع الاموال التي استدانوها من البنك. هذا الاحتياطي المطلوب يكون نسبة من مجموع اصول البنك وتتفاوت هذه النسبة مع تفاوت درجة خطورة القروض التي يمنحها البنك. فاذا كانت القروض التي يقرضها البنك آمنة ودرجة خطورتها غير عالية فلا يطلب منه نسبة أكبر من 10%. أما اذا كانت القروض التي يمنحها البنك ذات خطورة عالية فان البنك المركزي يطلب احتياطيا نقديا اكبر يصل الي 25%. في حالة البنك في المثال اعلاه ( الاصول 1,000,000ج ) فان الاحتياطي المطلوب يتراوح من 100,000 جنيه وقد يصل الي 250,000 بناء علي درجة خطورة قروضه ويتراوح الجزء المتاح للاقراض (Excess Reserve) من 900,000 ج الي 750,000 ج. في العادة يتم الاحتفاظ بالاحتياطي النقدي في حساب البنك لدي البنك المركزي. من المهم جدا كبح جماح رغبة البنوك في الأقراض بواسطة البنك المركزي لأن البنوك تربح من وراء الأقراض فربما تقوم باقراض كل اموال المودعين والمساهمين ولا تحتفظ باحتياطي نقدي وبالتالي تتعرض لخطر الافلاس وعدم القدرة علي الدفع للمودعين اذا لم ترجع الاموال التي تم اقراضها بالربح. خلق النقود: في مثال البنك والذي اصوله 1,000,000 ج لنفترض ان البنك قد خصص للاحتياطي 10% من الايداعات, بالتالي يكون متاحا للاقراض 90% من الايداعات وهو مبلغ 900,000 ج. لنفترض أن البنك قام باقراض هذا المبلغ لعميل والذي قام بشراء عربة بهذا المبلغ من وكيل عربات. لنفترض أن وكيل العربات قد قام بايداع المبلغ في نفس البنك. نلاحظ هنا أن ايداعات البنك قد زادات من 1,000,000 ج الي 1,900,000 ج في وقت قصير وهذا ما يسمي بخلق النقود (Money Creation). طبعا علي البنك الان ان يحتفظ باحتياطي اضافي وهو 10% من ال 900,000 ج المودعة بواسطة وكيل العربات ويساوي 90,000ج ويمكنه اقراض الباقي ويساوي 810,000 ج. فيصبح جملة الاحتياطي 190,000 ج وجملة المتاح للأقراض 810,000 ج. يمكن ان تستمر هذه العملية عدة مرات حتي يتم استنفاذ الأحتياطي المتاح للاقراض. مضاعف الاموال: (Money Multiplier) نلاحظ ان الاحتياطي المتاح للاقراض 900,000 في مثالنا سوف ينفد بعد 10 دورات اقراض واعادة ايداع لانه في كل مرة ينقص ب 10%. وهذه العشر هي عبارة عن واحد مقسوم علي 10% نسبة الاحتياطي المطلوب وتسمي هذه العشر بمضاعف الاموال لانه مع كل عملية اقراض وعملية ايداع سوف تتضاعف ايداعات البنك وفي نفس الوقت سوف تكون هناك عمليات قد انجزت علي مستوي الاقتصاد كالاقراض لشراء العربة او تمويل عقاري وما الي ذلك. وعليه يكون اقصي عرض للنقود (Money Supply) في الاقتصاد نتيجة لعمليات الاقراض والايداع بسبب البنك (]1,000,000 – 100,000[ x 10) وتساوي 9,000,000 جنيه. في حالة أن الاحتياطي الغير متاح للاقراض 25% فهذا يعني ان المتاح للاقراض هو 750,000 ج وان هذا الاحتياطي المتاح للاقراض سوف ينتهي بعد اربع دورات اقراض واعادة ايداع. في هذه الحالة يكون مضاعف الاموال 4. ويكون اقصي عرض للنقود في الاقتصاد يساوي 750,000 x 4 = 3,000,000 جنيه. لاحظ الفرق الذي تسببه نسبة الاحتياطي غير المتاح للاقراض في عرض النقود في الاقتصاد. في حالة 10% عرض النقود يكون بواسطة المعاملات 9 مليون جنيه ولكن في حالة ال 25% يكون عرض النقود بواسطة المعاملات فقط 3 مليون جنيه. مدمر او مهلك الاموال: (Money divider) نلاحظ اننا في مثالنا أعلاه نفترض ان وكيل العربات الذي قام المقترض بشراء العربة منه قد قام بايداع مبلغ الشراء مرة اخري في البنك (أو اي بنك آخر) ولم يحتفظ بالنقود لديه في خزنته او تحت البلاطة. ولكن ماذا يحدث اذا لم يقم وكيل العربات بايداع المبلغ في البنك مرة اخري؟ بالطبع لن تتم العملية اعلاه ولن يتم خلق للنقود وتحريك الاقتصاد. ولنفترض ايضا ان احد المودعين قد كتب شيكا لاحدهم وقام ذلك الشخص بسحب مبلغ الشيك كاش من البنك ولم يودعه في البنك، بالتالي فأن ايداعات البنك قد نقصت بمبلغ الشيك وهذا يسمي بمدمر النقود. عليه يحرص النظام المصرفي ممثلا في البنك المركزي والبنوك أشد الحرص علي أن تكون دورة الاموال داخل البنوك والنظام المصرفي لخلق الاموال وتحريك الاقتصاد بالمعاملات من اقراض وايداعات. نواصل ان شاء الله في المقال القادم . المصادر : Financial Markets by FT Economics101 by Alfred Mill
22 .3 K
فى حضرة عميد مؤرخي الكبابيش

فى حضرة عميد مؤرخي الكبابيش

كيف ولي الشعرُ الشيخ فضل الله البيه (1832) على الكبابيش عبد الله علي إبراهيم (إلى روح عميد مؤرخي الكبابيش الراعي الرشيد علي محمد عبد الله التريح) جلست مرات بين شتاء 1966 إلى صيف 1970 إلى الشيخ على محمد عبد لله التريح (ولدة آخر مهدية بأم درمان) أدون عنه تاريخ الكبابيش الذي نشرته لاحقاً في كتابي :فرسان كنجرت: ديوان نوراب الكبابيش وعقالاتهم (أيامهم) في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر (دار نشر جامعة الخرطوم 1999). ولا أكف أذكر رواية عن تولي الشيخ فضل الله ود سالم (الشيخ بين 1832-1875 والشهير ب"البيه") زعامة الكبابيش بعد خصومة مع عمومته. فلم ترغب جماعة من أهله أن يخلف سالم فيهم ابنه الحدث فضل الله. وثار خلاف بعثت الإدارة التركية بممثل لها ليفضه. وما اجتمع أهل الحل والعقد من فرع النوراب من ولاة الكبابيش مع الحاكم التركي حتى دخل عليهم الشاعر شَبَت، شاعر الشيخ سالم، و"غنى" يرثي الشيخ سالم: يا إضليم باجة أم لماع إلإضـــليــم (إظليم وهو ذكر النعام) باجــــة (قوز منقطع تغشاه الغزلان) أم لمّاع (شرقي كردفان وغرب الدويم) هنا نط عم لفضل الله البيه معارض لولاية ابن أخية. وأنتهر شبت: قم دا مو محلك غزاوي (والغزايا كواهلة) ود الكلب. إلا أن التركي سمح له بالكلام حين علم أنه مغني الشيخ سالم. فواصل: يا قطاع فِجة المحلي على أبو ضراّع(1) يا فرزاع دمير العوق أبو دراّع(2) ياعرّاف حديس الكافر الطماع(3) من خلا الحياة بتنباع(4) إنبيعها بي غلاء لي الراجل السفاع(5) عشر تالاف غروز وجملا سديس ورباع(6) والميت ما بعيش والحي دوربو وساع(7) وحانت منه التفاتة إلى فضل الله وقال: ليلة تكرب الخوضه على الرداع(8) أنا خايفك تنهم الدنيا وتجيك بسراع(9) هنا نط فضل الله على طوله وقال: أنيـ ... أم الداير الشيخة وأنيـ... أم اليديها أياه. كررها ثلاثاً. سأل التركي: من هذا؟" وأمضى له الشيخة حين علم أنه أبن الشيخ سالم. بعد مساهمة شبت البارزة في تشييخ فضل الله ود سالم قيل إنه رقد على قفاه في منزله وقال: مرا نتر الجنق(10) ومراً مع العويلي نلعب أم دنقدنق(11) وأمن يا شبت من الكتاف والخنق(12) فجه المحلي: موضع المحل. أبو ضراع: الجمل. ورد: ويا قطاع فجاج المحلي على أبو ضراع. دمير العوق: خيل حسنة الإعداد تنتظر فزع القبيلة لاسترجاع الوسيق، وهذا الدمير بمثابة خط دفاع عن الوسيق وتسميه حمر " الدفين" دراع. دراع. دروع . ورد: خال ضمير العوق أبو دراع. ضمير: مغزره. الكافر: الاتراك. الإشارة الى مجيء الاتراك في عهد الشيخ سالم (11/1812م-32/1833م) ورد: إن خلا الحياة. السقاع: الترب. ورد: يبيعو الحياة للراجل السفاع. كما وردت هذه الصيغ في هذا الموضوع: ما ينبيع ليه حياة عاد مي الاوجاع أو ما ينبيعلو أو أبيع ليهو حياة خاطية الاوجاع. عشر تالاف: عشر الاف. غروز: الناقة الدارة. سديس: الجمل المكتمل. رباع: وردت: بي ميتين غروز... وبي الفين غروز. وردت ميت ما بعيش. ويسبق هذا البيت في روايات: وكلو موت من لي الراجل السفاع. ونجد ذلك في الروايات التي اعتمدت الصورتين الاخيرتين للبيت كما ورد في هامشه. حين يكسر الجمل سن اللبن يصير سديساً. السابل: السرج: وردت: اللمي، " الامة، عن " الدنيا. ورد: لكين أني بدورك تنهم الدنيا ؤجيك بسراع أني خافيك تنهم الدنيا ؤجيك فسراع مرا: تارة. نتر: نرمي. الجنق: لعبة أدواتها قدح ومبخر وكرات من الطين. العويلي: العيال. أم دنقدق: لعب وصفير وصفقة. أطمان أن لن يكتفه ويخنقه خصوم الشيخ فضل الله والترك.
936 .2 K
ماركس كطيف

ماركس كطيف

حسان الناصر باحث بمعهد الدوحة للدراسات العليا – علم الإجتماع والأنثربولوجيا " لقد صيرت الكتابة ماركس ظاهرة نصية، فانداح في عوالم الفلسفة حاملا جنازة الصوت ومترديا سواد الحرف "[1] جاك دريدا لا اريد للقارئ أن (يرى) هذا النص كأي نص فأنا لم أرسمه الا كطيف يبحث عن الخروج بين ركام الأفكار كما تشق وردة_( التفلة )عودها بين الصخور الصماء ، كما أنني لم أصغه بغرض أكاديمي الذي يجعل منه سلطة توضع في نظم معينة بل فككته كسديم بحيث يعيد تركيب روحه القلقة كيفما كان الموقف منه ، كما أنه يحمل جميع التناقضات التي أسعى لتكوينها من أجل (الخروج ) من هذه الصورة المحنطة التي رسمت لي داخل دهاليز الاكاديميا ، لم يتبقى لهم سوى الضحك في وجهي بحيث أنني أرى ماركس كأطياف ، لقد حولوا من هذا الامر أضحوكة وأنا هنا لا أريد أن أنتقم ولكن أريد فقط أن أشكل ذاك الطيف . لا أظن هناك معضلة أشد من الكتابة عن ماركس / الماركسية ، يبدو كطريق وعر اتجاه غابة سنديان ممتدة ، أدغال من الوحشة التي تصيبك بالتجمد ، أو كمقبرة من الاحياء الذين يسيرون باتجاه البرزخ ، فهكذا يمسك الميت بتلابيب الحي ، لقد مات ماركس الجسد ، ولكن بقي منه الطيف الذي يلاحقنا جميعا مستهلكين / منتجين ، بلوتا ريا / برجوازية ، من هنا يمكن أن نولد الجدل الذي يطرح القضية الأساسية في هذا النص الذي أريد من خلاله أن أعيد تركيب مقولة جاك دريدا التي استفتح بها محاضرته التي أقيمت في جامعة كاليفورنيا عام 1993م (هل مات ماركس ؟ ) أو (هل الماركسية الى فناء؟) [2] ، ومن ثم التمس الفروقات ما بين حضور ماركس والماركسية تلك التمايزات التي أراه واضحة في حضوره ومن خلال طرح دريدا يتبين التفاوت ما بين ماركس والماركسية وهو الجدل الذي ظلت رحاه دائرة ليس وسط الماركسيين او قارئ ماركس ولكن اراه ابعد من ذلك بل هي متمثلة في واقع النص الذي يمكن قراءته بماركس / الماركسية. في ظل التقلبات التي نشهدها في العالم بصورة متواترة وسريعة، في لواحات الإعلانات ذات الألوان المضيئة وفي صور العري التي توضع على واجهات الكازينوهات في لاس فيغاس وهونكونغ أو دبي أو اديس ابابا بذات السرعة التي تنتقل فيها الكاميرات الى الرؤساء التنفيذين للشركات العابرة للقارات، او اساطيل الطائرات التي تلقى بأضوائها على الأبنية العالية بالدوحة أو سيدني، خلف كل هذه الأقنعة الميتة (يظهر) ماركس بصورته الشاحبة كطيف مرعب في منام القيصر. إن فكرة الظهور هذه قد تجعلني أعود الى قبيلة (الزاندي) بحيث يظنون أن أرواح أسلافهم تبقى معهم في أوقات الحرب وفي أوقات الشدة عندما يفشل الحصاد ، ماذا إن كان حضور ماركس يتمثل في هذه الفكرة ؟ في ظل التغيرات التي تشهدها الرأسمالية / البرجوازية ، يظهر ماركس من خلال قيمة العدالة الغائبة سواء كانت هذه العدالة للذين ماتوا او الذين لم يأتي بعد ، تكمن قيمة عدالة طيف ماركس في أنساقه المتعددة التي تتشكل في جدلية دائمة كلما تقدمت البرجوازية / الرأسمالية نحو انتحار البشرية ، اذن يمكن أن نقول : ان ماركس / الماركسية لن يغيب لا لشيء سوى انه موجود أيضا في المستقبل ، المستقبل الذي يشكل حضوره من خلال التقدم الذي تشهده السوق الرأسمالية في العالم . في ظل هذأ الحضور لابد لنا من الإشارة الى أمر مهم جدا وهو حضور ماركس / الماركسية هل هي متعددة الشكل و التشكل أم انها ذات نسق واحد ومعروف ومختزل في تصور واحد ، بالتأكيد عند الحديث عن الماركسية يمكن أن نقول بأن هناك ماركسيات متعددة وليست ماركسية واحدة إن هذا البعد ينعكس في قراءة ماركس وحضوره ، ومن هنا يمكن ان نشير الى استخدام جاك دريدا الى (أطياف ) اذن انه ليس طيف واحد وانما مجموعة مجتمعة ، يربط جاك دريدا فكرة الاطياف في نصه هذا (بهاملت ) ولكن أريد ان اضع لماركس وجه اخر أو طيف اخر من هذه الاطياف المتعددة ، وهي تلك الروح التي تظهر عند (الأزاندي ) في وقت الحصاد ، هذا الطيف هو مبعوث من قلب الثقافات الافريقية التي تتيه في هذه التقلبات العالمية ، وإن هذا الطيف ليس ذو قناعي أفريقي ولكنه ذو رمزية أفريقية ، هذه الرمزية تأتي من فعل ( المقاومة ) التي تتبناها هذه القبائل أمام شركات التقنية والمليشيات التي تظهر مع المعادن على حد اشيل امبيمي في حديثه عن المعدن و المليشيا . ان استدعاء ماركس طيف افريقي مرتبط هنا باستدعائه الأوربي الذي أشار له جاك دريدا ومن هنا تتحقق مقولة جاك دريدا (الاطياف ) ، ان هذا الطيف ليس منبعه هناك ، بل هنا الحاضرة المتولدة من جراء معاناة الملايين الذين تستثمر فيهم شركات الأسلحة تقنياتها بالإضافة الى المليشيات التي تظهر مع كل معدن تنضح به الأرض ، لاشك أن هذه المعادن التي تخرج من باطن افريقيا مرتبطة بعوامل التعرية التي بدأت تحدث من جراء التغيرات المناخية التي تحدثها الشركات العالمية الصناعية التي تتجه الى ان تحول هذا العالم الى كومة من التقنيات ومن الاليات التي تسخر من أجل تصميمها واداراتها آلاف المقهورين ويتجلى ذلك في سياسات الاستقطاب التي تقوم بها الشركات للمهاجرين من الهند وباكستان وانها لم تتوقف عند هذا الحد وحسب بل جعلت من تلك البلدان مقرات لها ، من هذا يظهر أطياف ماركس المتعددة و النزوع اتجاه التعدد ، بذلك يكون ماركس قد تحقق في أمرين مهمين وهي فكرة (الاطياف ) وفكرة (المقاومة ) فكلما زحفت اليد الرأسمالية الى وديان السيليكون و الذهب و الالمونيوم لتعمل على التصنيع وإنتاج التقنية وإعادة تشكيل مفهوم السلعة ورأس المال ، تبدأ الاطياف في الحضور في كل لحظة مشكلة بذلك القلق . ان هذا القلق هو القلق الذي يبدو في مقولة (أوكونكو) بطل رواية (الأشياء تداعى ) لكاتبها النيجيري (Jinwa Ajede) عندما يبدأ في تذكر حالة أبيه الذي كان كسولا ، أبيه الذي تضرع للآلهة ولكنها جعلته يعود الى قوة عمله ، ان لحظة قلق (أوكونكو) واستحضاره لأبيه هي لحظة وعي ، الوعي الذي يجعل من طيف ماركس حاضرا في لحظة المقاومة ، وحضوره لا يكون حضورا عابرا بل يجعله كلحظة واعية تدرك الذات مصيرها من خلالها ، إن هذا المشهد يمكن ان نراه في سيرة( مصطفى سعيد ) عند الطيب صالح ، ومصطفى المزارع وليس المثقف الذي خرج من تناقضاته التي لاحقته حتى في لحظاته لاوعيه التي تدفعه بعيدا عن (حسنة بت الشيخ ) عندما يستحضر حبيباته الاوربيات ، ولكنه يعود الى ذاته المرتبطة بالأرض فيلتحم معها بوعيه ، إن قلق الحضور و الغياب في سيرة مصطفى سعيد وتذبذبه ما بين حضوره كذات واعية وكنقيض لاواعي جعلت منه غائبا مستمرا بعد غرقه في النهر . لم يتحول مصطفى سعيد الى (ود حامد) الذي كان حضوره مقاومة لمشروع الانجليز الذي أرادوا انشاءه في مكان الدومة رغم موته الذي لا يعلم به أحد ولكنه استدعي . لا يسعني الا أن اتوقف هنا في هذه اللحظة لأفتح السؤال على مصرعيه أمام تناقض الإجابات لجعل من هذا النص لحظة تشكل جديد لأطياف ماركس فربما نجحت في أن أقول بأن ماركس ليس ماركسيا في حضوره بما أن هناك ماركسيات متعددة . [1] أطياف ماركس [2] أطياف ماركس
908 .2 K
الإخوان المسلمين في السودان

الإخوان المسلمين في السودان

الإخوان المسلمين في السودان: رهانات الواقع والمستقبل متوكل دقاش - باحث في العام 1924 وبعد إزاحة آخر السلاطين "محمد السادس" ألغيت السلطنة والخلافة الإسلامية معا بقرار رسمي من مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، الذي كان قد ألغى نظام السلطنة في عام 1922 وأعلن قيام الجمهورية التركية وتولى رئاستها عام 1923 وحتى وفاته عام 1938. وقد كان ذلك عاملا مؤثرا بشكل هائل على العرب الذين قاتلوا على جبهتي القتال، كما وفر ذريعة للقوى الأوروبية لتقاسم غنائم السلطنة التي كانت تعرف بـ"رجل أوروبا المريض" بعد خسارتها الحرب (1) . بالإضافة إلى ذلك فقد أدى الواقع المنبثق من الحرب العالمية الأولى إلى ولادة سياق جديد في الشرق الأوسط تمثل في تطور ثلاث حركات قومية في الشرق، هي الحركات العربية والتركية والصهيونية التي شكلت تاريخ المنطقة في القرن التالي للحرب. بينما وفي خضم ذلك الوهن والإحباط، ظهرت حركة الإخوان المسلمين كرد فعل على واقع مزري تعيشه الدول والمجتمعات المسلمة التي كانت مستعمرة في مجملها. وبالتالي تبنت الجماعة ومن خلال كتابات مؤسسها حسن البنا عدد من المواقف التي اعتبرت من وقتها أدبيات ومبادئ تعمل الجماعة على تحقيقها. ويأتي على رأس هذه المواقف الموقف من عودة الخلافة، حيث مثلت جماعة الإخوان أحد أهم القوى المعاصرة التي نادت بفكرة الخلافة وضرورة بعثها، وقد امتازت بأنها أقامت تنظيماً دولياً على نمط الخلافة المنشود. وتقول الوثيقة المعنونة "النظام العام للإخوان المسلمين" الإخوان المسلمون في كل مكان جماعة واحدة تؤلف بينها الدعوة ويجمعهم النظام الأساسي. وتهدف الجماعة إلى "إعداد الأمة إعداداً جهادياً لتقف جبهة واحدة تمهيداً لإقامة الدولة الإسلامية الراشدة (2). وفي السودان شهد العام 1946 بداية النشاط الفعلي للإخوان من خلال جمال الدين السنهوري، وهو شاب سوداني كان مقربًا من حسن البنا، وعاد إلى السودان خلال تلك الفترة لتأسيس نشاط الجماعة. وفي احتفال أقامه الإخوان المسلمون في مصر عام 1948 بمناسبة مرور عشرين عامًا على تأسيس الجماعة، ذكر حسن البنا أن عدد شعب الإخوان بلغ ألف شعبة في مصر وخمسين شعبة في السودان، وقد تولى نشاط الإخوان في السودان آنذاك مكتب إداري يرأسه الشيخ عوض عمر إمام؛ قبل أن تعين الجماعة علي طالب الله مراقبًا عامًا لإخوان السودان في عام 1948، لكن سلطات الاحتلال البريطاني رفضت منح الحركة في السودان تصريحًا بالعمل. في عام 1949، نشأت حركة إسلامية في كلية غوردون التذكارية (جامعة الخرطوم لاحقًا) بهدف مواجهة الشيوعيين الذين كانوا يهيمنون على المجتمع الطلابي. سميت تلك الحركة «حركة التحرير الإسلامي»، وكان على رأسها محمد يوسف محمد وبابكر كرار، تبنت «الاشتراكية الإسلامية»، ورفضت التبعية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر. لكن التقارب الفكري والتداخل الكبير بين الحركة وأتباع الإخوان في السودان أدى إلى صراع بين قيادة حركة التحرير وقيادة الإخوان في السودان انتهى إلى عقد مؤتمر لحسم الخلافات. انعقد المؤتمر بالفعل في أغسطس/آب 1954، وأطلق عليه «مؤتمر العيد»، وانتهى إلى تبني اسم «الإخوان المسلمين»، وانتخاب محمد خير عبدالقادر أمينًا عامًا لها. أغضب القرار مجموعة بابكر كرار التي انفصلت وسمت نفسها «الجماعة الإسلامية» التي أسست فيما بعد «الحزب الاشتراكي الإسلامي». كما أغضب مجموعة علي طالب الله الذي تمسّك بشرعيته كمراقب للإخوان في السودان بتكليف من حسن البنا. وقد تدخل المركز العام في مصر لحسم الخلافات التي تمت تسويتها من خلال انتخاب واحد من أعضاء مجموعة طالب الله كمراقب عام لإخوان السودان، وهو الرشيد الطاهر بكر المحامي (3). وفي عام 1979، تكرر الجدل الذي لا ينتهي بين إخوان السودان والجماعة الأم في تبعية السودان لها، ورفض الترابي مبايعة التنظيم الدولي للجماعة رغم أنه كان يحلم بتنظيم دولي للإسلاميين من هذا النوع، فبايعه الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد: الذي كان في السجن آنذاك، وانضم إليه الرافضون لرئاسة الترابي منذ 1969، وتولى الحبر يوسف نور الدائم، أستاذ اللغة العربية بجامعة الخرطوم، فرع جماعة الإخوان المسلمين في السودان الذي بقي منذ ذلك الحين جماعة صغيرة الحجم وبلا نصيب من السلطة. اختار الترابي لجناحه منذ ذلك الوقت اسم «الحركة الإسلامية السودانية». لتتحول لاحقا إلى جبهة الميثاق، ومن ثم أخيراً اتخذت مسمى الجبهة الإسلامية والتي دبرت انقلاباً عسكريا مكنها من السلطة في العام 1989. منذ إمساكهم بدفة السلطة لاحظ الإخوان المسلمين في السودان التباعد بين تصوراتهم الخاصة للحكم والدولة والسلطة وبين ما تمثله هذه المفاهيم على أرض الواقع، وبما تكتنفه من ديناميات داخلية معقدة. ولكنهم تركوا هذا الأمر دون معالجات تذكر وهو أمر لا زال مثير للاستغراب. فمفهوم الحكم الذي يندغم عند الإخوان في مبدأ "الحاكمية" المستمد من فكر ابو الأعلى المودودي سديمي بحيث لا معيار أو أدوات واضحة لتنزيله وتطوير برنامج سياسي على ضوءه بحيث يتضح كيفية ممارسة الحكومة لدورها الوظيفي الكامل. بينما كانت السلطة وكيفية الوصول إليها هي معضلة الإخوان الثانية. حيث تحول التنظيم الذي كان يتغنى بالديمقراطية إبان وجوده خارج السلطة إلى تنظيم استبدادي بشكل لا يصدق بمجرد وصوله إلى سدة الحكم. وكان ذلك طبيعيا في ظل الانقطاع المفاجئ لتجربة أفراد التنظيم النقابية والسياسية بحادثة الإنقلاب العسكري. وقد لاحظ غراهام فولر - بحق - أن أحد العيوب الرئيسية في الأنظمة الاستبدادية هو أنها تغلق سبل التجارب السياسية والنضج السياسي أمام الناس. وكان الإخوان المسلمين في السودان بتركيزهم على موضوع السلطة رأسا "دون خطوات تمهيدية" ضحية عدم وجود فرصة للتعلم من المسار السياسي نفسه، بما فيه التفاوض والتنازل، وصناعة القرار، وتطوير قواعد إجرائية في ممارسة السلطة (4) فقد مثل إنقلاب الثلاثين من يونيو قطعا للسيرورة الطبيعية لنمو حركة الإخوان، ونسف لرصيدهم السياسي المدني، ووأد لتجربة أفراد التنظيم النقابية والسياسية من اجل الوصول إلى السلطة في إطار الديمقراطية. وذلك بجانب إشكال بنيوي إتسم به فكر الإخوان المسلمين تاريخيا فيما يلي فكرة "الدولة الوطنية " فالتنظيم الذي يحمل بذرة أيديولوجيا"ما فوق دولة " كان دائما ما يخفق في التعامل مع الشروط الصعبة - ولكنها ضرورية - لإدارة مؤسسة الدولة. وكذلك التعامل مع مرتكزاتها وحرماتها بشكل مرن ولا يهدد وجودها وإستمراريتها. وحرمات الدولة الوطنية ثلاث: الأرض والشعب والمال العام. ولكن بالنسبة للإخوان المسلمين فإن الأرض لله يورثها من يشاء - بينما المال فيئ لهم وبالتالي تكالبت عضوية التنظيم على المال العام ونهبوا منه ما استطاعوا- والأخطر هو تقسيمهم للشعب إلى كفار ومؤمنين، مسلمين وأهل كتاب. وكان فهم عراب الإخوان المسلمين في السودان للصراع في أفريقيا على أنه: صراع حضاري بين العروبة والإسلام من جهة وبين الشرق والغرب من جهة أخرى، مدخلا لخوض الجماعة لحروب هوياتية في الجنوب وجبال النوبة والانقسنا. بإعتبار سعيهم إلى قلب الموازين من خلال تحويل السودان إلى قطر عربي مسلم خالص بالتخلص من الهويات الأفريقية. دون فهم مغبة الإتجاه نحو هذه المقاربة الأيديولوجية السمجة. التي أفرزت واقعا مريرا مليئ بالحروب والنزاعات التي أدت في النهاية إلى انفصال الجنوب. وهو انفصال لم يستطع الإخوان القابضين على السلطة معالجة تداعياته التي تجلت في تفاقم الأزمة الإقتصادية التي أدت بالإضافة إلى جملة من الأسباب الأخرى إلى سقوط حكم الإخوان المسلمين في السودان عبر ثورة شعبية بدأت في ديسمبر 2018. يكتنف واقع الإخوان المسلمين في السودان ضباب كثيف أوله جمود الفكر ووقوف الجماعة عند محاولات عرابها حسن الترابي الفقهية التجديدية ومقارباته السياسية القديمة، وثانيا سيطرة الوجوه القديمة بإستمرار على صناعة القرار وهو واقع تمرد عليه عدد من شباب حزب المؤتمر الشعبي مؤخرا. وكذلك يحاصر الرأي الشعبي كل ما هو إخواني الآن ويرفض كل ما يثير ذاكرة المجتمع السوداني من سياسات نفذتها الجماعة على مدى سنوات حكمها الاستبدادي. وأيضا يعاني الإخوان سياسيا بكل فصائلهم بما في ذلك المؤتمر الشعبي والإصلاح الآن - من - الإرث الثقيل للإنقلاب العسكري الذي قامت به الجماعة واستولت من خلاله على السلطة. إضافة إلى نظرة الشك التي تحيط بها واتهامها بمحاولة تقويض الدولة أو إفشالها وجرها نحو الإنزلاق في أتون حروب وفوضى. الخلاصة... عطفا على ما سبق؛ يبدو المستقبل قاتم بالنسبة للجماعة. والتي يبدو أنها لم تستفق بعد من صدمة سقوطها المدوي. وذلك بإستماتتها للعودة إلى السلطة عبر إنقلاب عسكري ذو خلفية إسلامية أو عبر إسقاط النظام القائم عبر احتجاجات شعبية. وحالة الشتات التي تعيشها عضوية الجماعة الآن بالفوضى المؤسسية التي تضرب التنظيم الذي يقبع معظم قادته على مستوى السجون. وكذلك ثمة إشكالية الهجرة التنظيمية الكاملة فبإختيار المعارضة من المهجر بشكل كبير يتضاءل تأثير الجماعة التي ستبتعد معظم فصائلها عن العمل النقابي والسياسي المباشر. ولكن كذلك تبدو الفرصة مواتية في حال التجديد والبحث عن مقاربات منهجية وفكرية تغير ديناميكية التنظيم وتجعل خياراته السياسية معقولة. كتلك التي اتجهت النهضة التونسية إليها، بفصلها بين الدعوي والسياسي نسبيا، كفعل ضرورة تمليها الظروف المحيطة والشروط الجديدة. وكذلك الاعتراف بأخطاء الماضي والسعي إلى تلافيها بشكل جاد في المستقبل. [1] عمران عبدالله، 95 عاما على إلغاء الخلافة العثمانية.. كتابات غربية تروي السقوط، الجزيرة نت، مارس 2019، الرابط https://www.aljazeera.net/amp/news/cultureandart/2019/3/4/إلغاء-الخلافة-العثمانية [2] محمود إبراهيم، تاريخ الحركة الإسلامية في السودان، مايو 2019، الرابط https://www.ida2at.com/history-islamic-movement-sudan/amp/ [3] الحركة الإسلامية في السودان، حوار مع الدكتور حسن الترابي في المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية الإسلامية، 1987ص19، دار القلم. [4] محمد مختار الشنقيطي، الحركة الإسلامية في السودان مدخل إلى فكرها الاستراتيجي والتنظيمي، ص22، صناعة الفكر للدراسات، الإنتشار العربي، بيروت، 2011.
888 .2 K
كيف تقوّي جهازك المناعّي؟

كيف تقوّي جهازك المناعّي؟

كيف تقوّي جهازك المناعّي؟ يتعرض جسم الإنسان للكثير من الإصابات و الأمراض، و لكنه يتغلب عليها عن طريقة جهازه المناعي. يعتبر الجهاز المناعي الحامي و الجندي الوحيد للجسم حيث يقيه من الأمراض و يقضي على كل جسيم غريب يتطفل عليه. و لأن صحتك كنز غالٍ يهمنا، إليك بعض النصائح الطبية المهمة و التي تقوي جهازك المناعي : 1.النوم المنتظم و الراحة الكافية: يعتبر النوم من الأساليب الكافية للحفاظ على جسم سليم معافى، حيث قامت دراسة علمية تم فيها تحليل الحالة الصحية ل ١٦٤ شخص سليم ليس به مرض، ثم جعلهم ينامون لأقل من ٦ ساعات متواصلة في اليوم لمدة اسبوعين، و كانت النتيجة أنهم صاروا اكثر عرضة للأمراض و خصوصا نزلات البرد. لذلك معدلات النوم الطبيعية للإنسان يجب أن لا تقل عن ٧ ساعات متواصلة كحد أدني في اليوم الواحد، حيث تكون كالتالي : -٧ ساعات للفرد البالغ. - ٨-١٠ ساعات للمراهقين. - ١٤ ساعة للأطفال الصغار. و للنوم بصورة أفضل ينصح بأن تكون الغرفة مظلمة أو ارتداء اقنعة العين للنوم، و أيضاً تجنب التعرض لأشعة شاشة الهاتف أو التلفاز بما لا يقل عن ساعة قبل النوم. 2.تناول الكثير من الأطعمة النباتية : الفواكه، الخضروات، الحبوب و البذور و غيرها من المنتجات النباتية تحتوي على الكثير من المواد الغذائية و مضادات الأكسدة المفيدة للجسم. مضادات الأكسدة تمنع الإلتهابات حيث تقوم بالقضاء على على ما يسمى بال free radicals، أو الشوارد الحرة. تسبب هذه الشوارد الحرة التهابات في الجسم إذا ما تراكمت فيه بكميات كبيرة، لذلك مضادات الأكسدة تقوم بالقضاء على الكمية الزائدة من هذه الشوارد الحرة. أيضاً الخضروات المحتوية على فيتامين C و الالياف ضرورية و مهمة لتقوية الجهاز المناعي للجسم، مثل البروكلي، الفليفلة الصفراء، الفلفل الحار، الليمون، البرتقال، الفراولة، البابايا، الجوافة، الكيوي و غيرها. 3.الدهون الصحية : هي الدهون و الزيوت كالتي تتواجد في زيت الزيتون و زيت السمك (السلمون). زيت الزيتون يقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة كداء السكري من الدرجة الثانية و امراض القلب و الكلى، ما يؤدي بالتالي إلى منع خلل الجهاز المناعي. كما يحتوي زيت السلمون على مادة الأوميقا 3 (omega 3)، و التي تساعد على منع الإلتهابات في الجسم. 4.الأطعمة المخمرة (fermented food) و المعززات الحيوية (probiotics) : هي أغذة غنية بنوع معين من البكتيريا النافعة التي تحسن من عملية الهضم و تقوي الجهاز الهضمي، كما يساعد على تمييز الحسم للاجسام الضارة و الممرضة. خير مثال لهذا النوع من الأطعمة هو الزبادي. 5.التقليل من السكر المضاف و المصنع : تناول الكثير من السكر يؤدي إلى خطر الإصابة بمرض السمنة و الأمراض المزمنة كأمراض القلب و داء السكري، ما تؤدي هذه الأمراض إلى تقليل مناعة الجسم و بالتالي ننصح بالتقليل من كمية السكر المتناولة و ابداله بفواكه طبيعية. 6.التمارين الجسدية : القيام ببعض التمارين الخفيفة يومياً يحفز من عمل الخلايا المناعية و يقوي البنيك العضلية للجسم. بعض التمارين كالمشي، قيادة الدراجة، السباحة، القفز بالحبل و غيرها كفيلة بتحسين الحهاز المناعي. الحرص على المداومة من هذه التمارين لمدة ١٥٠ دقيقة في الأسبوع يقيك من الأمراض. 7.تفادي الجفاف : الجفاف العام في الجسم يؤدي إلى الشعور ببعض الأعراض كالصداع، عدم اتزان المزاج العام و التعطيل في بعض الوظائف اليومية، فقدان التركيز، صعوبة في الهضم و التعرض لبعض الأمراض المزمنة كأمراض القلب. لتجنب ذلك يجب تناول كمية وفيرة من المياه و السوائل يومياً، و ينصح بالإكثار من الماء على وجه الخصوص. اشرب الماء حتى لو لم تكن تشعر بالعطش. #أقعدفيالبيت #خليك_بأمان #وعّي_غيرك #مسئوولين_كلنا #سودانبدونكورونا
869 .2 K
من سيفكك الدولة ويقتل الثورة1-3

من سيفكك الدولة ويقتل الثورة1-3

حسان الناصر _ باحث بمعهد الدوحة للدراسات العليا هناك اشكالية ما في تحميل الثورة جزء من الاخفاقات التي تحدث الآن ، انها مشكلة كما يسميها البعض بإشكالية اجهاض الثورة. بحيث أنه يتم تحميل الحراك الذي حدث اخفاقات عديدة، نعم هناك جانب من القصور الذي يمكن ان نلتمسه في بعض التحركات ولكن من الصعب أن نلقي اللوم كله على هذا الحراك وهذا ما نراه في كتابات العديد من المثقفين وخصوصا الذين ينتمون الى الاتجاهات الاسلامية. عندما أعني بالثورة لا أقصد بها القوى السياسية بكل تأكيد لأنني أراها في هذا الوقت هي جزء من بردايم السياسي القديم الذي لم يكن جزء من الحالة الثورية،حيث أنه لم يمر الاطار السياسي (بردايم) بالحالة الثورية التي شهدها الشارع العام او الفضاء العام وانما ابقى على شكل ممارسته وهو بالتأكيد ضعف ناجم عن عوامل عديدة ومتفرقة لست معني هنا بالحديث بل لست معني بالاحزاب السياسية عموما بل معني بالتجربة التي خلقنها نحن أولئك الذين يجلسون على طرق الحكايات والبعيدين عن دائرة الضوء لأنها تجربتنا نحن ولكن يمكن ان اتعرض لهذه القوى السياسية فيما بعد لأنها ستمثل خطرا على الثورة التي هي ليست لحظة عابرة تذهب هكذا وانما فعل متواصل ومتراكم يفضي الي ديمقراطية وسلام وبناء متكامل للدولة. هناك مشكلات معقدة عديدة ومتنوعة ما يحدث لها الان ماهو الا تجلي أزمات متراكمة منذ تأسيس الدولة ولا يمكن أن نلقي باللوم على الثورة هكذا جزافا، بل علينا بأن نقوم بفتح رؤية للحل والحل لا يمكن أن يقوم على هذا البردايم السياسي القديم. ما يحدث فى بورتسودان مثلا ماهو الا حل وجد منذ الانجليز وهو الذهاب للقيادات الاهلية ان هذا الامر ليس مرتبط بالقيادة الاهلية لانها حرفيا ليست في موضع نزاع قبلي بل هي تفلتات تحدث بين المواطنين وما توقيع القلد في بورتسودان على ثلاث مرات خير دليل وتوقيع القلد ماهو الا تقليد قديم يوقع في حالة حرب بين القبيلتين ولكن الخطأ الفعلي هو ان الحكومة لم تعامل هؤلاء معاملة المواطنين الذي ينطون تحت يد الدولة وليس القبيلة. فمثلا الحلول الأمنية لن تعمل على حل المشكلة، واعني بالحلول الامنية هو عسكرة المدن هي حلول مؤقتة قد توقف نزاع بين طرفين ولكنها لن تبني سلام دائم ومستدام بل ستحول السودان الى سكنة عسكرية لأن كل شروط النزاعات الاهلية متوفرة في كل مدن السودان (للاطلاع على رؤيتي بصورة أوسع راجع صحيفة الحداثة مقالي حول الجذور الاستعمارية للنزاع الاهلي في المدن السودانية)، اذن نحتاج الي مسار مختلف او دعني اسميها مسارات مختلفة لوضع رؤية للحل. الاول هو ان هناك بعض الاصوات التي تنادي بتعين ولاة مدنيين اولا تعين ولاة مدنيين من دون اشراك هذه الفئات المتنازعة و المكونات المتحاربة لن يفضي الى حل بل سيفاقم المشكلة ويزيدها لانهم ابعدو عن الاشراك في السلطة وفي اختيار من يمثلهم فيها وما تقوم به قوى التغيير ما هو الا خيار الذي يقود الثورة لأن تذبح ذبح الشاة بمدية، اختيار الولاة لا يجب ان يتم بهذه الطريقة بل هو امر مرتبط بالقواعد الحقيقية التي تمثل الفعل الثوري وليست مكونات قوى الاعلان لان هذه المكونات في الاصل في كل الولايات أتت بعد سقوط النظام ولكن لا يعني هذا عدم احقيتها في الاختيار بل الاختيار يكون وفق معايير متفق عليها بين الاجسام الثورية (اللجان) وبين القوى السياسية وبين الانسان البسيط. وعلينا أن لا نكرر تجربة التفاوض او تجربة اختيار الحكومة. الامر الثاني و المهم هو وجود مسارات سلام قاعدية ان هذا الذي فعل في بورتسودان مثلا ماهو الا حل وجد منذ الانجليز وهو الذهاب للقيادات الاهلية ان هذا الامر ليس مرتبط بالقيادة الاهلية لانها حرفيا ليست في موضع نزاع قبلي بل هي تفلتات تحدث بين المواطنين وما توقيع القلد في بورتسودان على ثلاث مرات خير دليل وتوقيع القلد ماهو الا تقليد قديم يوقع في حالة حرب بين القبيلتين ولكن الخطأ الفعلي هو ان الحكومة لم تعامل هؤلاء معاملة المواطنين الذي ينطون تحت يد الدولة وليس القبيلة وهو لعمري خطأ عظيم لذلك لم ينجح القلد ولن تفيد الادارة الاهلية بل علينا الانتقال الى أن تتعامل مع المواطن كمواطن تعرف مشاكله وهمومه وقضاياه وماذا يريد. ان هذا الخطأ الذي تقع فيه الحكومة الان هو البردايم السياسي الناشئ منذ الاستعمار وهو تكرار لمسار فشل في ان يخلق كينونة سياسية واحدة لهذه المجتمعات، لذلك علينا التفكير في مسارات قاعدية تدفع بهموم ورؤية المواطن الى داخل اجهزة الدولة لتكون اجندة تقوم بها اجهزة الحكم المحلي وحكومة الولايات، والا فانه ستتفكك الدولة وتموت الثورة. وسأتي الى طرح رؤية الشكل القاعدي لهذه المسارات القاعدية مدفوعا بحججي و شكل التنظير لها.
864 .2 K

الاعلى مشاهدة

المنح التركية_2020

أعلنت إدارة المنحة التركية إفتتاح التقديم للعام 2020م بتاريخ 10-01-2020 عبر الموقع الرسمي للمنحة على الإنترنت، حيث يقدم له سنوياً ١٠٠الف طالب حول العالم، وينتهي التسجيل في 20-02-2020 لجميع المستويات الأكاديمية ( بكالوريوس، ماجستير ، دكتوراه ) مميزات المنحة التركية تتميز المنحة بأنها ممولة بالكامل وتغطي كافة التكاليف من أقساط الجامعة إلى بدل سكن وتأمين صحي، وتغطية تكاليف السفر والفيزا للمتقدمين من خارج تركيا، بالإضافة إلى راتب شهري. المعاش الشهري البكالوريوس 700 ليرة تركي الماجستير 950 ليرة تركي الدكتوراة 1400 ليرة تركي البحوث 3000 ليرة تركي شرط العمر: البكالريوس من تاريخ 01-01-1999( اقل من 21 سنة) الماجستير من تاريخ 01-01-1990( اقل من 30 سنة) الدكتوراة من تاريخ 01-01-1985( اقل من 35 سنة) البحوث من تاريخ01-01-1975 ( أقل من 45 سنة) مميزات المنحة يحصل الطالب المقبول في المنحة على تذاكر سفر مدفوعة من قبل الدولة من البلد الذي يقيم فيه إلى تركيا ومن تركيا إلى بلده بعد إنتهاء الدراسة بشكل نهائي. يحصل الطالب على إقامة طالب طول مدة الدراسة مدفوعة من قبل الدولة. توفر الدولة للطالب السكن المجاني طول فترة الدراسة مع مصاريف السكن. تقدم الدولة للطالب تأمين صحي مجاني طول فترة الدراسة. يحصل الطلاب المقبولين فى المنحة على سنة كاملة لدراسة اللغة التركية دون أي رسوم، مع العلم أن الطلاب الملتحقين بالدراسة بلغة أخرى ( غير اللغة التركية ) يتوجب عليهم حضور السنة الكاملة لتعلم اللغة التركية أيضاً، وسيحصل الطلاب المقبولين فى المنحة على بطاقة تمنحهم حق التنقل، بسعر مدعوم من الدولة مخفض جدا . الأوراق المطلوبة : شهادة المؤهل التعليمي: شهادة الثانوية للمتقدمين للبكالوريوس, أو شهادة الجامعة للمتقدمين للماجستير, أو شهادة الجامعة والماجستير للمتقدمين للدكتوراه. في حال لم تكن شهادة التخرج جاهزة أو تبقى على تخرج المتقدم عدة أشهر, فيمكن تقديم إفادة رسمية مختومة تفيد بذلك ترفع إلى الموقع عوضًا عًن شهادة التخرج. كشف الدرجات التعليمي يوضح درجات الطالب في المواد بالنسبة لخرجيي الثانوية هو نفسه شهادة الثانوية، وبالنسبه لخرجيي الجامعة والماجستير فهو الكشف التفصيلي لدرجات المواد خلال سنوات الدراسة. رسالة توصية واحدة أو اكثر من مدرس أو مدير في العمل أو من مؤسسة، وترفع رسالة التوصية إلى الموقع بالإضافة إلى ضرورة إدخال البريد الإلكتروني للشخص الكاتب للتوصية, حيث ستصل إليه رسالة تطلب منه التأكيد بأنه الشخص الذي قام بكتابة التوصية . وثيقة إثبات هوية كجواز سفر أو بطاقة شخصية أو شهادة ميلاد أو رقم جلوس. صورة شخصية حديثة واضحة. ترجمة كافة الأوراق ( بعد تلقي رسالة القبول وتحديد موعد المقابلة ) وثائق مطلوبة لبعض الجامعات أو التخصصات فقط 1) شهادة امتحان معتمد للغة الإنجليزية, في حال كانت الجامعة التي تم اختيارها تطلب شهادة اللغة الشهادات المعتمدة هي شهادة التوفل TOEFL تكن شهادة اللغة متوفرة اثناء التقديم, فيجب تجهيزها حتى موعد المقابلة. 2 ) شهادة امتحان كفاءة أو مهارات معتمد, في حال كانت الجامعة التي تم اختيارها تتطلب ذلك. تطلب هذه الشهادة GMAT أو GRE وفي الغالب للطلاب المتقدمين للدراسات العليا, كشهادة امتحان، في حال كانت الشهادة المطلوبة غير متوفرة أثناء فترة التقديم, فيجب تجهيزها حتى موعد المقابلة. شهادات خبرة في أعمال سابقة انتظم فيها المتقدم. شهادات مشاركة في دورات تدريب أو تأهيل أو ندوات. شهادات تكريم في أي مجال . شهادات مشاركة في أنشطة تطوعية خدمية . أي شهادة أو وثيقة أو جائزة أخرى حصل عليها المتقدم سوى في المدرسة أو العمل . المعدلات المطلوبة درجة البكالوريوس: يجب أن لا يقل المجموع عن 70% يجب ان لا يقل مجموع الطلاب الراغبين في دراسة الطب عن 90% درجة الماجستير والدكتوراه:% يجب ان لا يقل المجموع عن 75% للتقديم اضغط هنا : https://tbbs.turkiyeburslari.gov.tr/ ملحوظة : بإمكانكم إستخدام الرابط في الأعلى للتقديم للمنحة.

256 .13 K

الثورة السودانية ومعنى الكرامة

الثورة السودانية ومعنى الكرامة حسان الناصر باحث بمعهد الدوحة للدراسات العليا – علم الإجتماع والأنثربولوجيا مقدمة يبدو أن الربيع العربي الذي إنطلقت شرارته من تونس( بثورة الياسمين ) ما زالت إمتداداته مشتعلة حتى يومنا هذا ، لم تنضب بعد ينابيع الحرية التي إنطلقت أصواتها في أرياف تونس ومدنها ، وها نحن مرة أخرى نشهد فجراً جديداً من فصول الكرامة و الحرية التي تشهدها المنطقة بثورة سودانية من أرض النيلين ، وهو دليل على تعافي الشعوب العربية من براثن الخوف وتحطيم قلاع الشمولية . فالثورة السودانية التي تفجرت من أريافه البعيدة و شهدت مشاركة واسعة لأطياف المجتمع التي كانت بعيدة كل البعد عن مسرح الحياة السياسية وتمثل ذلك في طبيعة الحراك الذي إمتدت طوال عشرة أشهر لنشهد سقوط النظام البشير في الحادي عشر من أبريل بعد أن وصلت المشاركة الشعبية أوجها ، بوصول الثوار الى ساحة القيادة العامة مما جعل الجيش ينحاز الى خيار الشعب ، في تقاليد ليست بجديدة على القوات المسلحة السودانية وإن كانت ظروفه وعوامله مختلفة هذه المرة وموازين القوى فيه متبدلة ومتغيرة عن الانحياز الذي حدث في ثورة 1985 م التي إنحاز فيها الجيش لخيار الجماهير التي خرجت في وجه نظام المشير جعفر نميري ومن قبلها أيضا ثورة أكتوبر من العام 1964 م والتي أذعن فيها الفريق عبود لخيار الشعب ، لذلك من الصعب اللولوج الى مسارات هذه الثورة من مدخل معين ومن تعاريف محددة . بصفتي باحثاً في العلوم الاجتماعية فمن الصعب على الأكاديمي أن يضع تعريفات معينة ومحددة للثورة و عوامل انطلاقها وتراكماتها وماحدث فيها والحجرعليها مغبشا بذلك الواقع ، وإنما عليه طرح الأسئلة و التوسع فيها ، هي مهمة الباحث التي أرى أن تكون نصب عينه لا قولبة المفاهيم ومحاولة تركيب الواقع داخلها ، بهذا تكون الظاهرة هي مركز البحث لا ذاتية الباحث أو توجهات إنها عملية تحرر كاملة وهو ما أحاول جاهدا فعله في هذه الورقة ، فمهمتي التي سأقوم بها هي ليست معالجة وإنما كشف وإستقصاء لمفهوم الكرامة وتجلياته في الثورة السودانية ، مستعرضا بذلك المجتمع السوداني وطبيعة تركيبه الاجتماعية ومن ثم فحص الثورة و الفاعلين فيها ومقاربات أضعها بين الثورة السودانية و غيرها من الثورات التي إنطلقت وسميت بالربيع العربي . لصعوبة ضبط مفهوم الثورة ، فإنني أستخدم عوضا عنه مفهوم ( المسار الثوري ) ، فالثورة إن تناولنا مفهومها نجد أن لكل منهج أو أيدولوجيا تعريف مختلف عن الآخر حسب قواعد المنهج و تأطيراته النظرية ، مما يغيب شئ من الواقع ويخفي أشياء قد تكون مهمة ومركزية من ناحية أخرى لذلك ليست الفكرة بإنتصار للمفهوم وهل هي ثورة أم لا؟ وإنما هو محاولة للإنفتاح إتجاه تشكلات مختلفة للثورة وخصوصا في بلد متنوع ومتعدد مثل السودان إختلفت فيه أشكال التعبير السلمي عن الثورة ، وأصبحت كل مدينة من مدنه التي إنتفضت لها طريقتها الخاصة في التعبير وشكل ( مسار ثوري ) مختلف بدرجات متفاوتة عن بقية المدن . إذن (فالمساور الثوري ) هو الشكل الذي إتخذه الفاعلون في التعبيرعن مناهضتهم للظلم و القهر ، وعبروا به عن رفضهم للنظام الحاكم (نظام الإنقاذ) وممارساته إتجاه المجتمعات السودانية المتعددة ، بالاضافة الى هذا يشمل المسار الثوري التشكلات الاجتماعية و الأدوات التي إستخدمها الفاعلون في الحراك لمواجهة القمع وسوء المعاملة ، وبالتأكيد يشمل المسار الثوري أيضا الشعارات التي رفعت منذ بداية الثورة ، ومنها يمكن أن ننظر الى الثورة كما ينظر الباحثون الجيلوجيون الى مقياس رختر ليس هناك لحظة معينة لها وإنما هى ذبذبات متواصلة تنقطع حينا وتختفي حينا وتتواصل أحيانا ، وهو ما ذهب اليه فؤاد طرابلسي في كتابه ثورات بلا ثوار " أن الثورات العربية هي سلسلة الإنتفاضات الشعبية غير المتوقعة و العفوية إلى أبعد حد " ويذهب أيضا مولدي الأحمر في كتاباته حول الثورة التونسية هذا المنحى أيضا ، "ليس هناك مفهوم واحد للثورة بل عدة مفاهيم، و هي تختلف بحسب طبيعة الظاهرة و سياقها و أهدافها و إطارها الزمني و محيطها الثقافي وبحسب المعنى الذي يعطيه لها أصحابها أو حتى من يتكلم عنها. فالثورة بمعناها الاجتماعي تتجاوز بكثير الأحداث المؤطرة في زمان و مكان محددين" إذن إن هذا المفهوم (المساري الثوري ) ليس بشئ أبتدعه بالمنحى الذي سلكه العديد من الباحثيين لفهم طبيعة الثورات العربية والثورات التي تدور رحاها في المنطقة عموما . وقد يكون إستخدام هذا المفهوم وفقا لطبيعة الفاعلين في الثورة ، فهم ليسوا جحافل العمال الذين خرجوا من مصانع وبيوت البلوتاريا أو تلك النخبة التي خرجت من المؤسسات السياسية و الأكاديمية توزع المنشورات في الطرقات وتهتف إن كان لها دورا في الحراك. إلا أننا يصعب علينا تسمية الفاعليين بصورة مطلقة ونقول أن هذه هي الجهة التي قامت على أكتافها الثورة وهي ميزة هذه الثورات التي كان الفاعل فيها هو من خارج تلك الحدود التي كانت السلطة تلتفت إليهم كلما إرتفعت أصوات الشارع بالرفض و المناهضة . من هم الفاعلون الجدد ؟ يظهر جليا من خلال حركة المسار الثوري منذ إندلاع الحراك في ديسمبر من العام 2018م أن طبيعة هذه الثورة مختلفة عن الثورات السابقة في السودان هذا الإختلاف يكمن في طبيعة الفئات التي شاركت في الثورة وفي صنع أحداثها ، فإندلاع أول حراك حدث خارج حدود العاصمة ، تلك المساحة التي شكلت الوعي السياسي منذ الحركة الوطنية وما تلته من ثورات ، حتى اخر حراك سياسي حدث في عام 2013م في إنتفاضة سبتمبر ، بالاضافة الى إنتقال الثورة مدن السودان المختلفة قبل وصولها للخرطوم ، فالمسار الثوري قد إتخذ منحا مختلفا منذ بدايته بالاضافة الى أن الحراك في الأقاليم حطم من رمزية السلطة بعد أن قام الثوار (الفاعليين ) بحرق دور المؤتمر الوطني ، وإقتحام مراكز جهاز الأمن كسرت بذلك رمزية السلطة وأعلن الفاعلون الجدد هذه المرة سقوط نظام المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم ) ، ويظهر لنا أن هؤلاء الفاعلون هم الفئات التي كانت بعيدة عن الساحة السياسية ، من طلاب وشباب عاطل عن العمل ،بالاضافة الى الشابات اللائي شكلن ملاحم بطولية جنبا الى جنب مع رصفاءهن من الشباب فكان لقب (كنداكة ) هي السمة التي وصفن بها ، وهو لقب أحيته الثورة ويطلق على حاكمات الممالك القديمة للسودان ، وكانت هذه الفئة بعيدة كل البعد عن الحراك السياسي . فالحراك السياسي الذي كان يتبناه الساسة هو خيار المهادنة أحيانا في ظل القبضة الأمنية و العسكرية التي كان نظام المؤتمر الوطني يطوق بها الفضاء السياسي ، الأمر الذي دعى بعض الأحزاب السياسية الى طرح سؤال (الانتخابات ) بعد مقاطعتهم للصناديق في الانتخابات الثلاثة السابقة ، وحدث هذا قبل الثورة بأقل من شهر ، إذن ما يمكن قوله أن هؤلاء الفاعليين الجدد تميزوا بأنهم من خارج الأطر السياسية ،بالاضافة الى أنهم من خارج المناطق التي يتراكم فيها الوعي و توجد فيها تشكلات سياسية تسمح لهذه الفئات بالمشاركة السياسية ونمو وعيهم بالمشاكل التي تحيط بهم من جراء ممارسات النظام القهرية و القمعية وإنما كسروا حواجز لم تكن في إدراكهم أو تصورهم السياسي ، بل شكلت لهم المسار الثوري روح تحدي كسروا بها هذه الحواجز ويظهر هذا جليا في إحتفاءهم بالمواكب الثورية التي كانت تخرج من قلب الأحياء الى الشوراع و الطرقات . إذن يبرز السؤال الأساسي الذي يمكن عبره أن نوجد صيغة تكشف لنا وتفحص موقع الفاعلين في الاطار السياسي القديم ، وأقول القديم لأن المسار الثوري قد أعاد ترتيب الخارطة السياسية بدخول فئات جديدة من المجتمع تشكلت عبر طول الحراك الذي عاشه المساري الثوري الذي ما زالت تدور رحاه حتى يومنا هذا . ماهو شكل الاطار السياسي القديم ؟ تمثل الأحزاب السياسية قوام هذا الاطار الذي تدور فيه مجموعة أخرى من السياسين بشقهم المدني و العسكري (الحركات المسلحة) ، وتعتبر جميع الأحزاب السياسية هي إمتداد للحركة الوطنية سواء أكانت أحزاب طائفية أو عقائدية او أحزاب ذات توجه ماركسي ، تمتاز هذه الأحزاب السياسية بالترهل و النمطية بالإضافة الى سيطرة الهياكل العليا على القرارت وعلى تسيير مسار الحزب وشؤونه الداخلية وعلى كافة القرارت الحزبية ، مما جعل الفاعلون الجدد يفقدون ثقتهم في هذه المنظمات االسياسية التي لحقت بالثورة بعد أن إنطلقت . رغم اختلاف الرواة علي تسميتها ومواعيد انطلاقها هو للعديد ممن كانوا يخرجون الي الطرقات مستقبلين القادم من الاحلام بالرصاص والهراوات ليس مهما واعني بأنه ليس مهما في اطار التنازع بالنسبة لهم لانه لن يعني لهم اليوم اي امر مهم كما كان يهم النخبة السياسية القديمة ، فالاختلاف علي الرمزيات والتواريخ لطالما كان ديدن النخبة السياسية في السودان واهتموا بسرد الحدث وكتابته اكثر من صناعته بصورة حقيقية وفاعلة فمثلا اختلاف اليمين واليسار علي الانتفاضتين السابقتين خير مثال وحتي علي رمزية الشهداء ، فتناطح اليمين واليسار علي (القرشي ) كل ينسب انتماءه له ، لذلك اولى الملاحظات التي يمكن ان نقول ساعدت في نجاح هذه الثورة هو ( التجاوز ) والتجاوز الذي انتجته الثورة هنا ليس تجاوز للسياسة وانما تجاوز للنظرية السياسية في السودان والتي اظنها قد ولدت بشكلها الحالي منذ عام 1924 بعد ثورة اللواءالابيض وصعود المهدية الجديدة "علي المسرح السياسي بزعامة عبد الرحمن المهدي الذي أصبح من كبار رجال المال والاعمال وملاك الاراضي بالسودان ، وذلك بحصوله علي المعونات المالية والقروض والمنح فكانت المهدية الجديدة وليدة نفوذ الشخصي وثراءه وقوة شخصيته وامتزج نفوذه القبلي والمالي" وليس عبد الرحمن وحده من دخل بنفوذه الديني والطائفي الي الساحة السياسية في السودان بل عمدت الادارة البريطانية انذاك الي التعاون مع جميع زعماء القبائل والعشائر . فشكل تحالف الزعيم الاهلي والمثقف ملامح تلك الفترة وسمح للقبيلة والطائفة ان تعيد انتاج نفسها بصورة جديدة تمفصلت داخل البنى الحديثة لمؤسسات الدولة وداخل الفضاء العمومي وتسيطر عليه تماما. ان هذا المشهد الذي شكل بعد اربعة وعشرون هو الذي رسم وصور المشاهد السياسية المتعاقبة فيما بعد، وهو الشكل الذي لم تنجوا منه حتي الاحزاب الحديثة بوقوعها في ذات الشروط التي فرضتها النظرية السياسية فاستبدلت الزعيم الاهلي بضباط الجيش وهو العقم الذي مازال باقيا ليس للسودان وحسب وانما لدول افريقيا عموما وللدول المجاورة للسودان. ان هذه الشروط مرتبطة بشروط السلطة نفسها وخطاب السلطة ، ففي الفضاء الازرق ( فيس بوك ) وجد الفاعلون الجدد ضالتهم في الخروج عن انساق السلطة وبنيتها التي فرضت منذ تأسيس الدولة السودانية فلامحظور هناك او هوية مرتبطة بالابعاد الاجتماعية ، هناك حيث تصاغ الهويات المتعددة المنفصلة عن حمولات مرهقة وشكلية محجوزة ضمن اطر اسرية وتعليمية قاسية فتشكلت ملامح جيل (رافض) للحجز والحجب وباتت التساؤلات مكشوفة امام الجميع ولم يعد سؤال (البديل ) رهينا للكبت فتفككت داخل المنشورات التي ترسل في كل دقيقة سلطة النظام وسلطة الأسرة وبات الجميع في مرمى السخرية والنقد لماذا لم تنتبه السلطة والنظام الرقيب لهذا الاداة الفاعلة ؟ وتوقفها لانها رهينة للنظرية التي افرزتها، النظرية التي غيبت الواقع وحجبت الرؤية تماما عن تغيرات الواقع التي هي ليست تغيرات عمرية فقط وانما تغيرات مرهونة بواقع عالمي متفتح ومتحرك بصورة سريعة، وهي السمة الاساسية التي يتعامل بها شباب الفيس بوك والواتساب وغيرها من التطبيقات الذكية التي جعلت من سرعة الواقع متزايدة بصورة كبيرة مما سمح بتشكيل واقعاسفيري تتخذ فيه الاراء بصورة سريعة ويتجسد ذلك في لحظات كثيرة من عمر المسار الثوري حينما يدعوا الناس للخروج للشوارع فتستجب تلك الجموع في لحظات. ماهو الدور الذي لعبته مواقع التواصل الإجتماعي ؟ تميز المسار الثوري في حراكه عن بقية الأشكال السياسية في الفترات السابقة بتوظيفه للفضاء الإسفيري في ويظهر هذا في المنصة التي إتخذها تجمع المهنيين السودانيين عبر صفحته التي كانت منصة وحدت الحراك الثوري ولعبت دورا مهما ، والغريب في هذه التجربة أن التجمع هو الجسم الموازي للنقابات التي كانت تحت يد السلطة ، ولم يكن للتجمع دور سياسي سابق سوى دعوة أطلقها قبل إندلاع الحراك بأيام من أجل مذكرة للبرلمان من أجل رفع الحد الأدنى للأجور ، ولم يقوم التجمع بالدور الذي قامت به النقابات في الانتفاضات السابقة في تاريخ السودان ، ولكن قام بدور آخر أي بوظيفة أخرى وحل محل القوى السياسية التي فقد فيها الفاعلون الجدد الثقة ، وذلك كله عبر صفحة في ( فيس بوك ) ، لذلك يمكن لنا أن نقول : بأن مواقع التواصل الإجتماعي لعبت دورا مهما في الحراك والمسار الثوري . المساور الثوري هو الشكل الذي إتخذه الفاعلون في التعبيرعن مناهضتهم للظلم و القهر ، وعبروا به عن رفضهم للنظام الحاكم (نظام الإنقاذ) وممارساته إتجاه المجتمعات السودانية المتعددة اهم ما قام به الحراك عبر وسائل التواصل الاجتماعية هو اعادة تشكيل الذات التي لعبت الدولة علي تشكيلها علي مر الثلاثين سنة الماضية عبر برامج التعليم و الوسائل التي تمتلكها السلطة فسيطرت علي عملية التفكير كأولى المراحل التي يمكن له عبرها التسلل الي داخل كل فرد كما يتسلل الماء عبر فجاج الصخر ،ومحاصرة عملية التفكير هي مهمة نظام التعليم "الذي هو علي علاقة معقدة بنظم اخرى ومقولات في غاية القوة مثل : التربية ، الاسرة ، المجتمع ....الخ ." بما أن نظام التعليم في الثلاثين سنة الماضية قد أخذ مفهوم الرقيب علي عقول المواطنين وأفقدهم زاتهم التي من خلالها قد يعبرون عن (رفضهم) اتجاه ممارسات النظام عليهم ، ويرز السؤال الذي قد يكون بسيط في ظاهره معقدا في التفكير حوله (كيف استطاع هؤلاء الشباب الهروب من شرك السلطة اتجاه ذواتهم ؟) يمكن لهذا السؤال ان يتم الاجابة عليه في مجلدات آلاف الكلمات ولكني سأقوم في اختصارها بكلمة واحدة (الخيال) "بقوة الخيال فقط ، استطاع نظام التفكير أن ينفلت مرات من ربقة السيطرة المطلقة للنظام " أتاح الفضاء الأزرق الهروب لهذا الجيل بخيالهم نحو فضاء لم يكن أن يظهر لولا تلك المساحة الاسفيرية ، فالمبادرات الفردية و الجماعية التي تنفذ وجدت حظها الوافر في المتابعة و التفاعل . هل فعلا كانت ثورة من أجل الكرامة ؟ المتابع للمسار الثوري منذ انتفاضة سيتمبر 2013م يرى أن هناك بلورة للفعل المقاوم للسلطة ، ففي سبتمبر خرجت مدينة الخرطوم في أولى المظاهرات التي تلت قرارات الحكومة برفع الدعم عن المحروقات الا أنها أحكمت قبتضها الأمنية و البوليسية على الحراك مما أخمده في أقل من اسبوع ، وخرجت التصريحات النارية من قادة النظام بصورة جعلت من الشعب السودان يستاء بصورة كبيرة وأشرها مقولة (لحس الكوع ) التي صرح بها نافع علي نافع القيادي في المؤتمر الوطني ، وكعادة المجتمع السوداني الذي يستند في موروثه علي التركيبة الإجتماعية القبلية ، وجدت هذه المقولة وقع السيف في أنفس السودانيين هذا بالاضافة مقولة على عثمان الشهيرة التي وصفت الفاعليين في الحراك بأنهم شذاذ آفاق مما أساء للروح السودانية التي تستهجن مثل هذه الاساءات وتعرف هذه المقولات بإسم (الحقارة ) وهي لفظة تطلق على الاساءة ، الأمر الذي وسع من المشاركة الشعبية في هذا الحراك فظهرت روح التحدي و القبطة من جراء مثل تلك المقولات ، بالاضافة الى أن النظام كان ينتهك من كرامتهم عبر الاذلال في فصفوف الخبز و البنزين و الى المعاناة اليومية ، وخصوصا أن النظام في أيامه الأخيرة قد أقام مؤتمرا للحركة الاسلامية السودانية كلفته مئة مليار جنيه ، في حين أن أزمة الخبز قد وصلت حدها فلم يجد الأباء ما يسدون يه حاجة أسرهم وإزداد الذل عندما كان النظام يتنعم بخيرات الشعب وغابت السيولة النقدية عن البنوك فوقف الناس بالصفوف وصارو يتزاحمون على الصرافات من أجل حقهم الأمر الذي أجمع عليه جميع الناس أن ما هذا سوى (ذل) من قبل مؤسسات النظام للمواطن . بالاضافة الى توحش النظام وتغوله الذي بدأ منذ مجيئه على ظهر انقلاب عسكري بدأ واضحا الانحياز الايدولوجي ضد من هو خارج الدائرة التي من خلالها عرف (الدولة والمواطن ) حيثعمل النظام على وضع تعريف معين للمواطن وخلق تراتبية تفكك كلما زادت عليه الضائقة المالية بإنتشار فساد أعضاءه ، فنالت المجموعات الاثنية التي تعيش في مختلف أطراف السودان من ويلات النظام ، بذلك إنتقلت حمى التهميش و الاقصاء و القهر الى قلب العاصمة فتكون نظرة مختلفة إتجاه النظام وممارسات الذل ، وبنفس الخطاب الذي كان يستخدمه (البشير ) رأس النظام ، خرجت الحشود لتعبر عن رفضها الكامل له ، (فبلادي سهول بلادي حقول ) المقولة التي ظل الرئيس يتغنى بها أمام الحشود في لقاءاته ، ما كانت الا جرعات سرعان ما إنقلبت ضده ، فخرج عليهم إبان الحراك ليزيد من سخط الشارع عليه أثناء ما كانت قوات الامن تقتحم المنازل وتروع الامهات وتنتهك حرمات البيوت ، الفعل الذي وجد إستنكارا كبيرا ، وكأن النظام قد تحلل من قيم المجتمع وأعرافه التي ترفض أن تنتهك الحرمات ، فقال بأننا : شعب يكرم الضيف ويغيث الملهوف ويحفظ الجوار ، فتحركت عزائم السودانيين من أجل تحقيق هذه المقولة التي إنقلبت ضد نظام الانقاذ من أجل حفظ كرامتها ، هذا كما شكل قتل الشباب دافعا قويا من أجل اسقاط نظام الانقاذ ، لأن قتل العزل لم يكن من شيمهم أو عاداتهم التي يتغنون بها ويحتفون بها أمام شعوب العالم ، فالسوداني تظل القيم عنده خط أحمر ، يمكن أن يفقد روحه وماله من أجل المحافظة عليها ، وساعد إنتشار تلك المقاطع التي كانت تصور عناصر الأمن وهي تقتحم البيوت عاملا محفزا أدى الى أن تتحدى الموت وتصل الى القيادة العامة ، التي كانت أغاني الحماسة و الفروسية تمثل درعا إحتمى الفاعلون به عندما كانت قوات الامن تهاجمهم قبل سقوط النظام ثلاثة أيام ممتتالية ، حيث كان صغار الضباط يتمردون على رؤساهم ويطلقون النار على قوات الأمن ، فإشارة الى القيم التى يحملونها ويدافعون عنها . ذات الجيش الذي سبه السودانيون عندما فض الاعتصام لأنه لم يقم بحماية من كانو في ساحة الاعتصام وكأنه تنصل عن قيمهم التي أكبروها فيهم عندما كانو يدافعون عنهم . إن هذه الحالة هي شبيه تماما بحالة الثورة المهدية التي خرجت على المستعمر التركي ، الذي جاء بشكل الدولة الحديثة ، فكون نموذجا للدولة يقوم على الضرائب التي فرضت بالقوة على صغار التجار و المزارعين وهمش مراكز القوة التقليدية داخل المجتمع ، فعمل على فرض الجبايات وانتشرت المحسوبية ، وشعر السودانيين بالإهانة الشديدة وخصوصا أن المستعمر التركي لم يحترم المجتمع ولارموزه أو قيمه الاجتماعية ، كانت هذه هي أحد الأسباب التي دعت الامام محمد أحمد المهدي الى الثورة المهدية التي لم تكن على حد قول المؤرخ محمد سعيد القدال : أنها ثورة إستعاد بها السودانيون كرامتهم التي إنتهكها الاستعمار التركي . المدنية واستعادة الكرامة بعد التوقيع على الاتفاق الدستوري بين قوى اعلان الحرية و التغيير والمجلس العسكري خرجت الجموع التي أسقطت النظام المؤتمر الوطني ، فرحة بهذا الانتصار ، رسم التوقيع على الاتفاق الدستوري ملامح لكرامة ظل السودانيون يبحثون عنها طوال ثلاثين عاما ، المدنية التى تخلقت في أذهانهم أنه لا عودة لحكم عسكري الحكم الذي ظل يقهرهم دون رحمة أو يتونى في إذلالهم ، وهي سمة تحملها المؤسسة العسكرية لذلك كانت المدنية هي الطريق الوحيد الذي سلكه السودانيون من أجل حريتهم وكرامتهم و إحقاق العدالة ، تلك الشعارات التي رفعها الفاعلون أثناء الثورة . يعلم السودانيون أن المدنية الكاملة للدولة لا تحقق الا بديمقراطية كاملة وسلام يوقف نزاعات طال أمدها ، الديمقراطية التي غابت عن أجيال طويلة لمدة ثلاث عقود ، لذلك جنح السودانيون الى كرامتهم ، والحالة التي يعيشونها الان ماهو الا شعور بإسترداد كرامتهم ، والثمن الغالي الذي دفعوه من تضحيات من أجل إسترداد هذا الحق في العيش الكريم . المراجع و المصادر 1. حيدر إبراهيم علي ، السودان الوطن المضيع، القاهرة :جزيرة الورد ، 2011 القدال. 2. تاريخ السودان الحديث ، الخرطوم : مركز عبد الكريم مرغني ، الطبعة الثانية ، 2002 مجموعة مؤلفين . 3. الثورة التونسية، القادح المحلي تحت مجهر العلوم الانسانية ، الدوحة : المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ،2014 فوازالطرابلسي. 4. ثورات بلا ثوار: رياض الريس للكتب ، الطبعة الثانية 2014 قاسم عثمان النور. 5. اضواء علي الحركة الوطنية السودانية ، الخرطوم ، وزارة الثقافة الخرطوم ، 2004 محفوظ بشرى . 6. تأملات في العمل والسلطة ،الخرطوم : مشروع الفكر الديمقراطي ، يونيو 2016

91 .9 K

أسبقية الظاهرة علي المنهج

أسبقية الظاهرة علي المنهج حسان الناصر - باحث بمعهد الدوحة للدراسات العليا تتعقد الحياة البشرية شيئا فشيئا وتتقلص الفوارق في المسافات و الأزمنة وحتى الأماكن ، ولم يعد الإنسان ذاك الكائن الذي يزعن الظروف الطبيعة أو مجريات الصدفة ، اتسعت المعرفة الانسانية لتشهد تراكم هائل في شتى المجالات سواء في العلوم الطبيعية أو المعارف الإنسانية وغيرها ، صار بالإمكان أن تسمع مقطوعة منذ القرن السابع عشر وأنت تجلس في قرية بسيطة ربما لم يتصورها عازف المقطوعة . لتصبح الظواهر الإجتماعية أكثر تعقيداً بهذا الترابط ، (فالسوق) استطاع أن يربط بين الموضة التي تنتج في فصل الشتاء علي صفحات مجلات باريس وبين غياب الأم العاملة في مصانع تايوان عن المنزل أو الصراع الذي يدور في الكنغو بين المسلحين و الحكومة هناك . وعدد الأطفال الذين يجندون في قوات الدعم السريع سنوياً . وهذا ما يقودني الي طرح (الظاهرة) كمرتكز أساسي داخل علم الإجتماع ولها أولوية قبل سؤال المنهج ، ولا يعني هذا عدم أهمية المنهج ولكن وفقاً لمقومات البحث العلمي فإن الإطار النظري يسبق الظاهرة في التقدم داخل متن البحث الكتابي ولكن ما أود عكسه هنا هو أن تأتي الظاهرة في عملية البحث و الكتابة أولاً قبل سؤال المنهج ، أي عندما قيام الباحث بملاحظة الظاهرة عليه أن ينحاز في بادئ الأمر لها ليكون جزءاً من تشکلها حتى يخترقها ويعمل على فهم طبيعة حركتها مما يسمح له برؤية أكثر عمقاً ويتعامل معها وفق طبيعتها الداخلية ومن ثم تقوده هي الي المنهج لا يقودها هو ، علي الباحث الإجتماعي ( ليس من باب الوجوب أو الفرض ) أن يتشبع بمقدار من القلق و الشك المتقد الذي يسمح له بالنظر خارج صناديق المناهج وأن لا يجعل من الظاهرة مصفوفة حتى يستطيع فهمها بل عليه أن يزعن للتشتت الذي تقوده إليه الظاهرة . عندما أقول الظاهرة فإنني لا اريد تعريفها تعريفاً منهجية ومعيارياً يكبل من مفهومهاً داخل النص هذا فقد تكون الظاهرة هي ملاحظة بسيطة كأن يتوارد إليك سؤلاً بسيطاً (لماذا دائما ما يرتدي الأساتذة السودانيين بدل واسعة وغير متناسقة) إن هذا السؤال الذي ورد إلي هو من جراء ملاحظة يومية ولكن عندما لجأت الي ذاكرتي وجدت أن هذا المشهد متكرر حتی داخل المؤسسات الرسمية وحتى رئيس المجلس السيادي للحكومة الانتقالية هو علي هذه الشاكلة ، قد يفتح السؤال هذا أسئلة عديدة ومترابطة مع بعضها معنية بطبيعة التربية و الذوق العام ومدى تجانس الوعي الحداثي مع تمثله في المجتمع ومظاهر الزي عند النخبة المتعلمة منذ مراحل دراستهم الأولية وحتى الجامعة ، قد يقود هذا السؤال الي غاهب موغلة داخل المجتمع السوداني ما أردته من هذا المثال هو كيف أن الظاهرة قد يقودها إليك خيط شعاع بسيط ؟ قد تغفل عنه من جراء رؤيتك للمجتمع من خلال المنهج الذي غرس فيك وكبلك ، أن هذا الافتراض الذي أحاول تأكيده هنا مرتبط بطبيعة التعليم وعملية التعلم التي تنتج داخل المؤسس ات الأكاديمية التي تفترض انها تبني الهيكل دون أن تناقش المضمون ولكنها تغفل عن نقطة مهمة وهي أنه بمجرد بناء هذا الهيكل تكون قد صممت خط إنتاج معين للطلاب سيركنون إليه دائما ، لذلك علينا كطلاب أن نوقظ روح القلق الدائم و التشتت الذي لا يمكن أن يتم إحتواءه ، علينا أن نتمرد علي محاولة أي تحديد لفكرة الهيكل هذه ، بالتأكيد أنا لا أعني أن نكفر بالمنهج ولكن أعنى أن يتجاوز التفكير حدود هذه الأبنية الأكاديمية علينا أن نتمرد على تاريخ المعرفة الذي يعطى ونلتهمه دون أن نعيد طهيه من جديد ، علينا أن نبتعد من ثقافة الوجبات الجاهزية في المعرفة وأن نتمرد في فكرتنا المنتجة نفسها وطبيعة العمل علي صك المفاهيم ، وأن ندفع بحس النقد داخل بداية التكوين الأولي الذي يدفعنا لدراسة ما حولنا من ظواهر ، لنبقى على المنهج مجرد أداة لا موضوع اشتغال أساسي يكبل من جماح عقولنا نحو الإنعتاق من هذه الأطر المعدة مسبقا ، علي باحث الإجتماع أن يكون عازف موسيقى يسلم بالمنهج ولكنه يبدع في استنباط المقطوعات .

978 .8 K

المهارات يجب ان تكتسبها لتحسين حياتك المهنية

المهارات خاصة التي يجب ان تكتسبها لتحسين حياتك المهنية مهارات وبرامج الكمبيوتر: من القرارات التي يتعين عليك اتخاذها هي مهارات الكمبيوتر فهي من المهارات مطلوبة وكفيلة لصنع مستقبل مهني لك. ومن هذه البرامج : مايكروسوفت اكسل : وهي أحد برامج المختصة في العمليات الحسابية تصميم جداول البيانات وتنفيذ العمليات الرياضية بالإضافة إلى تصميم الرسوم البيانية مايكروسوفت وورد: هو أحد برامج معالجة الكلمات في تنسيق النصوص وهي من البرامج التي تساعدك في كتابة التقارير العمل اليومية و الخطابات الرسمية وغيرها. مايكروسوفت باوربوينت : هو برنامج متخصص في العروض التقديمية أي تنسيق مجموعة من الشرائح التي يمكن أن تحتوي على نصوص او صور أو أشكال توضيحية لعرض موضوع معين بطريق جاذبة للمتلقي المعلومة . كويك بوكس - Quickbooks : هو برنامج متخصص في الحسابات وإدارة الشؤون المالي في المؤسسات . الاوتوكاد - AUTOCAD :هي من برامج متخصص في المجال الهندسة المدنية يجب على كل مهندس مدني أن يعرفها. خدمات البريد الإلكتروني: إجادة استخدام مواقع البريد الإلكتروني التي تستخدم في المراسلات الرسمية في المؤسسات. روابط لأكثر المواقع البريد الإلكتروني استخداما: https://mail.google.com https://outlook.live.com/ مواقع تخزين النسخ الاحتياطي هي مواقع تخزين وأرشفة البيانات المهمة لتكون مرجعية في حالة تلف أو ضياع البيانات. من أهم هذه المواقع https://mega.nz/ https://www.google.com/drive/ روابط للتحميل : Microsoft+office https://support.office.com/en-us/article/download-and-install-or-reinstall-office-365-or-office-2019-on-a-pc-or-mac-4414eaaf-0478-48be-9c42-23adc4716658 Quickbooks http://mhmegypt.com/download-install-quickbooks/ AUTOCAD https://www.autodesk.com/education/free-software/autocad

717 .8 K

اقتصاديات القطاع الزراعي في السودان

اقتصاديات القطاع الزراعي في السودان محمد أحمد كرم الله مدون و باحث ثمة عناصر إنتاجية تمثل الأساس او حجر الزاوية بالنسبة لكل نشاط إنتاجي و هي ( الموارد ، رأس المال ، قوة العمل ) كما أنه من المعلوم انه ثمة استراتيجيات مختلفة تتبعها الدول لتمنية هذه العناصر ، و ذلك عبر محاولات السيطرة المستمرة على الطبيعة و حماية البيئة بجعلها مستدامة و ترشيد الهرم السكاني بالإضافة للاساليب المختلفة في إستقطاب رؤوس الأموال و بالنظر للوحدات الانتاجية الزراعية في السودان ، نجده غنياً و متعدد الموارد ، هذا بالإضافة إلى كون السودان لا يعاني نقصاً في العمالة الزراعية بالحد المخيف مع الاخذ في الاعتبار بأن اعداد العمال الزراعيين هي في الواقع في حالة تراجع مستمر و ذلك بسبب الظروف الانسانية السيئة التي يعملون فيها و هو أمر يقود في نهاية المطاف الي الهجرة من مناطق الإنتاج الي المدن بحثاً عن سبل افضل للحياة الكريمة انه و لتقييم عمل اي قطاع إنتاجي سواء كان زراعياً او غيره ينبغي تحليل العناصر الإنتاجية سالفة الذكر و العمل على تطويرها بصورة دائمة كما أنه ثمة اقتصاديات كلية بعينها قد تكون هي الأصلح و الاجدى من غيرها وفقاً لخصوصية المنطقة المعينة و العادات الانتاجية المتبعة فيها. فالحقيقة التي لا غموض فيها هي أن القطاع الرزاعي السوداني يعيش في حالة خاصة لا يمكن وصمها بأنها ضمن اقتصاديات الحداثة المتبعة في الدولة المتقدمة كما أنه من المخل ان يوصم القطاع الزراعي على أنه قطاع ماقبل رأسمالي فهو يخضع لسياسات العولمة الدولية و يقوم على العمل الماجور في سواده الأعظم كما أن قوى العرض و الطلب في البورصات المحلية هي التي تعمل على تحديد الأسعار و بذلك نرفض التوصيفات الأكاديمية الجامدة التي لا تتفاعل مع واقع العملية الاقتصادية السائدة و ما يترتب عليها من محاولات تأويل و ملاحقة للواقع بالنصوص التي لم تنتج اصلا في سياق السودان و علاقات الإنتاج الخاصة به و هو سلوك اكاديمي اتبعه بعض الباحثين السودانيين ، سواء في المستويات التحليلية للمشكلات او في وضع الخطط و الاستراتيجيات تعج الدراسات السودانية بالكثير من العمليات الاحصائية للوحدات الانتاجية الزراعية الكائنة فعليا و كذلك بالابحاث عن الوحدات ممكنة النمو مع تمحيص الفرص و المهددات و هي أغراض بحثية على أهميتها تقع خارج سياق تسليط الضوء الذي يعمل المقال عليه و هو كيف يساهم القطاع الزراعي في عملية التنمية مع مناقشة لبعض الطرق و الوسائل التي نراها ضرورية لعملية التنمية الاقتصادية الحمائية على المنتجات الزراعية، يقصد بالحمائية على المنتجات الزراعية إتباع الدولة لمجموعة من السياسات الاقتصادية التي تعمل على حماية المنتجين المحليين من قوى السوق المعولمة و شروط المنافسة غير المتكافئة، غير أن هذه الحماية تكون نوعاً من العزلة عن العالم و حصار على الموردين و التجار مالم تحدد بسقف زمني معلوم ينبغي أن تنجز الدولة خلاله رفقة المنتجين المحليين قفزات في القطاع الزراعي بما يجعله مؤهلاً للمنافسة عالمياً اي أن الحماية تقدم مقابل الكفاءة المتوقعة و لا تكون مستمرة لفترات طويلة جداً الا في حالات نادرة بوصفها أداة لمكافحة الفقر لدى بعض المنتجين غير القابلين للمنافسة عالمياً حتى بعد فترات زمنية و هنا يقع على عاتق الدولة حماية نمط الإنتاج الخاص بهم و العمل على البحث عن أنماط جديدة بما يسهم في عملية النمو الاقتصادي و الرعاية الاجتماعية معاً سياسة البيع العادل بحيث تقوم الدولة برعاية المنتجات الزراعية المحلية و تعمل على تسهيل عملية البيع من صغار المزارعين الي السوق العالمي ، اي ان الدولة تساهم في خفض مستويات العرض بالنسبة للبورصات المحلية في مقابل البورصات العالمية و يترتب على ذلك عائد أكبر بالنسبة للمزارعين و حصولهم على عملات صعبة بما يسهم في تراكم رؤوس الأموال لدى المنتجين و بالتالي تصبح إمكاناتهم الاستثمارية أفضل و يكون في مقدورهم جلب الأصول الزراعية الحديثة و الاستفادة من التقنيات العصرية ، و هو أمر في مجمله يساهم في زيادة النمو الاقتصادي و رفع مستويات الدخل بما يجعل من القطاع الزراعي جاذباً للإستثمار. بالإضافة إلى كونه يمثل عاملاً مهما في كسر دوائر الدخل المفرغة التي تؤثر بصورة واضحة على كفاءة القطاع الزراعي في السودان تحديد مسارات الرعي و الرقابة عليها تعتبر مشكلة المرعى في السودان واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه القطاع الزراعي ، و قد تتعدى المشكلة في بعض تجلياتها الإطار الاقتصادي لتصبح ذات جوانب إجتماعية في حال نشوب النزاعات ما بين الرعاة و المزارعين و هي نزاعات غالباً ما تأخذ مناحي عرقية بحكم تركيبة مجتمعات المزارعين و الرعاة في مختلف ارجاء السودان ، و بالتالي يتحول المنتجين المفترضين الي مقاتلين و متنازعين حول المرعى او حول الهوية ( مجتمع رعاة / مجتمع مزارعين ) اياً كانت قبائلهم بحيث يصبح الانتماء الي الطرف الآخر سبباً كافي للإقتتال . أن القطاع الرزاعي السوداني يعيش في حالة خاصة لا يمكن وصمها بأنها ضمن اقتصاديات الحداثة المتبعة في الدولة المتقدمة كما أنه من المخل ان يوصم القطاع الزراعي على أنه قطاع ماقبل رأسمالي فهو يخضع لسياسات العولمة الدولية و يقوم على العمل الماجور في سواده الأعظم كما أن قوى العرض و الطلب في البورصات المحلية هي التي تعمل على تحديد الأسعار و بذلك نرفض التوصيفات الأكاديمية الجامدة التي لا تتفاعل مع واقع العملية الاقتصادية السائدة و ما يترتب عليها من محاولات تأويل و ملاحقة للواقع بالنصوص التي لم تنتج اصلا في سياق السودان و علاقات الإنتاج الخاصه به وكذلك يترتب على سوء الرقابة على مسارات الرعي خسائر مالية ضخمة جداً ، بحيث لا يجد المزارع الذي يقوم بعمليات إنتاجية زراعية عائداً يوازي تكاليف الإنتاج و يحدث ذلك غالباً بسبب إتلاف المواشي للمحاصيل الزراعية و هو أمر يجعل من القطاع الزراعي برمته قطاعاً انتاجياً غير جاذب للعمل فيه لما يتحوي عليه من مخاطر إستثمارية سواء كان النشاط المستهدف بالنسبة للمستثمر هو الرعي او الزراعة ، علماً بأن الرعي بالإضافة للزراعة المروية و المطرية يشكلون السواد الأعظم من مجمل الأنشطة الانتاجية في القطاع الزراعي في السودان تحسين صيغ التمويل الزراعي من المفارقات المدهشة نجد أن الغالبية العظمى من الوحدات الانتاجية الزراعية هي خارج نطاق تمويل البنك الزراعي السوداني و هو الواجهة الحكومية في الإشراف على النشاط الزراعي من الناحية المصرفية ، و قد كان لهذا الغياب دوره بحيث نشأة علاقات تمويل ما بين المواطنين خصوصاً في مناطق الري المطري و هي علاقات قائمة على الطفيلية أكثر من أي شي آخر . أما المعضلة الحقيقية فقد تمثلت بتبني البنك الزراعي لهذه الصيغ التمويلة السائدة بين المواطنين مع بعض التحسينات خصوصاً فيما يتعلق بصيغة السَلم تحديداً ، و السلم هو أن يقوم البنك أو شخص بشراء المحصول قبل إكتمال جميع العمليات الانتاجية و ذلك بغرض تمويل المزارع ، و غالبا ما يتم شراء المحاصيل قبل إنتاجها بأبخس الأثمان و هو أمر يضر بالمنتجين ايما ضرر بل عله قد يرسم مفترق الطرق ما بين الكثير من المزارعين و النشاط الزراعي و بدلاً من صيغ التمويل السائدة نقترح أن تقوم الدولة بتمويل الأنشطة الزراعية مقابل الأمن الغذائي المترتب على هذه الأنشطة مع هوامش ربح ليست بالمرتفعة في البورصات المحلية و هو ما سيجلب بدوره العشرات من المنتجين المترقعين الي القطاع الزراعي مع الحفاظ على ضريبة العشرة في المئة او الزكاة ، بالإضافة إلى دخول الدولة لهذه البورصات المحلية بإعتبارها أكبر مشتري و بذلك تضلع الدولة في تحديد الأسعار المحلية و هو أمر يجعل الدولة قاب قوسين او أدنى من دخول البورصات العالمية بثقل الإنتاج المحلي و هو أمر يحبذ ان يتم الإقبال عليه رفقة إتحادات المنتجين الدولية المختلفة و الضغط في إتجاه تحسين العائد من المحاصيل خصوصاً تلك التي لا تنتج بوفرة او جودة عالية في كثير من البلدان ، و اذا أخذنا في الاعتبار التنوع الكبير للانشطة الزراعية في السودان و على هدى هذه السياسية الاقتصادية يصبح من المتوقع أن يكون السودان من أكبر المساهمين عالمياً في عملية التداول في البورصات العالمية .

30 .8 K

الدين والثورة في فكر علي عزت بجوفيتش وعلي شريعتي

الدين والثورة.. في فكر علي عزت بيجوفيتش وعلي شريعتي القاسم عبدالله الظافر علي الصعيد الشخصي، إزدت فخراً وتهياً وكِدتُ بأخمصيَّ أطأ الثريا، عندما قرأت أنه صلي الله علية وسلم كان يحتفظ بتسعة سيوف وثلاثة رماح وسبعة دروع وثلاثة تروس وأسلحة أخري. فهذا "الرسول الثوري-المقاتل" ما كان ليرضي بالذل والرضوخ للمعاناة، بل كان قدوة في محاربة الشر والظلم والإستبداد، فهذه المقاومة إرتبطت عندنا بمفهوم التدين وهذه الروح هي التي سرت داخل الشعائر الدينية والمظاهر التعبدية وجعلت منها معاني ثورية عميقة، فأصبح هذا المشروع الإلهٰي دافعاً ومؤسساً لمجموعة جوهرية من القواعد السياسية والإجتماعية. فالصلاة يوجد بداخلها معني ثوري عميق. أولٰئك المصلين كل حركاتهم وسكناتهم ثورية، وأولٰئك الثوار وكأنهم في صلاة جماعية - في الصلاة الله أكبر شعار للثورة علي الغوايه الشيطانية والرغبات الدنيوية، وفي الثورة شعار سقوط الطاغية تأكيداً لله الواحد الذي هو أكبر من كل نفس فرعونية. وفي الصلاة نسد الخلل ثورة علي شيطان العنصرية، وفي الثورة التلاحم والحميمية والتضحية ترجمة عملية لهدم أصنام القبلية. وفي الصلاة برنامج ثوري إصلاحي، وفي الثورة برنامج تعبدي إصلاحي، فالمساجد ساحات ثورية، وميادين الثوار مساجد طاهرة. فالثوار هم المصلين، والمصلين هم أئمة ثائرين، وطوبى لمن صلي ثائراً وثار مصلياً. وكذالك سائر الشعائر الدينية من صيام وزكاة وحج وغيرها تتحلي في داخلها بهذه المعاني الحية المتصله بواقع الناس وحياة المجتمع، حيث لا يتسع المجال هنا لسردها تباعاً. بحث علي عزت بجوفيتش (1925 - 2003م) عن المكونات الجوّانية للشعور الثوري وعلاقته وتقاطعاته بالشعور الديني، حيث أن مجموعة المشاعر الثورية مثل التضحية والتضامن والمصير المشترك التي تتخلل الفعل الثوري هي في طبيعتها مشاعر دينية فكل مظاهر الدين تجدها محفزة لإيجاد علاقة حميمية بين الأفراد تسودها الأخوة والتضامن والتضحية. ويعتبر أن المجتمع الذي تسيطر علية هذه المشاعر الثورية هو في حقيقتة يعيش في حالة دينية، وبالتالي فإن المجتمع الذي يعجز عن التدين يعجز أيضاً عن القيام بالثورة لغياب المحركات الداخلية لها. كما أنه أحدث مقارنه هامة بين الدين المجرد والإسلام، الدين الذي يأخذ موقفاً سلبياً من الإعتقاد الإنساني بتنظيم العالم الخارجي أو تغييره ويعتبرها خطيئة، بإعتبار أن العالم الخارجي تهيمن عليه قوي الشر والشيطان ولا سبيل لإصلاحه، مبلغ المتدين في هذا الدين المجرد هو ذاته وتجنب الزلات، فيقدم هذا الدين إجابة علي سؤال كيف تحيا في ذاتك وكيفية مواجهة هذه الذات إستناداً الي مقولة المسيح "مملكتي ليست في هذه العالم". وعلي الجانب الآخر يقع الإسلام الذي يقف موقفاً إجابياً من التعامل مع الواقع بل يدعو الي العمل علي تغييره، وبذلك يكون الإسلام قد قدم إجابة علي سؤال كيف تعيش في العالم مع الآخرين ويتعدى التمحور حول الذات. ويتضح ذلك عندما تجنب المسيح دخول القدس لأنها مدينة الفريّسيين والدجالين والكفار وأصحاب الإيمان السطحي، في حين آثر محمد (ص) دخول مكة وكان الإسلام دائماً يبحث عن هذه المدن والأمصار حتي يفتحها ويصلح ما بداخلها، رحلة غار حراء وأسواق مكة جمعت بين الشحذ الروحي الفرداني والتعامل مع الواقع الحياة والمجتمع بغية إصلاحة وبذلك إستمد الإسلام سمته في التعامل مع الواقع والعمل علي تغييره. وبذات النهج إنطلق علي شريعتي (1933 - 1977م) في البحث عن ماهية الدين الثوري أو دين التوحيد (الإسلام)، ذلك الدين الذي يغذي أتباعه ومعتنقيه برؤية نقدية حيال كل ما يحيط بهم من بيئة مادية ومعنوية، بل ويحثهم للسعي وراء ذلك دائماً وأبداً، كما عبر عن الكشف عن سمات هذا الدين بالبحث في أثار الحركة الأولي لأنبياء التوحيد حيث إعتبر تلك الحقبة هي الأصدق في نقل والكشف عن المعاني الداخلية للدين، فكانت حركة الأنبياء عبارة عن رفض للوضع القائم وتمرد علي كل جور وفساد وأتي هذا المعني مصاحباً للعبودية والخضوع لله وحده. وأخذ من حركة موسي علية السلام الذي كان ثائراً في وجه ثلاث أقطاب قارون الذي كان يمثل الرأس المالية، وبلعم بن باعورا ممثل لشخصية رجل الدين المنحرف، واخيراً فرعون صاحب أبشع إستغلال للنفوذ السياسي والسيادي. وعلي الجانب الآخر كشف علي شريعتي عن ماهية الدين التبريري أو دين الشرك الذي يقع في تضاد مع الدين الثوري أو التوحيدي، الذي يبرر الوضع القائم عبر تحريف المعتقدات والمباديء العقائدية، ويحاول بهذا إقناع الجماهير بأن وضعهم الراهن هو الأمثل ويجب أن يرضوا به لأنه مظهر لإرادة الله ويندرج هذا التبرير تحت المصير المحتوم الذي كتبة الله. إتفق كل من بجوفيتش وشريعتي في تتبع ذات المنهج بتقسيم كل الدين الي قسمين رئيسيين، عند بجوفيتش تجده مايّيز بين الدين المجرد من ناحية والإسلام الدين المطلق من ناحية أخري، وكذلك شريعتي مايّيز بين الدين الثوري أو دين التوحيد والآخر الدين التبريري أو دين الشرك. كما إتفقا علي المحرك الداخلي لدين التوحيد-الدين الثوري (الإسلام) وهي عدم إستثنائيتة للواقع وتعاملة المباشر معه بل حث معتنقيه علي تغييره ما أمكن بعكس الدين المجرد أو التبريري (دين الشرك) الذي يسوغ لقبول الواقع ويجعل من ذلك حتمية إلٰهية يجب التسليم لها. وتتسع المقارنة حتي تصل الي الظلال التي تنعكس علي المجتمع الذي يعتنق هذا الدين أو ذاك، حتي في أنماط معالم الدينية توجد فوارق لها ظلال علي المجتمع فهنالك مقارنه بين الدور الوظيفي للكنسية والمسجد علي سبيل المثال أو بين الطبقات والفوارق التي أحدثها الدين المجرد كالرهبان والأكليروس وعامة الشعب والتي لا تجد لها وجود في دين الثوري أو الإسلام. أخذت الأفكار الرئيسية للمفكريّن من كتابي الإسلام بين الشرق والغرب - علي عزّت، ودين ضد دين - علي شريعتي.

952 .7 K

المنحة جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا 2021

جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا تعتبر أحد أميز مؤسسات التعليم العالي الخاصة في السودان ومن أفضل الجامعات من حيث البيئة الجامعية والإمكانيات المتوفرة وهيئات التدريس،والمنح التى تقدمها للطلاب المتميزين. عن الجامعة: جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا (UMST) تُعرف أيضاً باسم جامعة مأمون حمِّيدة نسبةً لمؤسسها بروفيسور مأمون محمد علي حميدة، هي جامعة سودانية خاصة تأسست عام 1996م باسم أكاديمية العلوم الطبية والتكنولوجيا، وفي عام 2006م تم ترفيعها إلى جامعة.وتتخذ الجامعة من مدينة الخرطوم مقراً لها. عن المنحة: درجت جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا على تقديم منح للطلاب المتميزين أكاديميا وحفظة القرآن الكريم والمسيحين وطلاب الحالات الخاصة وفئات أخرى ضمن المسئولية الإجتماعية للجامعة . بلغت نسبة طلاب المنح خلال العام السابق 12% من جملة الطلاب بعدد 349 منحة. تكمل الجامعة هذا العام 25 عاما من سنة تأسيسها 1994لتحتفل بيوبيلها الفضي وتعلن عن منح اليوبيل الفضي للطلاب المتفوقين أكاديميا ولم يجدوا الفرصة في الجامعات لهذا العام في جميع المجالات التي تقدمها الجامعة. الإعتراف والإعتماد يتم الإعتراف بالجامعة من قبل العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية منها : وزارة التعليم العالي والبحث العلمي منظمة الصحة العالمية المجلس الطبي العام من المملكة المتحدة اتحاد الجامعات العربية. معلومات الفرصة : الدولة: السودان الجهة المانحة: جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا المراحل الدراسية : البكالوريوس الجنسيات التي تستطيع التقديم: للسودانين فقط. نوع التمويل : غير ممولة بالكامل. العدد الكلي للمنح : 45 منحة(بمقدار 3 منحة لكل تخصص تقدمه الجامعة) المنحة مجانية بالكامل وليس هناك رسوم عند التقديم للمنحة. مميزات المنحة : الإعفاء الكامل من الرسوم الدراسية . المنحة لا تشمل تكاليف السكن والمعيشة والراتب الشهري. التخصصات المتاحة : الطب والجراحة الصيدلة طب الأسنان علوم المختبرات الطبية علوم التمريض علوم التخدير علوم الاشعة الهندسة الكهربائية الهندسة المعمارية الهندسة الإلكترونية الهندسة الطبية نظم المعلومات تقنية المعلومات علوم الحاسوب إدارة الاعمال الاقتصاد التطبيقي العلاقات الدولية و الدراسات الاستراتيجية علم الاجتماع الدراسات البيئية الإعلام القانون تنبيه يتم إختيار تخصص واحد فقط عند التقديم للمنحة. الشروط: أن يكون المتقدم سودانيا من حملة الشهادة السودانية أو الأجنبية. أن تكون نسبة الشهادة السودانية والأجنبية مؤهلة للقبول في الكلية التي يقدم فيها المنحة. أن لا يكون المتقدم قد تم قبوله في إحدى الجامعات .ما يعني أن المنحة للطلاب غير المقبولين هذا العام (2020) فقط. الأوراق المطلوبة للتقديم : الشهادة السودانية فقط او الشهادة الأجنبية بعد معاملتها. نسب القبول: الطب 80% طب الأسنان والصيدلة 75% علوم الأشعة والتمريض والتخدير 70% الهندسة بأنواعها 75% معايير الإختيار : التنافس يتم وفقًا للتميز الأكاديمي(النسبة في الشهادة السودانية او ما يعادلها وفي حالة تساوي النسبة تقوم لجنة الإختيار بالفرز بمعايير معينة. إعلان النتائج: سيتم إعلان النتائج على الموقع الإلكتروني الخاص بالجامعة. تنبيه : تخضع المنح لشروط وضوابط لائحة المنح الدراسية للعام 2020 المنشورة ولوائح الجامعة بالموقع الالكتروني. طريقة التقديم يتم التقديم عن طريق الموقع الإلكتروني للجامعة www.umst-edu.sd مواعيد التقديم من ١٣ مارس حتى ١٩ مارس ٢٠٢١ الساعة ١٢ ظهراً.

864 .7 K

الثورة السودانية وتفكيك النظام الأبوي

الثورة السودانية وتفكيك النظام الأبوي حسان الناصر باحث بمعهد الدوحة للدراسات العليا – علم الإجتماع والأنثربولوجيا الناظر الي حالة المجتمعات التي لم تنعم بديمقراطية طويلة المدى، يرى أن هنالك إشكال أساسي في تجربتها سواء أكانت علي الصعيد المؤسسي في الفضاء المدني أو علي المستوى الإجتماعي بين الأفراد، ومما لاشك فيه فإن مجتمعا مثل المجتمع السوداني يعيش حالة من الإنفصام ( المفارقة بين المجتمع والدولة كما ينبغي أن تكون عليه ) داخل تقسيماته الإجتماعية (فالمدنية) التي كانت شعار رفع بعد سقوط النظام الإسلامي الشمولي لا تتجسد إلا داخل (المدينة) في صورة مادية مخالفة لطبيعة الريف وليست فضاء مدني بكامل حمولته الإقتصادية والسياسية فلم تتم إعادة إنتاج العلاقات الإجتماعية وفقا للمصالح الإقتصادية المشتركة أو بوعي سياسي مختلف عن الوعي العشائري الذي يقوم علي الحس القبلي للأفراد بمعنى أن العلاقات الإجتماعية لم تنتقل بعد من علاقات الدم إلى علاقات العمل وهذا ما انعكس بطبيعة الحال على مؤسسة الدولة و الممارسة السياسية للأنظمة التي تعاقبت على سدة الحكم منذ الاستقلال. إن شكل المجتمع السوداني وتشكلات السلطة الإجتماعية فيه ما زالت تحافظ علي وجودها وتدافع عن هذا الوجود منذ ظهور الحداثة في المجتمع السوداني بصورتها المؤسسية التي جبل عليها أفراد المجتمع قسرا عبر الاستعمار ، ولم تتجسد القيم التي تسمح للفرد بالابداع وبناء فضاء حر يعبر من خلاله عن ذاته. وليس هذا وحسب بل عملت هذه السلطة علي إنتاج نفسها داخل أوعية الحداثة الجديدة بحيث إستوعبت الحداثة في شروط جديدة وأنتجت الحقل السياسي و الثقافي والإقتصادي في ظل سلطة إجتماعية متمركزة نحو ( الأبوية) فتشرب النظام السياسي و العلاقات الإجتماعية هذه (الابوية) فظهرت في النظرية السياسية وظهرت في شكل القوانين المقيدة للحريات بجانب ظهورها حتى في طرق التفكير و السلوك الإجتماعي للأفراد و الجماعات . إنّ انتزاع الهويّة الذكورية إذن يتمّ بتنظيم من الجماعة، وذلك بتشجيع هذا الانفصال عبر سلسلة من طقوس التنصيب الموجهة للترجيل بدءاً من حلق شعر الرأس مروراً بالألعاب والألبسة الذكورية والتمنطق بالخنجر وصولاً إلى رياضات خاصّة كالصيد، قطعاً مع العالم الأمومي للفتيات القريبات من أمهاتهن الأهمية لا شك فيه أن الثورة التي جرت في ديسمبر قد طالت ليس النظام السياسي وحسب وإنما حتى النظم الاجتماعية التي وفرت مناخا ملائما لعمل النظام الشمولي قد طالها التغيير أو هي الان في طور التحلل و الذوبان لذلك تفحص هذه الورقة سؤال حول هذه القضية وهي الي أي مدى يمكن للثورة تفكيك النظام الابوي علي المستوى الاجتماعي لكي نستطيع فهم المصطلح لابد لنا من البحث في كتابات بورديو التي يمكنها أن تفسر لنا حالة الهيمنة الذكورية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية عموماً و المحلية بالخصوص ، إن بناء بورديو المفاهيمي يقوم علي أساس تحليل تلك البنى التي علي إعادة انتاج النموذج الذكوري في تشكل الافراد (ذكور، اناث) ، لا يختلف نموذج الابوة عن الذكورية فهو الاصل ينطلقان من ذات الخطاب الذي يستند عليه الاثنان معا. النظام الابوي أكثر شمولية عند قراءته من الهيمنة الذكورية فدراسة النظام الأبوي تفسر لنا حالة الذكورية التي تمارس داخل نظام المجتمع إذن يمكننا أن نقول بأن الهيمنة الذكورية تجد متسعاً لها في ظل النظام الابوي السائد في المجتمع ومؤسساته. التحليل : إن المجتمع الذي تقضي ثقافته بجعل السيطرة والسلطة بين أيدي كبير العائلة أو الجماعة القرابيّة. والاعتقاد بتفوّق الرجل بدنيّا واجتماعيّا وبانخفاض مركز المرأة وطبقا لهذا النظام ينتسب الأولاد للأب وتقيم الزوجة حيث يوجد مسكن الزوج. يتضح في المجتمع الأبوي أن تركيبة المجتمع ( تقليدية ) أي أنها لم تنتقل بعد الي علاقات تكون تركيبتها تقوم علي أساس العمل أو المصالح المشتركة ، المشاهد الى الحالة الإجتماعية في السودان يرى أن النظام الأبوي متمثل في الشكل العام للمؤسسات السياسية و الخطاب أيضا الذي نتنتجه هذه المؤسسات ، فإذا نظرنا إلى المؤسسات الحديثة مثلا نجد أنها تمثل صورة أخرى من صور الأبوية . بمعنى أن النظام الأبوي في الأساس يستند علي تركيبة المجتمع (التقليدية ) ، والتي تستند في الأساس علي متركزات رئيسية أصبحت جزء من الثقافة و السلوك الإجتماعي ، فالمقولات الدينية و السردية الإجتماعية تعزز من هذه القيم الأبوية لتكون من صميم تفكير المجتمع وهويته الثقافية حتى التي يعبر عنها في النشاط الثقافي وفي التراث وغيره . إن الشمولية ماهي الا تحالف بين نظام أبوي ومؤسسات أكثر أبوية في الدولة ، فالأسرة الصغيرة يتمثل فيها الأب دور الدكتاتور الذي يرى مصلحة الجميع وهم لا يعرفون مصالحهم لذلك من واجبه أن يحميهم ويحافظ عليهم. إن نظرنا الي المؤسسات الحديثة في المجتمع نرى أنها قد شبعت بهذه القيم فالمدرسة و المنهج نجد أنهما يمارسان سلطة قهرية متمثلة في الوصايا التي تفرضها إتجاه التلاميذ مطابقة تماما لتلك التي تمارس من قبل الاب ، والتي تطابق قيم المجتمع الأبوي . فتطابق النموذج الحديث للدولة مع قيم الأبوية ليشكل تعقيدا شائكاً ، وليس هذا وحسب بل وفر الخطاب الديني غطاءاً جيداً لهذه الأنماط السلطوية مما سمح لها بري الوعي العام بهذه القيم . فمن خلال القهر الممارس تعمل تلك المؤسسات علي إعادة إنتاج الأفراد ، وبالتأكيد لا تقف الأبوية عند هذا الحد بل تنتقل الي المؤسسات السياسية أيضا والى النظرية السياسية علي مستوى الممارسة وعلي مستوى النسق المعرفي للنظرية السياسية ، فيحل الحزب مكان القبيلة والأمين العام أو السكرتير محل الأب فتمارس الأبوية داخل المؤسسة أيضا من أعلى هياكلها إلى أدنى مستوياتها بل ينتقل هذا الخطاب الي الفضاء العام ليتماهى مع التصورات الإجتماعية . لاشك أن الأبوية والشمولية متلازمات والنظام السياسي الشمولي في حقيقته هو نظام أبوي ، فيفرض الوصايا و يحد من الحقوق ويمنع كافة أشكال الحرية أو الفردانية وتصبح الدولة حينها أشبه ما يكون بالقبيلة أو الأسرة فتمحى الهويات المختلفة وتذاب في قالب واحد كما ألواح الصابون ويتماهى المجتمع والمؤسسات في جلباب واحد لا إختلاف فيه . إن الشمولية ماهي الا تحالف بين نظام أبوي ومؤسسات أكثر أبوية في الدولة ، فالأسرة الصغيرة يتمثل فيها الأب دور الدكتاتور الذي يرى مصلحة الجميع وهم لا يعرفون مصالحهم لذلك من واجبه أن يحميهم ويحافظ عليهم ، بالتأكيد إن هذا الخطاب هو نفسه خطاب الدكتاتور العسكري ، فهو يخاف علي البلاد من التفكك و الانحلال و الضياع ويخاف عليه من أن ينهار ويتفكك ، إن ( عمر البشير ) ما هو إلا تمثل لصورة الأب داخل المجتمع السوداني ، بكافة مؤسساته التي كانت تعمل علي قهر المجتمع فالأنظمة الشمولية تعمل علي إفقار المجتمعات عبر مؤسسات الدولة بحيث تكون القوة المادية و الإنتاج يعود إليها ، وتحل مؤسسات الحزب أو الجماعة محل مؤسسات الدولة ، هنا بالتأكيد ينحل العقد الإجتماعي بين الأفراد والدولة ويصبح الأفراد مجرد رعايا في طرف الدولة ، وأحيانا تكون الدولة أشد قهرا من الأب ومن الأسرة . إلا إنهما وجهان لعملة واحدة . ولا أعني بهذا أن الدولة بنموذجها الحديث هي بريئة من هذه المعضلة وأنها ليست أداة قهر هي الأخرى ، مما لا شك فيه أن النموذج الحديث للدولة في السياق السوداني إتخذت نموذج قهر منذ التركية ، ويظهر ذلك في النزعة المركزية التي أسست علي أساسها كانت أشد بطشا بالمجتمعات ، وإتخذت من القمع أداة لتوحيد المجتمعات القبلية مما خلق فجوة بين الدولة و المجتمع متمثلة حتى يومنا هذا ، ويظهر ان الأفراد و المجتمعات يشعرون بحالة اللاإنتماء للدولة وأنها ليست معبرة عنهم وخصوصا المجتمعات التي تعيش علي هامش السلطة ، مما تمظهر ذلك في حروب ونزاعات إمتدت لأكثر من ستون عاماً . أبرز مافي هذه الثورة من سمات هي السلمية الخاتمة : إذن كيف يمكن لنا وبعد ثلاثون عاماً من حكم أبوي شمولي أن ننفذ لحالة جديدة يستعيد فيها المجتمع عافيته ويجد الأفراد حقهم السياسي في التعبير عن أنفسهم كمواطنين لا كمقهورين ويعاد صياغة الدولة الحديثة من الحالة الإستعمارية الى الحالة الوطنية التي يجب أن تعيشها المجتمعات . لا شك أن الثورة تمثل لحظة إنتقال من وضعية تاريخية الي وضعية مختلفة تماما ، فالثورة التي قامت ظهرت في بادئ الأمر كأنها حركة تمرد في المقام الأول علي الطبيعة الإجتماعية للمجتمع وظهر هذا جليا في الفترات الأخيرة من حراك الثوري . مع أن الثورة إنطلقت علي وضعية سياسية إقتصادية إلا أنها سرعان ما تغيرت الي مواجهة مباشرة علي مستويين : المستوى الأول المواجهة السياسية مع النظام الشمولي حيث واجهة الحراك الخطاب الشمولي عبر بلورة مواقف معبرة وتجلى ذلك في خطاب الثورة نفسه (حرية – سلام -عدالة ) ومن ثم مواجهة مع آلة العنف والبطش المتمثلة في المؤسسات الأمنية و البولسية للنظام . وهي في الحقيقة في ظاهرها مواجهة لنموذج الدولة الحديثة الذي تبلور منذ الاستعمار ، فالمؤسسات التي تعبر عن الدولة مازالت باقية في نموذجها الإستعمار الخالص ، فالقصر الجمهموري وإن كان يحمل رمزية الحاكم العام مازال محافظاً علي هذه الرمزية لنرى أن الرئيس ما هو إلا أمتداد للحاكم العام . وقد يكون أبرز مافي هذه الثورة من سمات هي السلمية ، وهنا نشير الي تغير الشروط التي كانت يمكن أن تبقي علي النظام القمعي إذا ما سقط الفاعلون فيه وهو ان يجروا الى العنف . بذلك تكون الممارسة الثورية قد نقلت سلطة الدولة الي شروط مختلفة عن الشروط التي تلعب فيها ، مما أدى الي خلل في عمل الأجهزة الأمنية ، والنموذج اللامركزي الذي إبتدعته قوى الثورة الإجتماعية أدى الي أن تعيق تفكير الدولة و تشتت عملها ، فالشروط الذي أنتجت العملية السياسية هو نموذج مركزي خالص إستطاع أن يكبل من عمل القوى السياسية بسبب أنها تتخذ من ذات الممارسة شكلا لها . يبدو أن الثورة قامت علي النموذج النظري للممارسة السياسية التقليدية ، الذي يسند علي المركزية وتحكم السلطة المركزية للحزب أي أن الثورة لم تقم علي مشاكل الدولة و المؤسسات بل تجاوزتها لرفض المؤسسة المنتجة لهذا النموذج وهذا ما ظهر جليا في رفض القوى الثورية ( لجان المقاومة ، لجان الأحياء) ، بالتأكيد هذا الرفض ليس ناتجا من تنازع حول مسألة سياسية وإنما نابع من شكل إجتماعي آخر يخفي هذا الرفض ، وأذهب الي تفسير هذا الرفض الى أنه رفض للمؤسسة الأبوية والذكورية في المجتمع السوداني . بالتأكيد لا تنفصل السلطة الإجتماعية عن السلط السياسية . فالثانية تستمد قوتها وفعلها من الأولى ، وتساهم السلطة السياسية بالتأكيد في إعادة بناء السلطة الإجتماعية من جديد فالناظر الي حالة الأسرة السودانية قبل ثلاثين عاما يرى مشهدا مختلفا تماما ، فلقد قام النظام السياسي بإعادة تعريف الأسرة نفسها وبمعنى آخر إعادة ترتيب المجتمع ومراكز قوته عبر أدوات السيطرة بكافة أنواعها ، مما أعلى قيمة الأب بحيث تتماثل الأسرة مع قيم السلطة وتشكلاتها . لذلك كان رد الفعل الإجتماعي عند قيام هذه الإحنجاجات مختلف تماما وإن كانت معاناة الأب الإقتصادية اكبر وأقسى بإعتبار الإمتيازات التي ينلقاها من جراء القيام بوظيفته الإقتصادية داخل الأسرة تصادم هذه القوى الجديدة هو في الأساس تصادم قيمي ونزوع نحو كسر هذه السلطة ، فالقيم التي يحملها الشباب هي مختلفة تماماً عن تلك القيم التي نشؤو عليها ، فلقد تمت إعادة انتاج هذه القيم وتعريتها تماما في حقل مختلف عن الحقل الأسري ، فمواقع التواصل الإجتماعي و إبتعاد الأب عن الرقابة الأسرية سمح وخلق فجوة مما أدى الي دخول قيم جديدة مختلفة عن تلك الأسرية ، فمجموعات التي علي (الواتساب ) سمحت لأن تتم أعادة ترتيب لفضاء الأسرة نفسه فبدل أن تكون التراتبية موجودة داخل فضاء المنزل مثلا أن تنفصل أماكن جلوس الرجال عن النساء ، سمحت هذه المجموعات بأن تكون كل الأسرة موجودة في مكان واحد مما يسحب الفضاء الأسري الي مكان تصير فيه لغة الحوار متداولة للجميع. بالإضافة الي هذا الأمر فإن الأزمات الإقتصادية التي عصفت بالمجتمع في كل الطبقات و الفئات سمحت بخروج العديدين من الشباب و الشبات وربات المنازل الي سوق العمل مما أعاد طبيعة ترتيب السلطة داخل منظومة الأسرة وبالإضافة الى خلق قوى إجتماعية جديدة متحركة داخل الفضاء العام ، مما غير من المشهد العام للمجتمع فأصبح وجود المرأة في الساحة الشعبية بدل أن تكون المقاهي مثلا و المطاعم فضاء ذكوري تام إقتحمت المرأة هذا الفضاء وأعادت صناعة الخطاب ، إذن يتضح أن التغير الذي حدث للبنى الإجتماعية صاحبه تغيير في كافة مكامن السلطة الأبوية التي كانت تمثل حجر عثرة أمام أي تغيير أو محاولة خلق فضاءات جديدة . لا يبدو أن بعد سقوط النظام قد تبدل الحال كثيرا لطبيعة التغيير الإجتماعي الذي يحتاج إليه المجتمع ولكن يمكن أن نقول : الساحة الإجتماعية قد باتت الأن تسمح بنشوء حركة إجتماعية تعيد صك مفاهيم جديدة وقيم جديدة تسهم في ذوبان البنى الأبوية التي كانت تتحكم في مفاصل المجتمع ، وقد لا يحدث هذا الأمر ويرتد المجتمع مرة أخرى لنفس البنى القديمة بسبب ربط نجاح الثورة من عدمها بالوضع السياسي وهو الفخ الذي ستجر له هذه القوى الإجتماعية ، مالم تعمل علي بناء بردايم نظري يفضي الي تغيير من بنى المجتمع وجل ما قد يغشاه المرء أن يحدث هذا الإنتقال الاجتماعي ونحن مجبولون عليه فتنعكس الصورة السابقة بكامل حمولتها بمعنى أن تحاول القوى السياسية فرض توجهاتها الفكرية علي المجتمع دون أن توجد حد أدنى من درجة الوعي بهذه التحولات مما يسمح بإرتداد المجتمع وإحداث شرخ فيه كما هو موجود في العديد من البلدان التي ظهر فيها التطرف نتيجة للقمع السياسي و القوة في فرض التوجهات الحداثية . المراجع و المصادر : 1. يير بورديو، الهيمنة الذكورية، ترجمة سلمان قعفراني، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2009 أحمد زكي بدوي . 2. معجم مصطلحات العلوم الاجتماعيّة. بيروت: مكتبة لبنان , الطبعة الثانية ،1993 هشام شرابي . 3. النظام الأبوي واشكالية تخلف المجتمع العربي. ترجمة محمود شريح. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1992

689 .6 K

مِهنة مَنْ لا مِهنة له

فوق اليابسة | مِهنة مَنْ لا مِهنة له أُبي عمر سليم _ مُدون منظمة الصيادلة السودانيين يُعتبر القطاع الصحي من أهم القطاعات في بناء الدول والمجتمعات والمؤسسات والأفراد دون استثناء إذ تُشكل الصحة حجر الأساس للإنسان التى تمكنه من الإنتاجية والقيام بنشاطات بدنية و ذهنية من أجل تحقيق غرض معين و ذو منفعة سواء ذاتية أو مجتمعية على حد سواء. نتيجة لذلك، فقد اقترن التسجيل للكليات الطبية دوماً بِشروطٍ مُعينة تُميزها عن باقي الكليات، مع التأكيد على أن المُهندس بإمكانه ان يتسبب في هدمِ عِمارةٍ على رؤوسِ ساكنيها، و بإمكانِ خريجِ اللُغات أن يُترجم معلومةً خاطئة وغيرها من الأشياء المُهمة لكل المجالات بلا استثناءٍ و لكنني تعمدت التركيز على مجالِ الصحة و العُلوم الطبية كوْنها ذاتِ موضعٍ حساس و مؤثر؛ بطريقةٍ مُباشرة على سُلوكيات المريض وحياته و إسلوب معيشته للمدى القريب والبعيد. في عالم الصيدلة بالسودان، وعلى قدر أهمية تلك المهنة يبدّو الصيدلي هو المسؤول الأول والأخير عن جميع العلاجات بأنواعها وتوفير جميع المستلزمات الطبية بالمستشفيات، و بإعتبارهِ آخر فرد من القطاع الصِّحي يقابل المريض، وغيرها من الأشياء،فإننا نعيش في تهاونٍ غريب، بل و معيبٍ من جانب الجِهاتِ الرقابية و العناصر القانونية المسؤولة في مواجهة عديمي الضمير الإنساني و عاشقي المادة بكامل أشكالها. لكم أن تتَخيلوا أن هيئة التدريب الرسمية في السودان تعترف بما يسمى بكورس الصيدلي الوظيفي، و مدته ثلاثةِ أشْهُر أو شهرين وقد يصل لشهر واحد مُكثّف، بل و يُمكّن توثيّق شهادته في الجهات العليا، ليس هذا فقط، بل يمكن كذلك العمل به و هو معترف به من قبل أصحابِ الصيّدليات و بمرتبٍ مُعيّن وِفقاً لِمّا يتفق عليه الطرفان هل تعلمون أين المصُيبة، هل تستطيعون تصّور حجم هذّهِ الكارِثّة، فالغالبية من أصحاب الصيدليات بتفكيرهم الاستثماري (المنطقي) يُفْضلُون التعاقُد مع صاحب الثلاثة أشهُر حيثُ يُعتبر مرتبه أقل بكثير من مُرتّب الصيّدلي و لا يُكلّف صاحب الصيدلية شيئاً إذ يتفقان الطرفان في الفائدة المادية و تغيب عنهما الفائدة الصحية للمريض أو اختيار أفضل خيار له حتى و إن لم يكن موجود بالصيدلية ليس هذا فقط، بل إن صاحب الثلاثةِ أشهُر يعمل بنفس دوام الصيدلي صاحب الخمسة سنوات دراسية و ينال رضاً أكبر من غالبية أصحاب الصيدليات والضحية الأول و الأخيرة هو المريض الذى وثق في الصيدلية أولاً ومن ثم وثّقَ في من يُحادثّه ظناً أنه ( الصيّدلي صاحب البِكالريوس على أقل تقدير) و لم يكن يعلم أنه ( الموظف ذُو الثلاثة أشهر على أقصى تقدير) القضية لا تتوقف عند هذا الحد، فالأضرار المُترتبة على تلك المُعطيّات أكبّر بكثير من ذلك و سأعطيكُم مِثال واحد في هذا المقال، تخيلوا أن أحد مرضى الغُدة وُصف له علاج يسمى بال (Carbimazole) و هو خاص بنشاطات الغُدّة، فتم إعطاءهُ بِما يُسمى ب (Carbamazepine) وهو مُضاد للصرّع والتشنجات، والمُصيبة الأكبر أن المريض ظل يُداوِم عليه لِمُدة شهرين قبل أن يكتشف أحد الصيادّلة ذلك الخطأ الكارثي و المُدمّر للصحة من كل المستويات! إِن صاحب الثلاثةِ أشهُر ( إن لم يكن شهرين أو شهر ) لا تنحصّر مصائبه في صرفِ الدواء الخاطئ فقط، بل كذلك بصرف الأدوية الغير لازّمة ( الإيراد أولاً و آخرِاً ) و تحديدِ جرعات خاطئة و إعطاء معلومات لا أساس لها من الصِحة، خاصةً مِثل الممنوعات في إستعمال الدواء و محاذيره وتفاعلاته مع الأدوية والاطعمة و الأعشاب، ومن أين له بِمثل هذهِ المعلومات في ثلاثة أشهر فقط. الأمثلة عديدة و الدلائل الشاهدة على كارثية هذا الأمر لا تُحصى ولا تعد و سنتطرق لها جميعها و لكن أحّبُّ ان أُنبهكُم إلى الجانب الأكثر ظلاماً مِما ذكرته وهو أن من يُدَّرِسون هذهِ الكورسات و يمنحُون تلك الشهادات لهؤلاء الأفراد هم الصيادلة أنفسهم! وسنتطرق لكل هذا بالأجزاء القادمة بإذن الله تعالى. فوق اليابسة ما أكثر أصحاب الصيدليات الذين هددوا الصيادلة عندما طالبوهم ببعض الأساسيّات أو زِيّادة للحوافز بأنهم سيجلبوا ذوي الثلاثة أشهُر ليحلوا محلهم مُستدلين على إمكانيتهم في زيادة الإِيراد اليومي للصيدلية أكّثر من الصيادلة بأضعاف مضاعفة.

653 .6 K

منحة جامعة HKBU لدراسة الماجستير فى هونج كونج 2020

تقدم مدرسة HKBU لإدارة الأعمال منحة لدراسة الماجستير تغطى الرسوم الدراسية بالكامل للطلاب الدوليين الغير صينيين. منح الدراسات العليا الدولية هي جوائز إستحقاق و جدارة لمتابعة الدراسة. الهدف من هذه المنحة هو تقديم الدعم المالي الكامل للطلاب الدوليين. جامعة Hong Kong Baptist University (HKBU) هي مؤسسة التعليم العالي ممولة من القطاع العام. التخصصات لهذه الفرصة: ماجستير العلوم في إدارة الأعمال. ماجستير العلوم في المحاسبة التطبيقية والمالية. ماجستير العلوم في الاقتصاد التطبيقي. ماجستير العلوم في حوكمة الشركات والامتثال. ماجستير في المحاسبة الدول المستهدفة مصر, سوريا, العراق, فلسطين, الاردن, لبنان, تونس, الجزائر, المغرب, السودان, ليبيا, السعودية,الامارات, الكويت, قطر, البحرين, عمان, اليمن, الصومال, جيبوتي, موريتانيا, تركيا, ايران, قبرص, جزر القمر, دول اخرى ليست من دول ال شرق الاوسط وشمال افريقيا. لخطوة الأولى: المستندات المطلوبة: شهادات وبيانات الدرجات لجميع السجلات الأكاديمية. نسخ من نتيجة اختبار الكفاءة في اللغة الإنجليزية، إذا لزم الأمر من قبل البرنامج. خطابان توصية. نسخ من جواز السفر أو وثائق الهوية الأخرى. لمزيد من المعلومات و للتسجيل في المنحة من هنا : https://estudentguide.com/?p=10415

398 .6 K