Advertising

كل التدوينات

من يفكك الدولة ويقتل الثورة 2-3

من يفكك الدولة ويقتل الثورة 2-3

حسان الناصر - باحث بمعهد الدوحة للدراسات العليا من الاثنية الى المواطنة على ضوء بيان رابطة جنوب طوكر (أهلنا يواجهون الدولة ولا نعترف بأي توصيف قبلي لهذه الجرائم)، هذه العبارة مقتطفة من بيان رابطة جنوب طوكر، وهذه العبارة يمكن قراءتها في سياق واحد فقط وهو أن الرابطة تعاملت مع هذه القضية في كونهم مواطنون لهم حقوق و واجبات، اعادو بذلك تعريف القضية بأنها أصبحت قضية مواطن وليس قضية أهلية مجرد نزاع بين طرفين أهليين. انها نقلة تمكنت فيها الرابطة من توجيه النظر اليها بصورة حصيفة عجز الساسة على ادراكها، فبينا جلست المؤسسات الحكومية مع القيادات الاهلية وركضت القوى السياسية (المؤتمر السوداني) الى المكونات الاخرى في وقت سابق من العام المنصرم ، قام هؤلاء الشباب الذين لا تتعدى أعمارهم الخامسة و العشرين بفتح القضية على انها قضية حقوق يجب ان توفر لهم وهي نقلة قد تكون خطيرة في فحواها اذ ما أنها استغلت لاغراض سياسية وهو ما جعلهم يقولون بأن القضية حولت من مجراها الحقوق الى أجندة سياسية ما يعني انهم يعلمون بهذا التحول وهو ما اشير له في ذات البيان . وهو ما ذهبت اليه في المنشور السابق علينا أن نقوم بتحويل هذه القضايا من مجرد انها نزاع اهلي الى قضايا تمس المواطن البسيط(في استراتيجية حلها) ، ولماذا يجب علينا أن نقوم بنقلها اذن من كونها قضية اهلية الى كونها قضية مواطن في استراتيجية الحل ؟ لأن جذور هذه المشاكل لا يعاني منها طرف واحد بل يعاني منها كلا الطرفين المتضررين من هذه الأحداث، لا يوجد مصاب من( أ) أو من (ب) بل المصاب هو المواطن السوداني سواء أكان في الانقاذ أو دار النعيم. هنا تأتي مسؤولية الدولة اتجاه المواطن بصورة مباشرة من غير أي وسيط أهلي، وهنا لا أبخس دور القيادة الأهلية ولكن هي الان ليست في محل نزاع بل اذا ما أقحمناها في هذا الجانب سنؤدي الي هتك النسيج الاجتماعي بحيث اننا أعدنا تعريف المشكلة على نحوي اثني وهو ما ظللنا نحاول الابتعاد عنه في طرح الحلول خصوصا في دولة تخرج الان من نفق شمولي مركزي الى دولة تتعامل مع مشكلات عدة ولكل مشكلة خصوصيتها التي تختلف عن الاخرى. لذلك على الدولة أن تعرف المواطن كمواطن ان تقف موقف صلبا بحيث تخاطب مشاكله وهمومه وهنا تحول القضية الى قضية لكل أبناء الشرق بمختلف انتماءاتهم العرقية. فمشكلة المياه لا تعاني منها اثنية معينة بل يعاني منها كل مواطن. اذن هنا ننتقل من أنه هذه مشكلة (أ) او (ب) الى مشكلة مواطن بورتسودان، وهنا يشترك جميع المواطنون في وضع هذه الحلول ويتشاركون في المحافظة عليها باعتبار انها قضية تعنيهم جميعا، وتعني انسان السودان ككل. وهو الامر الذي قامت على أساسه الثورة التي الان تعيد بلورة مساراتها السياسية بخطوى واثقة ويتجلى ذلك في بيان رابطة جنوب طوكر. اذن ان ضرورة العمل القاعدي لحل المشكلة هو اعادة تعريف الانسان من كونه منتمي لقبيلة لما الى كونه منتمي الى الوطن ويجب تعريفه كمواطن وهنا نكسر مربع الانقاذ الذي ظللنا مأسورين فيه. لذلك هنا ينتقل الحل اليه بصورة مباشرة ويتعامل على اساس الحقوق و الواجبات و القانون.
721 .2 K
إعادة التفكير في الديمقراطية أداة وليس غاية

إعادة التفكير في الديمقراطية أداة وليس غاية

محمود المعتصم انهكت الانقاذ مجتمع السياسيين والناشطين بتحويلهم لناشطي رزق اليوم باليوم، ما فرغوا من النظر تحت انوفهم يوما، وفاجأتهم الاحداث المتوقعة كما يفاجيء الخريف الدولة كل عام، وهذه بالتالي دعوة لتفكير استراتيجي، عندي انه كان الرافعة لأولى حركات اليسار في السودان، في الفترة الذهبية للحزب الشيوعي قبل نكبة أحداث ما بعد أقلاب هاشم العطا الدموية. عند التفكير في الديمقراطية أبدأ تأسيساً بالقول بأنها أداة وليست غاية، هي صفة التعاقد الإجتماعي في الحد الأدنى بما تقبله الاغلبية الساحقة، وبالتالي لتأسيسها لابد من السعي نحو المنظومة نفسها الانتخاب الحر الحقوق الاساسية التي تجعل التداول السلمي للسلطة ممكنا، الفصل بين السلطات، لكن هذه التأسيسات لابد أن تأتي من إتفاق عام من قبل الناس وبالنسبة لي فأي محاولة لفرض أسس عليا مهما كانت أخلاقية وجيدة هو عمل رجعي الديمقراطية هي الأداة الأفضل لأنه تسمح بإتفاق الحد الأدنى بل وتشجعه، إذ تتنازل الاغلبية الصغيرة عن هيمنة كاملة مقابل تنازل الأقلية الصغيرة عن حكم حالي وتشريع، بحدود منطقية اتفق للبشرية ان تجربها في أكثر من مكان ونجحت. إذن التفكير في الديمقراطية هي تفكير براغماتي، وللكلمة أعداء بلا بصيرة، فكل عملية أخلاقية في الجوهر لابد أن تكون ذات هيكل عملي واقعي حتى لا يبقى للناس غير المثل في العقول بينما الواقع منحدر. ثم من المنظور الإشتراكي، الشيوعي، فإن الديمقراطية هي سلاح الطبقات القاعدية، التي تسمى أجيانا الطبقات الديمقراطية، لأن العمال، بالتعريف الواسع للكلمة،كل من يبيع طاقة عمله في السوق، هم الأغلبية دائما، وكلما أقتربت الديمقراطية من مثاليتها كلما أقترب العمال من السلطة، وفي مثالية الديمقراطية ليس أن تكون المثل حاكمة فوق تصويت الناس، بل أن يتاح للناس تصويت حر فعلا، بلا وسائل اعلام مملوكة للأثرياء، ومناهج تعليم من صنعهم، وقوانين مقيدة للتنظيم تضعف نقاباتهم واتحاداتهم. كلما اقترب الفعل الديمقراطي من تمثيل العمال مباشرة، كلما توزعت القوة السياسية في الدولة وتبعتها الثروة. إلا أن ذلك في الواقع لا يحدث بغير الحزب. وتلك قصة طويلة، نأخذ فيها مسألة الوعي الطبقي هنا حسب ألان باديو، الفيلسوف الفرنسي، فإن أخر مؤسسات البرجوازية في المجتمع، وأقواها، هي وعي الجماهير. إذ على سبيل المثال لا يمكن للملكية الخاصة لوسائل الانتاج أن تستقيم في الارض بلا وعي الناس نفسهم الذي يؤيدها لذلك فالصراع الطبقي في قمته يكون في صراع العمال أنفسهم حول وعي جديد دخيل هو صنيعة الحزب ووعي البرجوازية التلقائي الذي هو أخر قلاع الطبقة الحاكمة. بالعودة للديمقراطية، فإن هذا المقال يقترح أن تضاف للحقوق الاساسية التي يراد للشعب أن يتوافق عليها، حق تحويل الأغلبية الإنتخابية من أغلبية مباشرة (عد الأصوات قوميا وفوز صاحب الأصوات الأعلى أو التوزيع التعدادي للدوائر بحيث يتناسب عدد الممثلين للولاية مثلا مع عدد الافراد فيها، إلى نظام أغلبية فيدرالي. والسابقة التاريخية التي استند عليها هي سابقة تفاهم كينيتيكت Connecticut Compromise في 1787، حيث تم تقرير تقسيم الجناح التشريعي من الحكومة إلى كونغريس مكون من جناح مجلس النوب وذلك يتم فيه الانتخاب بالأغلبية المباشرة، وجناح مجلس الشيوخ الذي تتمثل فيه كل الولايات بعضوين بغض النظر عن عدد السكان أو مجى ثراء الولاية. ولا ننسى كذلك أن التصويت لإنتخاب الرئيس يخضع لتقسيم في ميزان قوة الولايات الإنتخابي لا يعتمد بصورة مباشرة على التعداد السكاني. الأساس المادي لمثل هذه الدعوة هو قناعة بسيطة بأنه متى شكل النظام الديمقراطي إطارا سياسيا لمصالح معقولة لكل الولايات كلما قلت النزاعات واختفى خطر التفكك، حيث أن الأنظمة ذات التركيز على القوة العددية المباشرة، تنزع لتركيز القوة السياسية حيث الولايات المركزية التي يهاجر الناس اليها أو يبقوا فيها لأنها ذات ازدهار نسبي، وهذا التركيز للقوة يصاحبه تركيز للثروة أما الدولة الفيدرالية في حال رغبتها في النجاح فهي بحاجة لنظام سياسي يشجع التعاون والتساوي مثل الأزمة في الإتحاد الأوروبي سببها أن المواطن في ألمانيا لا يرى أن من واجبه مساعدة المواطن اليوناني عبر ضرائبه، ذلك يجعل اليونان وحدة سياسية ذات استقلال لكنه يمنعها من ميزة الحصول على دعم مالي حقيقي لحظة الضرورة، في الولايات المتحدة تدفع الولايات الثرية مثل كاليفورنيا ونيويورك سنويا بلايين الدولارات في مشاريع رعاية اجتماعية تستفيد منها ولايات صغيرة مثل ميسيسيبي والاباما وسبب ذلك هو أن الرئيس ليتم انتخابه عليه أن يركز على مصالح هذه الولايات إذ حجمها الانتخابي أكبر من حجمها الاقتصادي والسكاني، وأيضا يعمل مجلس الشيوخ على فرض قوانين اكثر فيدرالية في روحها، لأن النواب فيه سيكون عليهم تقديم تنازلات لنواب الولايات الصغيرة حيث يملك هؤلاء النواب نفس الوزن التشريعي، المكسب لكاليفورنيا ونيويورك في المقابل هو دولة كبيرة مستقرة، تضمن أن مصالح هذه الولايات ستكون أكبر من البلايين المدفوعة للرعاية الاجتماعية. ما يدفعي لمثل هذا التفكير كذلك هو أنني أرى السودان كنموذج مصغر للوحدة الافريقية، السودان نموذج للامكانيات المستقبلية للقارة، وكلما تمكن السودانيون من تطبيق نظام سياسي فيدرالي ناجح كلما سهل ذلك من عملية التشارك الكونفيدرالي مع الجيران الأقرب فالأقرب، ونحن اليوم في عالم لا مفر فيه من التوحد في كتل أكبر من الدولة القومية، لكن على هذه الوحدة أن تظهر بوصفها خيارا ديمقراطيا فعالا. بالتأكيد فكاتب هذا المقال ليس خبيرا في القانون الدستوري أو علوم السياسة، وعلى مثل هذه الأفكار أن تكون جزءا من حراك أوسع نحو التفكير الجماعي حول المؤتمر الدستوري، يمكن للناشطين تنظيم كيان أو مساحة ما أو مساحات ثم دعوة الخبراء وتحويل مثل هذه الأفكار لمقترحات يتم لم الناس حولها وإدخالها في النقاش، بدل أن ننتظر يوم المؤتمر الدستوري، ويكون رزق اليوم الذي نعجز عن أكله كل مرة.
675 .2 K
فجوات و ثغرات العالم الطبي

فجوات و ثغرات العالم الطبي

سيرتونين | فجوات و ثغرات العالم الطبي راوية الزين _ مدون منظمة الصيادلة السودانيين البشر كائنات صغيرة تعوم في بحر واسع، يبحثون عن قل ما يمكن ليعينهم على النجاة فيه، قد تكون قطعة خشب يتشبثون بها خوفاً من الغرق، او ربنا غصن شجرة يتمسكون بها املاً ان يسوقهم الموج الى اليابسة. الصحة كنز ثمين قد لا يقدّر البعض قيمته الا بعد فقدانه، ما يجعلهم يتوسلون بحثاً عن علاج ملائم، او مجرد معلومة تعود لهم بشيء من عافيتهم. المجال الطبي، من صيادلة و اطباء و ممرضين و سواهم من مانحي العلاج، مجال حساس للغاية، يتطلب الكتير من الدقة و التركيز، فواجبنا ليس فقط بذل العلاج الملموس، بل و بذل العناية المتكاملة. العناية التي اقصدها بكلامي هذا هي الارشادات الطبية و التوجيهات اللازمة و التي يحتاجها المريض للتعافي الأمثل، او حتى النعافى لتفادي المرض و الوقاية منه. يقع بعض العاملين في الحقل الطبي في اخطاء او دعوني اسمها زلات، سهواً بالتأكيد، قد يرونها ليست بالمهمة و لكنها في الواقع قد تكون سبباً في انتشال احدهم من على عتبة الموت. لنأخذ على سبيل المثال المضاد الحيوي السيبروفلوكساسين ciprofloxacine و تفاعله مع بعض الاغذية، من المتعارف لدى الاطباء، و الصيادلة على وجه الخصوص، ان هذا الدواء يتفاعل مع الحليب و منتجاته حيث انه يقلل من امتصاص السبيوفلوكساسين ما يؤدي الى تقليل فعاليته في القضاء على المرض، لذلك ينصح بعدم تناول هذا الدواء مع تلك المنتجات. معلومة بسيطة اليس كذلك؟ الصحة كنز ثمين قد لا يقدّر البعض قيمته الا بعد فقدانه، ما يجعلهم يتوسلون بحثاً عن علاج ملائم، او مجرد معلومة تعود لهم بشيء من عافيتهم. ولكننا في بعض الاحيان قد نغفل عنها. ليس فقط الإرشادات في الادوية و تفاعلاتها، بل ايضاً في تعاملنا مع المريض و إيصال المعلومة له بصورة مبسطة و لكن كافية، نصائح علاجية او حتى إرشادات في النظام الغذائي اليومي للوقاية المثلى من الامراض. قد يعزي البعض هذه الاخطاء الى الضغط النفسي الذي نتعرض له بصورة يومية، من ساعات عمل طِوال و تعامل فظ نواجهه احياناً من بعض المرضى، و لكن اعذروني زملائي الصيادلة و الأطباء فانا اعتبره عذر واهٍ لا محل له من الإحترافية، فنحن كما ذكرت سابقاً، منقذي حياة و لنا اخلاقيات و مبادئ مهنية تجعل من واجبنا التصرف بحكمة و رويّة امام المواقف التي تقابلنا و التعامل بإحترافية قصوى في محيط عملنا، من صيدليات او مستشفيات. هذا هو واجبنا، و هذا هو عملنا، فلنحرص على تأديته على اكمل وجه. و دمتم سالمين.
663 .2 K
كنز السودان المفقود

كنز السودان المفقود

جُزر الكاسنجر.. كنز السودان المفقود تشكل مجموعة جزر الكاسنجر بشمال السودان عوالم متفردة من السحر والجمال، لما تضمه من تنوع طبيعي يمزج بين الماء والخضرة. وقد تظن أنك تجوب طرقات إحدى المدن المطلة على المحيط وأنت تعانق للمرة الأولى هذا الجمال الذي يصعب الصمود في وجهه. الدهشة هي العنوان الذي يلتصق بذهنك إذا منحتك الأقدار رحلة على قارب يمر هادئاً وتتبدى حينها المناظر التي يصعب وصفها بالحروف.. أرض الطبيعة الصامتة الكاسنجر هو مسمى لعشرات الجزر التي ترقد على نهر النيل في الولاية الشمالية، وتمتد في المنطقة بين سد مروي ومنحنى النيل عند مدينة نوري، وتضم أكثر من 75 جزيرة متناثرة في مساحة جغرافية متقاربة تربطها الممرات المائية. بعض هذه الجزر آهلة بالسكان وبعضها الآخر غير ذلك، وتجتمع على متعة المناظر الطبيعية الصامتة وتنوع الحياة الطبيعية البرية والنشاط الزراعي التقليدي، على حواف الجزر الرملية الخلابة. ملامح حياة وفي منطقة يكسوها الهدوء والطبيعة الصامتة تغرد حولها العصافير التي تعانق أصواتها مسامع الزائرين ترحيباً بهم، فإن قليلاً من الاهتمام كافٍ لولوج كثير من العملات الصعبة إلى خزانة الدولة المتعطشة للنقد الأجنبي.ومن أكثر تلك الجزر تميزاً وبهاءً جزر (سودري) و(مساخة) و(أتيماي)، وتبدو عليهم الكثير من ملامح الحياة. والأشجار المتشابكة التي تحرس شواطئ الجزر وتعطي مساحة أخرى للجمال، أما النخيل فينتصب ملئ الطرف شامخاً كمن يسعى للسقيا من أذيال السحاب التي تعلو فضاء المكان خريفاً.في هذه الأرض الدهشة لا تغيب بل تتسع مع كل مشهد جديد تلامسه العين. ولعل متعة التواجد في هذه الأمكنة بين رمالها البيضاء، وخضرتها الخلابة وشلالاتها وصخورها قادرة على قتل صخب المدينة ومفتاحاً لقضاء وقت غني بالمتعة على ظلال حقول البرتقال والمانجو والنخيل الذي يمثل عنوان أهل شمال السودان. جمال فاتن يعي أهل الكاسنجر ما تذخر به هذه البؤرة الفريدة من جمال فاتن وموارد سياحية متعددة، لكن ضيق ذات اليد يعلق آمالهم في جعلها منطقة سياحية رهين بجهد الجهات المعنية بإدارة شؤون السياحة في المركز، بخاصة أن الكاسنجر تقع على مقربة من مدينة مروي التي احتضنت أقدم الحضارات التي عرفتها البشرية وتعود ملامحها لسبعة آلاف سنة قبل الميلاد، وتمثل أكبر المناطق الأثرية في السودان حالياً. وتتخذ بعض جزر الكاسنجر صبغة دينية من واقع كونها مسرح عاشت فيه بعض الرموز الدينية التي لعبت أدواراً لا يزال يحفظها السكان الحاليين ويتوارثونها من آباؤهم. ومن الأحداث التاريخية التي تُروى عن الكاسنجر أنّها غُمرت بالمياه في خريف سنة 1988 والأعوام التالية مما زاد من مساحة بعض الجزر نتيجة للفيضان الذي دمج عدد من الجزر بعضها بعضاً.نتج عن ذلك زيادة المساحات الصالحة للزراعة، فالكاسنجر بجمالها وروعتها منطقة سياحية من الطراز الأول بل تضاهي أجمل بقاع العالم ولكنها تعاني التغافل وتحتاج الكثير من الاهتمام تتخذ بعض جزر الكاسنجر صبغة دينية من واقع كونها مسرح عاشت فيه بعض الرموز الدينية التي لعبت أدواراً لا يزال يحفظها السكان الحاليين ويتوارثونها من آباؤهم.
608 .2 K
التقديم للجامعات السودانية 2021

التقديم للجامعات السودانية 2021

فتح باب القبول للعام الدراسي 2020 -2021م. ابتدأ من الخميس ٤ فبراير ٢٠٢١م وحتى السبت ١٣ فبرايرتفتح الإدارة العامة للقبول وتقويم وتوثيق الشهادات باب التقديم لمؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة والاهلية للطلاب السودانيين من حملة الشهادات السودانية وغير السودانية (القبول العام - الدور الأول) حيث يتم التقديم عبر نظام الكتروني يمكن الطلاب من التقديم للمنافسة على القبول في مؤسسات التعليم العالي بالسودان ،يأتي تماشياً مع توجهات الدولة في الاتجاه نحو الحكومة الإلكترونية ويهدف الى الاتي : * تبسيط الإجراءات * سرعة الحصول على الخدمات * واتاحة كافة المعلومات التي تخص القبول للجميع نظام الدفع الإلكتروني وتوفر الوزارة نظام دفع الكتروني متكامل يمكن المستفيد من الدفع عبر 1. الدفع الالكتروني عبر موقع التقديم الالكتروني 2. الصرافات الالية 3. نقاط البيع 4. منافذ البنوك 5. الرسائل النصية 6. الموبايل المصرفيي 7. الكبونات 8. مكاينات تحصيل الاموال على ان تكون قيمة الاستمارة كالآتي: ١. التقديم للقبول العام للشهادة السودانية وغير السودانية - داخل السودان 100جنية سوداني. ٢. التقديم للقبول العام للشهادة العربية والأجنبية -خارج السودان 30 دولار أمريكي. #دليل_السودان #دليل_الجامعات_السودانية #القبول_للجامعات_السودانية #التقديم_للجامعات_السودانية
563 .2 K
تلك العصا فأين الجزرة

تلك العصا فأين الجزرة

أمريكا والسودان: تلك العصا فأين الجزرة؟ عبد الله علي إبراهيم (نشرت في الجزيرة نت كلمتين عن رفع العقوبات الأمريكية عن السودان. وأعدت نشر الأولى أمس على هذه الصفحة ليقف الأصدقاء على خلفيات هذه المسألة الشاغلة لنا اليوم بعد الثورة. وأعيد نشر الكلمة الثانية (2017) اليوم استكمالاً لتلك الخلفيات). ألقى برنستون ليمان، مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص، محاضرة في المجلس الأطلنطي للعلاقات الدولية، عن العلاقات الأمريكية السودانية عربها الأستاذ بابكر فيصل بابكر (14 يوليو 2017). وربما سنحت بها الفرصة لنفحص هذه العلاقات بصورة تدنيها إلى علم السياسة بعد طول تشرد في وساوس الحكومة من أمريكا واستنفاع المعارضة منها. فالحكومة موسوسة من غدر أمريكا ولن تصدق زعمها بأنها لا تريد لها ربيعاً عربياً بل تغييراً مدروساً. وأمريكا صادقة هذه المرة وحرصها على الحكومة ليس اعتباطاً بل لأنها خدمت الأمريكان في محاربة الإرهاب، والالتزام باستفتاء جنوب السودان، والنزول عند نتيجته. وبلغت من هذه الخدمة شأواً سمى الدكتور خالد التيجاني، محرر جريدة إيلاف، الإنقاذ ب"الحليف من نوع خاص" لرخص كلفته. أما المعارضة المسلحة للإنقاذ فقد صار نضالها بأمريكا أوثق من نضالها بقواعدها. وتذيع فضل أمريكا الديمقراطية عليها بينما لو تمعنت الأمر لوجدت أنها "ربيبة" اللوبي من هذه الديمقراطية وهو وجه القمر المظلم، لسفور سلطان المال، لا الحق، فيه. جاءت محاضرة ليمان في أعقاب نهوض شارع المدينة السودانية الذي خمد (أو أُخمد) لعقود انسحبت به قواه النقابية والجماهيرية الحية من مضمار السياسة فخلت للعصب المسلحة في الدولة والمعارضة. وذكر ليمان هذا الشارع متأسفاً لأنه يحز في نفس الأمريكيين أمثاله، الذين يعرفون التاريخ الغني للسودانيين وحسن المعشر، ألا يكونوا على علاقة ودية به كما في الماضي. ثم أشاد بمقاومة الشارع لإجراءات الحكومة التقشفية الأخيرة واستنكر فظاظة الإنقاذ حيالها. وخص الشارع السياسي العائد بالذكر لمطلبهم أن يكون لهم صوت مسموع في تكييف أوضاع البلاد تكييفاً يتطابق مع ما يريدونه هم للسودان. ومع ذلك ستظل العلاقة الشاغلة للبلدين هي التي بين الإنقاذ والدولة العظمى حتى يسترد الشارع السوداني، الذي يقف على تاريخ سياسي ثوري معروف، عافيته ويفرض نفسه على الإنقاذ قبل حسابات أمريكا السودانية. وبالفعل أنفق ليمسون أكثر زمن محاضرته في الحديث عن عقدة المسألة بين النظامين وهي التطبيع. فقال إن القطيعة قائمة بين الدولتين بقرينة وضع أمريكا للسودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب (1993) ثم العقوبات الإقتصادية (1998). ودعا إلى الصراحة بخصوص مصادر الخلافات بين البلدين وتوقعات كل من الآخر. من رأي أمريكا حسب ليمان أن تطبيع العلاقات مع السودان صار حلقة مفرغة من الفرص المهدرة. فهو كلما أنجز مطلوباً استحق عليه التطبيع جاء بكبيرة محقت جائزته. في وقت يرى السودان أنه أوفى بمطلوب العصا الأمريكية ولم يلق جذرتها. فأمريكا، المتربصة بالإنقاذ، مماطلة في التطبيع عن سوء نية. فتعاطيها معه كمثل من "يرحل قوائم المرمي" في لعبة كرة القدم. وجاء ليمان نفسه بهذا الوصف الدقيق لقلق الإنقاذ من كيدهم. والمجاز أمريكي عن من يغير قواعد اللعبة بينما هي ما تزال كراً وفراً ليحصل على ميزة على غريمه. من رأي ليمان أن الإنقاذ هي التي أهدرت بهياجها السياسي فرص التطبيع الذي أزف. فقد سنحت الفرصة لرم العلاقة معها بعد اتفاقية السلام الشامل مع الجنوب (2005) ولكن سرعان ما نشأت أزمة دارفور فعادت حليمة إلى قديمها. ثم جاءت الفرصة للتطبيع بقبول السودان لإستفتاء الجنوب ونتيجته. وأنتظر الرئيس أوباما الستة شهور قبل أن يطلب من الكونغرس رفع رعاية الإرهاب عن كاهل السودان حسب العرف في التطبيع. وبادر بتوجيه البنك الدولي للنظر في في وجوه إعفاء ديونه، وحث الشركات الأمريكية لعونه زراعياً. ولكن تعثرت تلك الجهود بحرب "الجنوب الجديد" في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق في 2011 ثم تجدد الحرب مع الجنوب القديم. وهكذا لم تقم لجهود التطبيع قائمة. ولا ترى حكومة السودان في حلقة أمريكا المفرغة سوى تحريك منها لقوائم المرمي خلال اللعب. فكل ما ما ظنت أنها وصلتها، واستحقت الجائزة، جرها الأمريكان وبَعُدت بينهما الشقة. فقال على كرتي، وزير الخارجية، إن أمريكا بلغت في العتو حداً لم تسمع معه حتى من مبعوثي رؤوسائها الخاصين للسودان الذين اتفقوا على استحقاقه للمكفأة نظير التزامه بكثير مما وعد به. فكتب عبد المحمود الكرنكي، الصحافي الإسلامي ، كلمة عن كيف تخلص الأمريكيون من هؤلاء المبعوثين الذين جنحوا إلى التطبيع مع السودان. فقد أبعدوا تباعاً روبرت زوليك وأندرو ناستيوس وريتشارد ليمسون لمطلبهم بالإحسان للسودان. بل طالت عقوبة الخلع موظفاً في الأمم المتحدة قال إن حرب دارفور انتهت. وفي أرشيف خذلان أمريكا للسودان حكايات. فروى الكرنكي أن ليمسون كان بصدد التوقيع على اتفاق برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب بالنادي الدبلوماسي بالخرطوم. فتلقى مكالمة هاتفية قبل التوقيع ليغادر النادي على الفور. ثم لقي سكوت قرايشن، المبعوث قبل الأخير، نفس المصير لأنه طلب بشطب السودان من قائمة رعاة الإرهاب ورفع الحظر الاقتصادي. وأيده في المسألتين جون كيري زعيم لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. وكيري هو الذي شكى منه كرتي وزير الخارجية لأنه وعد، متى أنجز له مطلوباً، أن يكون بخلاف من سبقوه في الوفاء بالعهد. وفي المحك لم يف وتخفى ثم اختفى. ومما ساء كرتي أنه زار واشنطون في 2006 بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل مع الجنوب ليناقش المسؤولين في التطبيع فتفادوه. فرتب للقاء مع زوليك في وزارة الخارجية الأميركية. وحين بلغه وجد سفيرة ما في إنتظاره. وإعتذرت للرجل لغيابه لظرف طاريء. ناشت العقوبات الأمريكية السودان حتى تكسرت النصال على النصال. وبالطبع فهذه جناية الإنقاذ على بلدها: "فاستكبروا في الأرض ومكروا المكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله". ولكن، من الجهة الأخرى، فإن بلاداً تستكبر استكبار الإنقاذ لا تجد سوى القرص الأمريكي للأذن. ففي مناسبة مرض ملس زناوي، رئيس وزراء أثيوبيا، عرضت "الإيكونومست" لسجله الأسود في خرق حقوق الأنسان حتى أنه أراد فرض عقيدة الأحباش، التي هي نهج لشيخ مسلم متبوع، فرضاً على جمهرة المسلمين كترياق للوهابية مما أثار ثورة المساجد ما تزال. ونبهت أمنستي إنترناشونال إلى وجوب ألا يشتري ملس صمت العالم عن فظاظاته بما يزعم من نجاحات إقتصادية تورد فقراء أثيوبيا مورد الهلاك. فشعب الأنواك، المشترك مع السودان، جرى تشريده عن أرضه التاريخية لصالح مستثمرين أجانب. وأرسلت أمنستي نفس التحذير لبول كاقمي، رئيس جمهورية رواندا، الذي يستغفل العالم عن فظاظاته بورقة النجاح الاقتصادي أيضاً. نقول في السودان المجانين كثر ولكن شقي الحال يقع في القيد. فلو عَدَلت أمريكا لأطبق قيدها على مجانين منتهكي حقوق الإنسان من كل حدب وصوب. فالسودان ليس "أمة" وحده في إنتهاك حقوق الإنسان الموجبة لوصفه برعاية الإرهاب. ولكن ما افترق به السودان عن مجانين إبتذال حقوق الإنسان أنه شقي الحال. فوقع دون غيره في براثن اللوبي الأمريكي. ولمعرفة ثقل القيد الذي يطوق السودان نظرت في تواتر القرارت التي صدرت في إدانتة في مجلس النواب الأمريكي، وبخاصة في سنوات تقاقم مأساة دارفور، ونمط التصويت فيها. فبلغت تلك القرارت 18 وجرى التصويت عليها بما يشبه الإجماع السكوتي عدا قرارين. ونعرض لها: 1- قانون بسلام في دارفور (2004)، له 412-3 2- صلاة خاصة لمأساة دارفور (2005)، له 364-2. 3- قانون سلام دارفور (2005)، له 416 -3. 4- قانون بعقوبات على جنوسايد السودان (2006)، له 416-3. 5- زيادة المخصص لقوات حفظ السلام (2006)، له 213 -208. 6- تحية لجون قرنق في واشنطون (2006)، بدون تصويت. 7- قانون تحسين أمن دارفور (2006)، له 412-7. 8- تعيين ممثل رئاسي للسودان (2006)، له 414-3. 9- قانون بتمويل إغاثي (2006)، له 198-225. 10- قانون لسحب الاستثمار عن السودان (2007)، له 411- صفر. 11- قانون بتعميم ماساة دارفور (2007)، له 366 -صفر. 12- قانون بالضغط على الصين لعزل السودان (2007)، له 410- صفر. 13- قانون بحمل الجامعة العربية لتقر بالجنوسايد في السودان (2007)، له 425-1. 14- قانون آخر عن الصين والسودان (2008)، له 419-1. 15- قانون لحماية المدنيين الدارفوريين (2008)، له 371 -صفر. 16- طلب من الرئيس لعرض خطة عن دارفور (2009)، له 429 -صفر. 17- قانون غوثي (2009)، له 205-224. 18- مواجهة الأزمة الناشبة (2010-2011)، له 429-صفر. ووجدت أنه لم لم يسقط سوى مشروعيّ قرار (رقم 5 و17) كانا سيلزمان أمريكا بنفقة مالية. لابد للمرء أن يستعجب لهذا التصويت المسرف ضد السودان. وسبق لبول رايان، عضو مجلس النواب من تكساس والمنافس الأزلي لنيل ترشيح الجمهوريين للرئاسة، أن استنكر ثقة النواب الزائدة في فطانتهم في شأن السودان حتى هان أمره. ففي 2004 عاب رايان قراراً للمجلس يحث الرئيس بوش للتدخل في السودان ولو منفرداً متى ما فشلت الأمم المتحدة لمنع الجنوسايد فيه. وانتقد القرار لأن المجلس عده من القرارت التي لا جدال حولها وتُعرض، إجرائياً، للتصويت في المجلس بغير نقاش في لجنة السياسة الخارجية. ولا يتفق هذا مع رأي رايان من أن أمريكا لا تعرف عن العالم الذي تسعى لحل أزماته. وقال في تعليق على اتفاقية السلام الشامل في السودان (2005): "إنه لمن الغرور الخطر أن تعتقد أن بوسعنا أن نسوح الدنيا نحشر أنفسنا في حروب العالمين الأهلية التي لا دخل لها بنا وبغير أن نلزم أنفسنا بمواجهة النتائج التي تترتب على ذلك . . . فالصراع في دارفور ليس بين مسلمين ومسيحيين . ولا أدري لم هذا التركيز على السودان وليس على الكونغو الذي بلغ ضحاياه من مليونين إلى ثلاثة. إن مساعدتنا لطرف يزيد المسألة تعقيداً". ولأن القطع في الأمور عن جهل مخالف للدستور في رأي رايان، المعروف بدكتور نو (لا)، صوت ضد كل قرارت المجلس المتعلقة بالسودان أو امتنع عن التصويت. ومتى ما مر قرار بإجماع من حضر تجد بول غائباً عن الجلسة سوى مرتين وافق القرار مزاجه لأنه تعلق بتوافر بيانات للمجلس أو تدبير عون لتلافي كارثة دارفور. وفي المرتين اللتين صوت فيهما المجلس ضد قرار كان بول مع الأغلبية. فصار يوصف في التصويت عامة ب "الاستثناء الوحيد لعصابة ال533 في مجلس النواب". ولن يطول استعجابنا لإسراف مجلس النواب في إدانة السودان متى اعتبرنا أن مأساة دارفور صارت قضية إسرائيلية من الدرجة الأولى. فقد صار معلوماً أن اللوبي الإسرائيلي استأثر بالكونغرس فأحاله إلى منبر خالص لخدمة مصالح الدولة العبرية. فنشرت الواشنطون ربورت (مايو-يونيو 2011) ما أنفقه ذلك اللوبي على انتخابات مجلس النواب. فوجدته بلغ في انتخابات 2009-2010 نحو 3 مليون دولار وبلغ جملة ما انفقه اللوبي على النواب بين 1978 و2010 نحو 51 مليون دولار. وأنفق على أميز أقطاب اللوبي السوداني وهما فرانك وولف (فرجينا) ودونالد بين (نيوجيرسي). فتبرع لحملتيهما بألف دولار في عام 2010 ولكنه أجرى على وولف نحو 29 ألف دولار وعلى بين 73 ألف دولار خلال كامل مسيرتهما النيابة. التطبيع الأمريكي السوداني طال مداه حتى كدنا نيقن باستحالته مثل الغول والعنقاء والخل الوفي. فواضح أنه مما يصعب تحقيقه في الظروف والبولتيكا التي تكتنفه. وبدا لي من إشارات ليمان المتكررة المتفائلة بحركة الشارع السوداني أنه ينتظر إن تهز ساكن الإنقاذ والحكومة الأمريكية معاً فيأتي التطبيع كإختراق الذي هو، مصطلحاً، أن يلتقي فجأة ما أصبح ممكناً بما هو ضروري ضربة لازب. فلربما ذاب جليد الجمود حول التطبيع باسترداد قوى الشارع موقعها في السياسة السودانية لتنقذ الطرفين من وعثاء عقدين من السفر الضال. والخير على قدوم الواردين. وهذا رابط المحاضرة لمن أراد الاستزادة https://www.atlanticcouncil.org/event/sudan-a-strategy-for-re-engagement
537 .2 K
ملخص كتاب عصر البطولة فى سنار

ملخص كتاب عصر البطولة فى سنار

تنبيه: هذا المقال منشور على موقع الراكوبة مقدمة: الهدف من هذا الملخص هو إعطاء فكرة عامة عن محتويات هذا الكتاب المهم. كتاب (عصر البطولة في سنار) هو كتاب عن تاريخ سلطنة سنار. الكتاب من تأليف الكاتب الأمريكي جاي سبولدينق، وتعريب أحمد المعتصم الشيخ. صدر الكتاب من هيئة الخرطوم للنشر2010، ضمن سلسلة (الـ100) كتاب الذي ترعاه وزارة الثقافة والإعلام بولاية الخرطوم، السودان. وقد صدرت النسخة الأصلية من الكتاب باللغة الانجليزية عام 1985. يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء رئيسية تنقسم بدورها إلى أجزاء فرعية وهي: ملوك النوبة المسلمين ومفاهيم العرب وإلى النار. الجزء الأول: ملوك النوبة المسلمين يتضمن هذا الجزء خلفية عن هيكل السلطة والمجتمع في السلطنة، حيث يتناول الموضوعات المتعلقة بالسلطان والبلاط والمراسم الاحتفالية في البلاط. كما يتناول موضوع أصل الفونج ونظام توارث السلطة لدى الفونج وأسلوب اختيار السلطان، وعلاقة السلطان بالنبلاء ونظام توزيع الاراضي على النبلاء لضمان ولاءهم. يتناول هذا الجزء أيضاً النظام الإداري وسلطات كل من المركز والاقاليم. وأخيراً يتحدث هذا الجزء عن رعايا السلطنة باعتبارهم الأدنى في التراتبية الطبقية في السلطنة حيث يتناول علاقتهم بالنبلاء الذين يمارسون عليهم السلطة المباشرة نيابة عن المركز فيما يتعلق بالضرائب والخدمات التي يقدمها الرعايا للنبلاء. الجزء الثاني: مفاهيم العرب يشرح هذا الجزء بداية انفتاح دولة الفونج نحو الثقافة الاجنبية في الشمال والشرق من خلال العلاقات التجارية باعتبارها عاملاً مساعداً في التأثير الثقافي والاطلاع على مفاهيم العرب. باختصار، يتحدث الكاتب عن بداية دخول الرأسمالية لأجهزة الدولة وتعاملاتها، مفسرا حدوث ذلك بالأخذ بالمبادئ الإسلامية في التعاملات المالية، وبروز رجال الدين كطبقة وسطى و ظهور الحواضر والمحميات الدينية، باعتباره وجه للتطور الاقتصادي الجديد الذي أخذت به السلطنة. فهو يشير لظهور رجال الدين كطبقة أصبح لها ارتباطات و مصالح اقتصادية وسياسية متبادلة مع السلطة. وشملت تلك المصالح والمنافع لرجال الدين الهبات من الأراضي والإعفاءات من الضرائب بالإضافة لحصولهم على الصلاحيات القضائية. يتحدث هذا القسم ايضا عمن اسماهم( أمراء الحرب) وهم في الغالب كما ذكر، حكام الاقاليم الذين سنحت لهم الفرصة للحصول على الثروة واحتاجوا بالتالي لحمايتها فقاموا لذلك بتكوين وحدات مسلحة من الرقيق خاصة بهم. كما ظهرت في تلك الفترة بوادر التحول للنظام الابوي وابتداع الأنساب بغرض الارتقاء في السلم الاجتماعي. يتحدث هذا الجزء عن سيطرة الهمج عام 1762 باعتبارها بداية لتفكك النظام القديم لدولة الفونج والتحول لنظام جديد تهيمن عليه الطبقة الوسطى. اعتمد الهمج بشكل كبير على رجال الدين الذين تم استيعاب رجال الدين ضمن الطبقة الوسطى حيث تعيينهم لتحصيل الضرائب وتم ضم رجال الدين البارزين منهم ضمن بلاط السلطان. أخيراً يتحدث هذا الجزء عن ظهور شبكة الشركات التجارية بعد الغزو التركي للسيطرة للسوق والتجارة والاستثمار بأنواعه. [٩/‏١ ٣:٤٤ م] Roduan Eltayeb: في نهاية هذا الجزء يتحدث الكاتب عن ادخال الاتراك بعد غزوهم للسودان لنظام الجهادية في الجيش بحيث اصبح الجيش التركي الجديد مكون من الرقيق. وفي تلك الفترة بدا اتجاه التجار الشماليين للذهاب نحو مناطق الجنوبية من سنار لملء الفراغ بانسحاب الأتراك وذلك بحثاً عن الذهب بتشجيع من الأتراك الذين فشلوا في الحصول على الكميات الكبيرة من الذهب التي كانوا يتوقعونها. زادت هجرة المواطنين من الشمال بعد ادخال الأتراك لأساليب انتاج جديدة في مناطق الشمال المروية. وزادت وتيرة هجرة التجار الشماليين(الجلابة) للجنوب بتقديم الحكومة التركية الحماية للتجار الشماليين وإنشاء المحاكم الشرعية وسوق للرقيق والبضائع الواردة من جنوب سنار. يتحدث الجزء الأخير عن تغلغل الجلابة الشماليين في الجنوب وكذلك في المناطق الجنوبية الشرقية لسنار. الجزء الثالث: الى النار يتحدث هذا الجزاء عن حقبة الهمج التي يصفها بانها كانت فترة دموية و بالغة التعقيد ومتسمة بالصراع للاستيلاء على السلطة . كما يتناول يتحدث هذا الجزء سيرة ابولكيلك وشخصيته وكيفية امساكه بزمام الامور لمصلحة الهمج وأن عهده شهد تحولات عميقة في بنية الدولة خاصة من خلال اعتماده على رجال الدين ضد طبقة النبلاء الفترة التي اعقبت موت ابو لكيلك قائد الانقلاب وموت عدلان بدأت السلطة في التفكك بخروج الاقاليم على المركز. بدأت سلطة الهمج في التحلل ابتداء من 1803 الى 1809 من خلال الصراعات على السلطة واصبحت القيادة الفعلية في يد قادة فرق الفرسان العبيد. احتشد هذا الجزء بتفاصيل تمرد الطامعين في السلطة المركزية والنزاعات القبلية خلال السنوات الاخيرة من القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر كما شهد نزوع الاقاليم والقبائل للاستقلال عن السلطة المركزية إلى حين غزو الأتراك للبلاد. خلفية موجزة عن الكتاب 1- يُعتَبَر كتاب (عصر البطولة في سنار)، من الكتب القليلة التي تناولت تاريخ الفونج بكثير من الإحاطة والشمول والعمق، حيث بذل الكاتب جهدا مقدرا في جمع مادة الكتاب من مصادر متعددة ومتنوعة والتي تعود بشكل رئيسي إلى كتابات الرحالة أو الإداريين الاجانب وكذلك للمصادر المحلية مثل مخطوطة كاتب الشونة وكتاب طبقات ود ضيف الله. بالتالي فقد جاءت مادة الكتاب دسمة ومكتنزة بالمعلومات، بالإضافة إلى أن الكتاب اتصف بتعدد مستويات التناول والتحليل، مما يجعل كثير من الاستنتاجات التي توصل إليها المؤلف مثيرة للتفكير، ولربما مثيرة للجدل كذلك. في اعتقادي إن كتاب (عصر البطولة في سنار) لا غنى عنه لأي دارسٍ، أو قارئٍ ومتابعٍ لتاريخ دولة سنار. لابد هنا من الإشارة إلى أن احتشاد الكتاب بالمعلومات الثرة والمتنوعة قد أثر إلى حدٍ ما في تنظيم الكتاب حيث أن العناوين الرئيسية لا تدل أحيانا بشكل دقيق على محتوى المعلومات التي تندرج تحته، بالتالي قد يجد القارئ (خاصة المتعجِّل أو غير المتخصص) صعوبة في المتابعة وربط الأحداث ببعضها. 2- الكاتب لم ينظر إلى الحكم السناري باعتباره حقبة زمنية واحدة، كما فعل كثير من سابقيه، ولكنه تناوله فترة الحكم السناري باعتبارها عهدين مختلفين وهما عهدي حكم الفونج و كم الهمج. وقد ساعد هذا التمييز في التعرف على سمات كل مرحلة وعلى فهم الديناميات والظروف التي أثّرت على كل منهما. 3- تبَنَّىَ المؤلف في تحليله المنهج الاقتصادي للكشف عن تغلغل الرأسمالية والطابع البرجوازي في الحكم والإدارة سيّما في المرحلة الثانية من حكم الدولة السنارية باعتبارها العوامل التي أثرت على مختلف جوانب الحياة في عهد حكم الهمج والتي كانت السبب غير المباشر في إضعاف حكمهم. د. محمد عبدالله الحسين mohabd505@gmail.com
498 .2 K
رفع العقوبات عن السودان مخاطرة لا مهرب منها

رفع العقوبات عن السودان مخاطرة لا مهرب منها

رفع العقوبات عن السودان: مخاطرة لا مهرب منها (2018) عبد الله علي إبراهيم (صار رفع العقوبات الأمريكية ومتعلقاته شاغلاً سياسياً وفكرياً كما ترون. وكنت كتبت مقالين عن المسألة في "الجزيرة نت" أعيد نشرهما لصالح من يريد أن يقف على خلفيات ما نحن فيه من هم وطني). متى نظر الوطني السوداني في خطاب العقوبات الأمريكية على السودان، التي سيقرر رفعها جزئياً ابتداء من 12 كتوبر الجاري، أصابه الهوان والسقم معاً. فالهوان لأن هذه العقوبات التي تكبدها السودان (بغض النظر عمن كان السبب) جعلته في قول أهله "جضماً (صفحة الوجه) مَعَّلم على الصفق". فلم يمر رئيس على أمريكا منذ رونالد ريغان لم يصفق السودان بعقوبة سوى الرئيس بوش الشيخ وأوباما. وحتى مع اقتراب موعد الرفع الجزئي للعقوبات القديمة وجد السودان نفسه مرشحاً للمزيد منها بعد وضع أمريكا له في القائمة السوداء لتقاعسه في مكافحة عمليات الاتجار في البشر. بل ويتهدده الآن أن يوضع ضمن لائحة استهداف الأطفال في اليمن كطرف في التحالف العربي مع السعودية والأمارات. أما عن إصابة الوطني السوداني بالسأم فلأن هذه العقوبات شكلت، بتواترها وغربة مصدرها ولغته، سودان العقود الأخيرة بدون أن نعرف إن كانت أمريكا قد تأكدت من أن تلك العقوبات ستنجح في تحقيق أغراضها منها. وحق السؤال هنا: وأغراض من هي؟ هل هي للحكومة الأمريكية، أم للكونغرس، أم للوبي حقوق الإنسان؟ فبينما اتفق لمنظمة الأزمات الدولية أن المقاطعة الاقتصادية لم تف بالغرض نجد طائفة غزيرة في الكونغرس ومنظمة كفاية ما تزال تعتقد بأن رفع العقوبات سابق لأوانه حتى تحقق الحكومة السودانية أغراضاً لهم. فتورط السودان في هذه الخصومة الأمريكية مدعاة للسآمة لأنك لن تعرف، حتى لو أردت، متى أحسنت. تعود المقاطعة الأمريكية للسودان إلى عهد الرئيس ريقان ثم تفاقمت في عهد دولة الإنقاذ (1989). فحَرم ريغان السودان في 1984 و1988 من العون الاقتصادي الثنائي لأنه لم يمتثل للإصلاحات الاقتصادية التي وصى بها البنك الدولي. ثم اطردت المقاطعة في عهد الإنقاذ. بدأت بعقوبات عاجلة لمجرد انقلاب الإنقاذيين على نظام ديمقراطي حسب قانون أمريكي يجرم مثل هذا الفعل. ثم وضعت الخارجية الأمريكية السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب في 1997 لإيوائه أسامة بن لادن. ووصف القرار التنفيذي تحت كلينتون يومها السودان ب"المهدد الاستثنائي لأمن أمريكا وسياستها الخارجية" لفظاظته في حرب الجنوب. وجرّت عليه نفس الحرب ويلات قانون السودان (2002) الصادر عن الكونغرس. ودفعت فداحة حرب الجنوب، وتفجر الوضع في دارفور، الذي وصفت الإدارة الأمريكية اخماده بواسطة الحكومة بالإبادة الجماعية، لإصدار قرارين تنفيذيين في 2006 بحق حكومة السودان وطائفة من موظفي الدولة السودانية، وقادة "متمردي" الجنوب. ناهيك عن عقوبات الأمم المتحدة على السودان الموحية أمريكياً، في 2006 و2009 واتهام الرئيس البشير بواسطة المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور. وشملت هذه العقوبات الأمريكية حجب السودان عن قروض المؤسسات الدولية، وعن السوق الأمريكي، وتجميد أصول الحكومة المالية في أمريكا، ومنعها من حق التملك بها. بدأ التلويح بجزرة رفع العقوبات للسودان بعد إعمال طويل للعصا عليه في 2011 في سياق حفزه للتعاطي الإيجابي مع استفتاء جنوب السودان الذي قضت به اتفاقية السلام الشامل بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان (2005). وجرى الاستفتاء بسلام إلا من تطورين. أولهما تسوئة العلاقات بين السودان ودولة الجنوب الجديدة. وثانيهما اندلاع الحرب في ما عرف ب"المنطقتين" وهما جبال النوبة في وسط غرب البلاد، والنيل الأزرق في شرقي وسط البلاد. والمنطقتان ذات ارتباط سياسي وثيق بالحركة السياسية في الجنوب. وبنتيجة هذين التطورين السلبيين امتنعت أمريكا عن رفع المقاطعة حتى دعا داعي حرب الإرهاب الإدارة الأمريكية في 2015 لتبتدر مفاوضات أخرى مع السودان لرفع العقوبات. وتواضعا في 2016 على خارطة طريق ترفع بها أمريكا العقوبات عن السودان متى التزم بحرف الخارطة. وشملت الخارطة أجندة خمسة عرفت ب"المسارات" التزم السودان بأن يحسن أداءه فيها لنيل مراده. والمسارات هي: 1- التعاون الوثيق مع أمريكا لحرب الإرهاب 2- توافر السودان على تأمين وصول المساعدات الإنسانية لبقاع سودانية. 3- تأمين الاستقرار والسلم في النطاق الإقليمي بالامتناع عن أ- دعم "المتمردين" على حكومة جنوب السودان ب- التوقف عن دعم جيش الرب الأوغندي. 5- ووقف الحرب في مناطق النزاعات في دارفور والمنطقتين. وبعد استعراض لأداء السودان في هذه المسارات قرر الرئيس أوباما، عند عتبه الخروج من البيت الأبيض في 17 يناير 2017، الرفع الجزئي المؤقت للعقوبات عن السودان، الذي متى استكمل جوانب نقص مأخوذة عليه، حصل على رفع كامل لها في يوليو 2017. وجاء يوليو غير أن إدارة ترمب تذرعت بجدتها في دست الحكم فأرجأت البت حول استدامة رفع العقوبات إلى ستة شهور أخرى. هذه خلفيات للقرار الصادر في 5 أكتوبر 2018 من وزارة الخارجية برفع العقوبات الاقتصادية عن السودان لتَحَسُن أدائه في المسارات الخمسة المذكورة. وإذا أردنا أن نعطي درجة لنجاح السودان في امتحانه في بيان وزارة الخارجية لقدرناه ب -c أي (سي ماينس) مما يسميه الأمريكيون ب"الدرجة اللئيمة" بمعنى أن تُنّجح من اضطرك إلى ذلك اضطرارا. وعليه احتفظت أمريكا لنفسها ما يزال بعقوبات للضغط على السودان لمزيد من ترقية أدائه. ومن ذلك احتفاظها بالأمر التنفيذي لعام 2006 الذي قضى بتجميد أموال كل من تورط من الحكومة والحركات المسلحة بالاسم في تسوئة الوضع بدارفور، أو أعانه بالمال والسلاح. وسيبقى السودان كذلك على قائمة الدول الراعية للإرهاب مما سيقيد استفادته من الاستثمار فيه. وقال أحدهم إن في بقاء السودان في قائمة الإرهاب بعد بذله المشهود (والمتهافت في رواية أخرى) للتعاون الوثيق في هذه الجبهة مع أمريكا منذ 2001 نوع من الدجل. ومن مظاهر الدرجة اللئيمة التي حصل عليها السودان أن من قررها من الرؤساء استعار منها. فسأل الصحفي كمال عباس لماذا فرضت أمريكا العقوبات بقرار تنفيذي ثم رفعتها ببيان من وزارة الخارجية. فلا يبدو أن أياً من الرؤساء، الذين اضطروا إلى رفع جزئي ومشروط للعقوبات عن السودان، يريد أن يُرى يفعل ذلك. فالرئيس أوباما أعطى الإذن برفع العقوبات وهو على عتبة مبارحة البيت الأبيض. وهو توقيت رئاسي يعفو فيه الرئيس المغادر عن مساجين اصطفاهم حباً وكرامة. وبدا أن الخارجية كما رأينا هي التي أعفت الرئيس ترمب من المشقة. وسبب تواري الرئيسين المشاهد عن إعلان نتيجة إلغاء العقوبات على السودان هو أن ثمة مصححاً خارجياً بالمرصاد لهم هو اللوبيات المختلفة حول السودان. وكانت هذه اللوبيات قد اختطفت علاقة السودان بأمريكا فجردتها من كل مغز سياسي وجعلتها قميص عثمان إنسانياً. وترفض من عتوها الإنساني هذا حتى استحقاق السودان للجلوس لامتحان البراءة. ولما بدا لها أن ترمب ربما جنح جنوح أوباما أمسكت به من يده التي توجعه وهي استظهاره بالمحافظين المتدينين. فركزت على خرق السودان للحقوق الدينية للمسيحيين مستندة على قرار للكونغرس (1998) خول للرئيس الأمريكي اتخاذ ما يراه من خطوات لتأمين الحرية الدينية في العالم. فنشر جون برندرقاست من منظمة "كفاية" مقالة في يو إس آند ورلد ربورت (الثاني من أكتوبر 2018) عليها صورة لكنيسة تجاويف صليبها المنزوع واضحة. وذكّر وزارة الخارجية بأنها هي من قال إن "السودان ضالع في اضطهاد المسيحيين" وأنه الدولة الخامسة في سلم اضطهادهم العالمي حسب تقريرها السنوي عن الحرية الدينية. ولما ناشد أعضاء من الكونغرس الرئيس ترمب ألا يرفع المقاطعة عن السودان طمأنهم أن حرية التعبد للمسيحيين ستكون قيد اعتباره علماً بأن تأمينها ليس ضمن المسارات الخمسة التي أتينا عليها. ربما كان رفع العقوبات الاقتصادية الجزئي عن السودان (حتى بحصوله على الدرجة اللئيمة) هي النصر المؤكد الوحيد للبيروقراطية الأمريكية على الرئيس ترمب. فقل من ظن أنه سيقبل برأي طاقم الخارجية والأمن لمجيئه للرئاسة فوق موجة تدين محافظة كبيرة ترعرع أهلها لعقود في الدفاع عن مسيحيي السودان ضد اضطهاد حكومته الإسلامية، صح أو لم يصح. ولما لم يعترض في الواضح قيل لأنه غير مشغول بأفريقيا فتركها لمن هم دونه بكثير ليركز على إيران وكوريا الشمالية. فلم يتفق له أن يجعل من السودان موضوعاً لصناعة الدول بنشر الديمقراطية كما يريد لوبي حقوق الإنسان. فليس صنع الدول من عقائده كما أكد مراراً. ولكن ترمب لا يرسى على بر من عقائده. ففي يوم رفع العقوبات عن السودان كان يخطب في جمهرة من أصول إسبانية يعدهم بتحرير كوبا وفنزويلا من شرور الاشتراكية. طالت العقوبات الأمريكية واستطالت (وستطول جزئياً) حتى صارت من أهم حقائق الحكم والمعارضة في السودان. فالحكومة تتذرع بها لتغطية محنتها الاقتصادية بينما سعت المعارضة لاستثمارها لتضعيف الحكومة حتى القضاء عليها. ووجدت في تقرير أخير لمنظمة الأزمات العالمية كلمة مثلى تخرجنا من عوارنا السياسي المشاهد. فشدد التقرير على وجوب أن تأخذ أمريكا التقدم الذي أحرزه السودان في المسارات الخمسة بعين الاعتبار. فلو تغاضت عنه تنصلت الخرطوم، واعتزلت أمريكا، فيضعف التأثير عليها. وستستبدل طاقم الحكومة البرقماتي الحاضر طغمة متطرفة تتبنى خطة مسلحة نهائية للقضاء على الحركات المسلحة التي دب الوهن إليها. وزكت المنظمة رفع العقوبات كمخاطرة لا بد من الخوض فيها مع إبقاء سيف العقوبات الأخرى مصلتاً على الحكومة.
448 .2 K
FUCK OFF : إختلاف أسعار الأدوية بين بعض الصيدليات

FUCK OFF : إختلاف أسعار الأدوية بين بعض الصيدليات

FUCK OFF :) سروتونين | إختلاف أسعار الأدوية بين بعض الصيدليات راوية الزين _ مدون منظمة الصيادلة السودانيين ثمن الصحة، أهو دواء أم سلعة؟ العلاج أحد حقوق الإنسان، و لكنه أصبح كالكنز الثمين الذي يصعب الحصول عليه، و إن وُجد فليس من السهل التحصل عليه، إن استطعت اخذته و إن لم تستطع عدت بخفّي حنين. ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تعدد اسعار الأدوية بين بعض الصيدليات المختلفة، مع العلم بأن الدواء ذاته نجده بسعر في إحدى الصيدليات، و بسعر يختلف تماماً عن الذي سبقه في صيدليات أخرى، ناهيك عن الإرتفاع المبالغ فيه في السعر نفسه. دوامات لا متناهية من الأرقام تجعلك تتساءل: يا ترى هل سأتمكن من تحمل ثمنه؟ هذه الزيادات ليست فقط في الأدوية، بل و أيضاً في بعض المستحضرات و الأجهزة الطبية المتوفرة في الصيدليات. يعزي البعض هذه الزيادات و هذا التفاوت في الأسعار المبالغ فيهما إلى أسباب واهية في الحقيقة و لا مجال لها من الإقناع، فمثلاً يقول البعض أن السبب في ذلك هو موقع الصيدلية و دخلها القليل، او كما نسمه نحن الصيادلة بالإيراد اليومي، و قد يقول البعض الآخر ان السبب هو حجم الصيدلية ذاتها و ما تكلفه من كهرباء و غيرها، ولكن تلك ليست بالعوامل التي تقود الأفراد، كأصحاب الصيدليات مثلاً، إلى زيادات عظمى في سعر الدواء و تفاوته. نواجه نحن، الصيادلة العاملون بقطاع صيدليات المجتمع، الكثير من الإنتقادات و التضجر من قبل المرضى و متلقي العلاج، ظنّاً منهم بأن هذه الزيادات، و دعوني أُسمّها الغير منطقية، هي من قبلنا نحن و أن لنا يد فيها، حيث تتردد على مسامعنا عبارات مثل: "لم سعر دواءكم غالٍ إلى هذه الدرجة؟" و "هذا ظلم منكم ارحمونا قليلاً" و غيرها، و لكن اعذرونا يا شعبنا الغالي فليس لنا باليد حيلة، بل نحن في حيرة من أمرنا كما أنتم، فالسبب الرئيسي هو اصحاب بعض الصيدليات، و التقصير الأكبر و الأهم من هيئة الرقابة المعنية بوضع حدود و لوائح تحكم تسعيرة الدواء و المتابعة الدورية لها. و لكن هيهات هيهات، أصبح الدواء الآن مجرد سلعة، يتنافس بها البعض و يستعرض عضلاته لتحصيل ربحٍ أكبر. ليس بالضرورة أن يكون الربح هائلاً، كلا، فهو علاج ينقذ الحياة. دعوا قلوبكم تلين فقد يعاني شخص في هذه اللحظة بسبب تلك الكارثة. أرجو المعذرة، قد يكون وقع أحرف كلماتي قاسياً على البعض، و لكني لا أهاجم جهة معينة على وجه الخصوص،بل أرجو من أعماق قلبي أن تقوم الجهات المعنية بالنظر في هذا الخوصو و عدم الإغفال عنه. و دمتم سالمين.
373 .2 K
الكنداكة التى هزمت الاسكندر الاكبر - الجزء الثاني

الكنداكة التى هزمت الاسكندر الاكبر - الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم الكنداكة التى هزمت الاسكندر الاكبر دون ان تخوض معركة_ مواصلة حين وقع الامير ابن الكنداكة امانى ريناس فى قبضة الاسكندر عن طريق الصدفة قرر ان يستفيد من هذا الحدث الفريد فى حربه ضد الكنداكه وظل يفكر طوال الليل فى خطة بارعة وحيلة ذكية فقد كان الاسكندر شديد الذكاء داهية اضافة لشجاعته وبسالته مما ساعد كثيرا فى انتصاراته فى حروبه التى خاضها واستطاع ان يقتل اعظم واقوى الملوك فى زمانه ويستولى على ممالكهم لذا فقد كان واثقا من انتصاره فى تلك الحرب مع الكنداكة ملكة مملكة كوش عند الصباح دعا الاسكندر كبير قواده ( بطليموس ) لمقابلته من قبل ان يقابل الامير وامره ان يتنكرا ويتبادلا الادوار على ان يمثل كل منهما دور الاخر عند مقابلة الامير ومن ثم امر بادخال الامير المأسور وفعلا انطلت الحيلة على الامير وقدم اعتذاره واحترامه لبطليموس المتنكر فى زى الاسكندر واعتذر الامير لبطليموس لانه لم يقابله بالاحترام الذى يستحقه عندما قابله فى اليوم السابق لانه لم يكن يعرف بانه الاسكندر ملك الاغريق فواصل بطليموس دور الاسكندر واخبره بانه كان يقصد ذلك حتى يتبسط معه فى الحديث ولايصاب بالرهبة وطمأنه بان للملوك حصانة لدى بعضهم حتى وان كانوا على حافة الحرب وامر باعادته سالما مكرما ووعد بان ياخذ له حقه كاملا من قطاع الطرق ووعد بتأديبهم واسترداد زوجته منهم وسائر ما اخذوه منه ثم التفت الى قواده الواقفين حول عرشه واخبرهم بانه يريد انتداب احدهم لهذه المهمة الجليلة وعندها قال الاسكندر المتنكر فى هيئة القواد ( أنا لها يامولاى واستميحك فى ان تأذن لى بان اختار بنفسى ألف فارس من أكفأ جنود الاغريق وكان فى قرارة نفسه يريد ان يدخل بهم مدينة الكنداكة ومن ثم يستولى عليها من الداخل على حين غرة وكانت تلك الخطة البارعة والتى استفاد من وقوع الامير ابن الكنداكة امانى ريناس فى قبضته فى حبكها وتنفيذها سار الاسكندر بجيشه المكون من ألف من أكفا جنود الاغريق ومعه الامير فى ملاحقة الخوارج اولا فهربوا من امامه تاركين زوجة الامير وكل ما نهبوه ومن ثم توجه حتى دخل بهم لمدينة الكنداكة حيث كانت تضرب معسكرها استعدادا لحربه وجاءت البشارة بخلاص الامير وعودته سالما لامه الكنداكة امانى ريناس فخرجت هى وجميع الامراء واكابر دولتها وسائر قومها لملاقاة الامير فرحا بقدومه سالما واقيمت الاحتفالات وضربت الطبول والاسكندر متنكر بينهم لايشعر به أحد واكرمت الكنداكة الاسكندر وشكرت له صنيعه وبطولته ووعدت بمكافأة قيمة فى صباح الغد ثم امرت بانزاله هو وجنوده فى منازل الضيافة وبالغت فى اكرامهم وفى صبيحة اليوم الثانى ارتدت الكنداكة امانى ريناس افخم الملابس الملكية ووضعت التاج على رأسها وجلست على عرشها ومن حولها الامراء واكابر دولتها وجميع حاشيتها ثم امرت باحضار القائد الاغريقى لتقابله مقابلة رسمية وتشكر له صنيعه وماكاد الاسكندر يرى الكنداكة بكامل فخامتها حتى راعه جلالها ووقارها حيث ذكرته بامه الملكة ( هيلين ) حيث كان محبا لوالدته فلم يتمالك نفسه فبكى عندها امرت الملكة بانصراف الجميع عدا الاسكندر وامرت بغلق الابواب ثم بادرته قائلة ( ايها الاسكندر الاكبر...انا كنداكة ) فخفق قلبه وتمالك نفسه قائلا ( مولاتى لست انا الاسكندر وانما انا عبد من عبيده وقائدا من قواده) فضحكت الكنداكة من أعماقها ضحكا متواصلا مما جعله يسألها فى أدب جم عن سر ذلك الضحك لتخرج له صورة طبق الاصل منه لتخبره بانها قد اكتشفت امره منذ الوهلة الاولى واخبرته بانه الان فى قبضتها وتحت يدها وطوع تصرفها وهى امرأة كنداكة ملكة مملكة كوش بالرغم من انه قاتل ( دارا ) العظيم وفاتح فارس وقاتل ( فور) القوى وفاتح الهند ومالك الدنيا من مشرقها الى مغربها واخبرته بانها درست امره وتابعت مواقفه وطريقة تخطيطه واعجبت جدا بذكائه فقد عرفت انه يضع مكيدة وتدبير فى كل حرب خاضها فيركن الى الحيلة فى كسب النصر من قبل المخاطرة بدفع الجنود الى ميدان القتال فيخرج منتصرا من معاركه والفضل يعود لذكائه ودهائه واخبرته بانها تمنت منازلته فى ميادين التخطيط وسياسة الحرب فزينت لابنها الامير الخروج للصيد مع زوجته وحاشيته ومن ثم اتفقت مع قطاع الطرق على ان يأسروه ويذهبوا به الى مصر ويعرضوه حتى يتعرف اليهم جنودك ومن قبل ذلك ارسلت من يرسم صورة طبق الاصل منك حتى اتعرف اليك عندما تأتى الى بقدميك عندها تفاجأ الاسكندر من دهائها وبراعة تدبيرها وذهل من ذكائها إذ لم يهزم ملك قبلها تدبيره وحيلته وخططه لتقطع حبل افكاره قائلة ( ساعطيك الحرية والامان بشرط واحد ) ليرد عليها الاسكندر ( انت الرأس المتوج الوحيد الذى غلبنى فى الدهاء فهاتى شرطك ) فطلبت الكنداكة ان يكتب عهدا يقر فيه بسيادتها على كامل أرض المعدن النفيس الواقعة فى الشمال من مملكتها فقبل الاسكندر وكتب العهد للكنداكة الملكة امانى ريناس ورجع مع جنوده وهكذا انتصرت الملكة الكنداكة امانى ريناس دون ان تخوض حربا.
369 .2 K

الاعلى مشاهدة

المنح التركية_2020

أعلنت إدارة المنحة التركية إفتتاح التقديم للعام 2020م بتاريخ 10-01-2020 عبر الموقع الرسمي للمنحة على الإنترنت، حيث يقدم له سنوياً ١٠٠الف طالب حول العالم، وينتهي التسجيل في 20-02-2020 لجميع المستويات الأكاديمية ( بكالوريوس، ماجستير ، دكتوراه ) مميزات المنحة التركية تتميز المنحة بأنها ممولة بالكامل وتغطي كافة التكاليف من أقساط الجامعة إلى بدل سكن وتأمين صحي، وتغطية تكاليف السفر والفيزا للمتقدمين من خارج تركيا، بالإضافة إلى راتب شهري. المعاش الشهري البكالوريوس 700 ليرة تركي الماجستير 950 ليرة تركي الدكتوراة 1400 ليرة تركي البحوث 3000 ليرة تركي شرط العمر: البكالريوس من تاريخ 01-01-1999( اقل من 21 سنة) الماجستير من تاريخ 01-01-1990( اقل من 30 سنة) الدكتوراة من تاريخ 01-01-1985( اقل من 35 سنة) البحوث من تاريخ01-01-1975 ( أقل من 45 سنة) مميزات المنحة يحصل الطالب المقبول في المنحة على تذاكر سفر مدفوعة من قبل الدولة من البلد الذي يقيم فيه إلى تركيا ومن تركيا إلى بلده بعد إنتهاء الدراسة بشكل نهائي. يحصل الطالب على إقامة طالب طول مدة الدراسة مدفوعة من قبل الدولة. توفر الدولة للطالب السكن المجاني طول فترة الدراسة مع مصاريف السكن. تقدم الدولة للطالب تأمين صحي مجاني طول فترة الدراسة. يحصل الطلاب المقبولين فى المنحة على سنة كاملة لدراسة اللغة التركية دون أي رسوم، مع العلم أن الطلاب الملتحقين بالدراسة بلغة أخرى ( غير اللغة التركية ) يتوجب عليهم حضور السنة الكاملة لتعلم اللغة التركية أيضاً، وسيحصل الطلاب المقبولين فى المنحة على بطاقة تمنحهم حق التنقل، بسعر مدعوم من الدولة مخفض جدا . الأوراق المطلوبة : شهادة المؤهل التعليمي: شهادة الثانوية للمتقدمين للبكالوريوس, أو شهادة الجامعة للمتقدمين للماجستير, أو شهادة الجامعة والماجستير للمتقدمين للدكتوراه. في حال لم تكن شهادة التخرج جاهزة أو تبقى على تخرج المتقدم عدة أشهر, فيمكن تقديم إفادة رسمية مختومة تفيد بذلك ترفع إلى الموقع عوضًا عًن شهادة التخرج. كشف الدرجات التعليمي يوضح درجات الطالب في المواد بالنسبة لخرجيي الثانوية هو نفسه شهادة الثانوية، وبالنسبه لخرجيي الجامعة والماجستير فهو الكشف التفصيلي لدرجات المواد خلال سنوات الدراسة. رسالة توصية واحدة أو اكثر من مدرس أو مدير في العمل أو من مؤسسة، وترفع رسالة التوصية إلى الموقع بالإضافة إلى ضرورة إدخال البريد الإلكتروني للشخص الكاتب للتوصية, حيث ستصل إليه رسالة تطلب منه التأكيد بأنه الشخص الذي قام بكتابة التوصية . وثيقة إثبات هوية كجواز سفر أو بطاقة شخصية أو شهادة ميلاد أو رقم جلوس. صورة شخصية حديثة واضحة. ترجمة كافة الأوراق ( بعد تلقي رسالة القبول وتحديد موعد المقابلة ) وثائق مطلوبة لبعض الجامعات أو التخصصات فقط 1) شهادة امتحان معتمد للغة الإنجليزية, في حال كانت الجامعة التي تم اختيارها تطلب شهادة اللغة الشهادات المعتمدة هي شهادة التوفل TOEFL تكن شهادة اللغة متوفرة اثناء التقديم, فيجب تجهيزها حتى موعد المقابلة. 2 ) شهادة امتحان كفاءة أو مهارات معتمد, في حال كانت الجامعة التي تم اختيارها تتطلب ذلك. تطلب هذه الشهادة GMAT أو GRE وفي الغالب للطلاب المتقدمين للدراسات العليا, كشهادة امتحان، في حال كانت الشهادة المطلوبة غير متوفرة أثناء فترة التقديم, فيجب تجهيزها حتى موعد المقابلة. شهادات خبرة في أعمال سابقة انتظم فيها المتقدم. شهادات مشاركة في دورات تدريب أو تأهيل أو ندوات. شهادات تكريم في أي مجال . شهادات مشاركة في أنشطة تطوعية خدمية . أي شهادة أو وثيقة أو جائزة أخرى حصل عليها المتقدم سوى في المدرسة أو العمل . المعدلات المطلوبة درجة البكالوريوس: يجب أن لا يقل المجموع عن 70% يجب ان لا يقل مجموع الطلاب الراغبين في دراسة الطب عن 90% درجة الماجستير والدكتوراه:% يجب ان لا يقل المجموع عن 75% للتقديم اضغط هنا : https://tbbs.turkiyeburslari.gov.tr/ ملحوظة : بإمكانكم إستخدام الرابط في الأعلى للتقديم للمنحة.

152 .13 K

الثورة السودانية ومعنى الكرامة

الثورة السودانية ومعنى الكرامة حسان الناصر باحث بمعهد الدوحة للدراسات العليا – علم الإجتماع والأنثربولوجيا مقدمة يبدو أن الربيع العربي الذي إنطلقت شرارته من تونس( بثورة الياسمين ) ما زالت إمتداداته مشتعلة حتى يومنا هذا ، لم تنضب بعد ينابيع الحرية التي إنطلقت أصواتها في أرياف تونس ومدنها ، وها نحن مرة أخرى نشهد فجراً جديداً من فصول الكرامة و الحرية التي تشهدها المنطقة بثورة سودانية من أرض النيلين ، وهو دليل على تعافي الشعوب العربية من براثن الخوف وتحطيم قلاع الشمولية . فالثورة السودانية التي تفجرت من أريافه البعيدة و شهدت مشاركة واسعة لأطياف المجتمع التي كانت بعيدة كل البعد عن مسرح الحياة السياسية وتمثل ذلك في طبيعة الحراك الذي إمتدت طوال عشرة أشهر لنشهد سقوط النظام البشير في الحادي عشر من أبريل بعد أن وصلت المشاركة الشعبية أوجها ، بوصول الثوار الى ساحة القيادة العامة مما جعل الجيش ينحاز الى خيار الشعب ، في تقاليد ليست بجديدة على القوات المسلحة السودانية وإن كانت ظروفه وعوامله مختلفة هذه المرة وموازين القوى فيه متبدلة ومتغيرة عن الانحياز الذي حدث في ثورة 1985 م التي إنحاز فيها الجيش لخيار الجماهير التي خرجت في وجه نظام المشير جعفر نميري ومن قبلها أيضا ثورة أكتوبر من العام 1964 م والتي أذعن فيها الفريق عبود لخيار الشعب ، لذلك من الصعب اللولوج الى مسارات هذه الثورة من مدخل معين ومن تعاريف محددة . بصفتي باحثاً في العلوم الاجتماعية فمن الصعب على الأكاديمي أن يضع تعريفات معينة ومحددة للثورة و عوامل انطلاقها وتراكماتها وماحدث فيها والحجرعليها مغبشا بذلك الواقع ، وإنما عليه طرح الأسئلة و التوسع فيها ، هي مهمة الباحث التي أرى أن تكون نصب عينه لا قولبة المفاهيم ومحاولة تركيب الواقع داخلها ، بهذا تكون الظاهرة هي مركز البحث لا ذاتية الباحث أو توجهات إنها عملية تحرر كاملة وهو ما أحاول جاهدا فعله في هذه الورقة ، فمهمتي التي سأقوم بها هي ليست معالجة وإنما كشف وإستقصاء لمفهوم الكرامة وتجلياته في الثورة السودانية ، مستعرضا بذلك المجتمع السوداني وطبيعة تركيبه الاجتماعية ومن ثم فحص الثورة و الفاعلين فيها ومقاربات أضعها بين الثورة السودانية و غيرها من الثورات التي إنطلقت وسميت بالربيع العربي . لصعوبة ضبط مفهوم الثورة ، فإنني أستخدم عوضا عنه مفهوم ( المسار الثوري ) ، فالثورة إن تناولنا مفهومها نجد أن لكل منهج أو أيدولوجيا تعريف مختلف عن الآخر حسب قواعد المنهج و تأطيراته النظرية ، مما يغيب شئ من الواقع ويخفي أشياء قد تكون مهمة ومركزية من ناحية أخرى لذلك ليست الفكرة بإنتصار للمفهوم وهل هي ثورة أم لا؟ وإنما هو محاولة للإنفتاح إتجاه تشكلات مختلفة للثورة وخصوصا في بلد متنوع ومتعدد مثل السودان إختلفت فيه أشكال التعبير السلمي عن الثورة ، وأصبحت كل مدينة من مدنه التي إنتفضت لها طريقتها الخاصة في التعبير وشكل ( مسار ثوري ) مختلف بدرجات متفاوتة عن بقية المدن . إذن (فالمساور الثوري ) هو الشكل الذي إتخذه الفاعلون في التعبيرعن مناهضتهم للظلم و القهر ، وعبروا به عن رفضهم للنظام الحاكم (نظام الإنقاذ) وممارساته إتجاه المجتمعات السودانية المتعددة ، بالاضافة الى هذا يشمل المسار الثوري التشكلات الاجتماعية و الأدوات التي إستخدمها الفاعلون في الحراك لمواجهة القمع وسوء المعاملة ، وبالتأكيد يشمل المسار الثوري أيضا الشعارات التي رفعت منذ بداية الثورة ، ومنها يمكن أن ننظر الى الثورة كما ينظر الباحثون الجيلوجيون الى مقياس رختر ليس هناك لحظة معينة لها وإنما هى ذبذبات متواصلة تنقطع حينا وتختفي حينا وتتواصل أحيانا ، وهو ما ذهب اليه فؤاد طرابلسي في كتابه ثورات بلا ثوار " أن الثورات العربية هي سلسلة الإنتفاضات الشعبية غير المتوقعة و العفوية إلى أبعد حد " ويذهب أيضا مولدي الأحمر في كتاباته حول الثورة التونسية هذا المنحى أيضا ، "ليس هناك مفهوم واحد للثورة بل عدة مفاهيم، و هي تختلف بحسب طبيعة الظاهرة و سياقها و أهدافها و إطارها الزمني و محيطها الثقافي وبحسب المعنى الذي يعطيه لها أصحابها أو حتى من يتكلم عنها. فالثورة بمعناها الاجتماعي تتجاوز بكثير الأحداث المؤطرة في زمان و مكان محددين" إذن إن هذا المفهوم (المساري الثوري ) ليس بشئ أبتدعه بالمنحى الذي سلكه العديد من الباحثيين لفهم طبيعة الثورات العربية والثورات التي تدور رحاها في المنطقة عموما . وقد يكون إستخدام هذا المفهوم وفقا لطبيعة الفاعلين في الثورة ، فهم ليسوا جحافل العمال الذين خرجوا من مصانع وبيوت البلوتاريا أو تلك النخبة التي خرجت من المؤسسات السياسية و الأكاديمية توزع المنشورات في الطرقات وتهتف إن كان لها دورا في الحراك. إلا أننا يصعب علينا تسمية الفاعليين بصورة مطلقة ونقول أن هذه هي الجهة التي قامت على أكتافها الثورة وهي ميزة هذه الثورات التي كان الفاعل فيها هو من خارج تلك الحدود التي كانت السلطة تلتفت إليهم كلما إرتفعت أصوات الشارع بالرفض و المناهضة . من هم الفاعلون الجدد ؟ يظهر جليا من خلال حركة المسار الثوري منذ إندلاع الحراك في ديسمبر من العام 2018م أن طبيعة هذه الثورة مختلفة عن الثورات السابقة في السودان هذا الإختلاف يكمن في طبيعة الفئات التي شاركت في الثورة وفي صنع أحداثها ، فإندلاع أول حراك حدث خارج حدود العاصمة ، تلك المساحة التي شكلت الوعي السياسي منذ الحركة الوطنية وما تلته من ثورات ، حتى اخر حراك سياسي حدث في عام 2013م في إنتفاضة سبتمبر ، بالاضافة الى إنتقال الثورة مدن السودان المختلفة قبل وصولها للخرطوم ، فالمسار الثوري قد إتخذ منحا مختلفا منذ بدايته بالاضافة الى أن الحراك في الأقاليم حطم من رمزية السلطة بعد أن قام الثوار (الفاعليين ) بحرق دور المؤتمر الوطني ، وإقتحام مراكز جهاز الأمن كسرت بذلك رمزية السلطة وأعلن الفاعلون الجدد هذه المرة سقوط نظام المؤتمر الوطني (الحزب الحاكم ) ، ويظهر لنا أن هؤلاء الفاعلون هم الفئات التي كانت بعيدة عن الساحة السياسية ، من طلاب وشباب عاطل عن العمل ،بالاضافة الى الشابات اللائي شكلن ملاحم بطولية جنبا الى جنب مع رصفاءهن من الشباب فكان لقب (كنداكة ) هي السمة التي وصفن بها ، وهو لقب أحيته الثورة ويطلق على حاكمات الممالك القديمة للسودان ، وكانت هذه الفئة بعيدة كل البعد عن الحراك السياسي . فالحراك السياسي الذي كان يتبناه الساسة هو خيار المهادنة أحيانا في ظل القبضة الأمنية و العسكرية التي كان نظام المؤتمر الوطني يطوق بها الفضاء السياسي ، الأمر الذي دعى بعض الأحزاب السياسية الى طرح سؤال (الانتخابات ) بعد مقاطعتهم للصناديق في الانتخابات الثلاثة السابقة ، وحدث هذا قبل الثورة بأقل من شهر ، إذن ما يمكن قوله أن هؤلاء الفاعليين الجدد تميزوا بأنهم من خارج الأطر السياسية ،بالاضافة الى أنهم من خارج المناطق التي يتراكم فيها الوعي و توجد فيها تشكلات سياسية تسمح لهذه الفئات بالمشاركة السياسية ونمو وعيهم بالمشاكل التي تحيط بهم من جراء ممارسات النظام القهرية و القمعية وإنما كسروا حواجز لم تكن في إدراكهم أو تصورهم السياسي ، بل شكلت لهم المسار الثوري روح تحدي كسروا بها هذه الحواجز ويظهر هذا جليا في إحتفاءهم بالمواكب الثورية التي كانت تخرج من قلب الأحياء الى الشوراع و الطرقات . إذن يبرز السؤال الأساسي الذي يمكن عبره أن نوجد صيغة تكشف لنا وتفحص موقع الفاعلين في الاطار السياسي القديم ، وأقول القديم لأن المسار الثوري قد أعاد ترتيب الخارطة السياسية بدخول فئات جديدة من المجتمع تشكلت عبر طول الحراك الذي عاشه المساري الثوري الذي ما زالت تدور رحاه حتى يومنا هذا . ماهو شكل الاطار السياسي القديم ؟ تمثل الأحزاب السياسية قوام هذا الاطار الذي تدور فيه مجموعة أخرى من السياسين بشقهم المدني و العسكري (الحركات المسلحة) ، وتعتبر جميع الأحزاب السياسية هي إمتداد للحركة الوطنية سواء أكانت أحزاب طائفية أو عقائدية او أحزاب ذات توجه ماركسي ، تمتاز هذه الأحزاب السياسية بالترهل و النمطية بالإضافة الى سيطرة الهياكل العليا على القرارت وعلى تسيير مسار الحزب وشؤونه الداخلية وعلى كافة القرارت الحزبية ، مما جعل الفاعلون الجدد يفقدون ثقتهم في هذه المنظمات االسياسية التي لحقت بالثورة بعد أن إنطلقت . رغم اختلاف الرواة علي تسميتها ومواعيد انطلاقها هو للعديد ممن كانوا يخرجون الي الطرقات مستقبلين القادم من الاحلام بالرصاص والهراوات ليس مهما واعني بأنه ليس مهما في اطار التنازع بالنسبة لهم لانه لن يعني لهم اليوم اي امر مهم كما كان يهم النخبة السياسية القديمة ، فالاختلاف علي الرمزيات والتواريخ لطالما كان ديدن النخبة السياسية في السودان واهتموا بسرد الحدث وكتابته اكثر من صناعته بصورة حقيقية وفاعلة فمثلا اختلاف اليمين واليسار علي الانتفاضتين السابقتين خير مثال وحتي علي رمزية الشهداء ، فتناطح اليمين واليسار علي (القرشي ) كل ينسب انتماءه له ، لذلك اولى الملاحظات التي يمكن ان نقول ساعدت في نجاح هذه الثورة هو ( التجاوز ) والتجاوز الذي انتجته الثورة هنا ليس تجاوز للسياسة وانما تجاوز للنظرية السياسية في السودان والتي اظنها قد ولدت بشكلها الحالي منذ عام 1924 بعد ثورة اللواءالابيض وصعود المهدية الجديدة "علي المسرح السياسي بزعامة عبد الرحمن المهدي الذي أصبح من كبار رجال المال والاعمال وملاك الاراضي بالسودان ، وذلك بحصوله علي المعونات المالية والقروض والمنح فكانت المهدية الجديدة وليدة نفوذ الشخصي وثراءه وقوة شخصيته وامتزج نفوذه القبلي والمالي" وليس عبد الرحمن وحده من دخل بنفوذه الديني والطائفي الي الساحة السياسية في السودان بل عمدت الادارة البريطانية انذاك الي التعاون مع جميع زعماء القبائل والعشائر . فشكل تحالف الزعيم الاهلي والمثقف ملامح تلك الفترة وسمح للقبيلة والطائفة ان تعيد انتاج نفسها بصورة جديدة تمفصلت داخل البنى الحديثة لمؤسسات الدولة وداخل الفضاء العمومي وتسيطر عليه تماما. ان هذا المشهد الذي شكل بعد اربعة وعشرون هو الذي رسم وصور المشاهد السياسية المتعاقبة فيما بعد، وهو الشكل الذي لم تنجوا منه حتي الاحزاب الحديثة بوقوعها في ذات الشروط التي فرضتها النظرية السياسية فاستبدلت الزعيم الاهلي بضباط الجيش وهو العقم الذي مازال باقيا ليس للسودان وحسب وانما لدول افريقيا عموما وللدول المجاورة للسودان. ان هذه الشروط مرتبطة بشروط السلطة نفسها وخطاب السلطة ، ففي الفضاء الازرق ( فيس بوك ) وجد الفاعلون الجدد ضالتهم في الخروج عن انساق السلطة وبنيتها التي فرضت منذ تأسيس الدولة السودانية فلامحظور هناك او هوية مرتبطة بالابعاد الاجتماعية ، هناك حيث تصاغ الهويات المتعددة المنفصلة عن حمولات مرهقة وشكلية محجوزة ضمن اطر اسرية وتعليمية قاسية فتشكلت ملامح جيل (رافض) للحجز والحجب وباتت التساؤلات مكشوفة امام الجميع ولم يعد سؤال (البديل ) رهينا للكبت فتفككت داخل المنشورات التي ترسل في كل دقيقة سلطة النظام وسلطة الأسرة وبات الجميع في مرمى السخرية والنقد لماذا لم تنتبه السلطة والنظام الرقيب لهذا الاداة الفاعلة ؟ وتوقفها لانها رهينة للنظرية التي افرزتها، النظرية التي غيبت الواقع وحجبت الرؤية تماما عن تغيرات الواقع التي هي ليست تغيرات عمرية فقط وانما تغيرات مرهونة بواقع عالمي متفتح ومتحرك بصورة سريعة، وهي السمة الاساسية التي يتعامل بها شباب الفيس بوك والواتساب وغيرها من التطبيقات الذكية التي جعلت من سرعة الواقع متزايدة بصورة كبيرة مما سمح بتشكيل واقعاسفيري تتخذ فيه الاراء بصورة سريعة ويتجسد ذلك في لحظات كثيرة من عمر المسار الثوري حينما يدعوا الناس للخروج للشوارع فتستجب تلك الجموع في لحظات. ماهو الدور الذي لعبته مواقع التواصل الإجتماعي ؟ تميز المسار الثوري في حراكه عن بقية الأشكال السياسية في الفترات السابقة بتوظيفه للفضاء الإسفيري في ويظهر هذا في المنصة التي إتخذها تجمع المهنيين السودانيين عبر صفحته التي كانت منصة وحدت الحراك الثوري ولعبت دورا مهما ، والغريب في هذه التجربة أن التجمع هو الجسم الموازي للنقابات التي كانت تحت يد السلطة ، ولم يكن للتجمع دور سياسي سابق سوى دعوة أطلقها قبل إندلاع الحراك بأيام من أجل مذكرة للبرلمان من أجل رفع الحد الأدنى للأجور ، ولم يقوم التجمع بالدور الذي قامت به النقابات في الانتفاضات السابقة في تاريخ السودان ، ولكن قام بدور آخر أي بوظيفة أخرى وحل محل القوى السياسية التي فقد فيها الفاعلون الجدد الثقة ، وذلك كله عبر صفحة في ( فيس بوك ) ، لذلك يمكن لنا أن نقول : بأن مواقع التواصل الإجتماعي لعبت دورا مهما في الحراك والمسار الثوري . المساور الثوري هو الشكل الذي إتخذه الفاعلون في التعبيرعن مناهضتهم للظلم و القهر ، وعبروا به عن رفضهم للنظام الحاكم (نظام الإنقاذ) وممارساته إتجاه المجتمعات السودانية المتعددة اهم ما قام به الحراك عبر وسائل التواصل الاجتماعية هو اعادة تشكيل الذات التي لعبت الدولة علي تشكيلها علي مر الثلاثين سنة الماضية عبر برامج التعليم و الوسائل التي تمتلكها السلطة فسيطرت علي عملية التفكير كأولى المراحل التي يمكن له عبرها التسلل الي داخل كل فرد كما يتسلل الماء عبر فجاج الصخر ،ومحاصرة عملية التفكير هي مهمة نظام التعليم "الذي هو علي علاقة معقدة بنظم اخرى ومقولات في غاية القوة مثل : التربية ، الاسرة ، المجتمع ....الخ ." بما أن نظام التعليم في الثلاثين سنة الماضية قد أخذ مفهوم الرقيب علي عقول المواطنين وأفقدهم زاتهم التي من خلالها قد يعبرون عن (رفضهم) اتجاه ممارسات النظام عليهم ، ويرز السؤال الذي قد يكون بسيط في ظاهره معقدا في التفكير حوله (كيف استطاع هؤلاء الشباب الهروب من شرك السلطة اتجاه ذواتهم ؟) يمكن لهذا السؤال ان يتم الاجابة عليه في مجلدات آلاف الكلمات ولكني سأقوم في اختصارها بكلمة واحدة (الخيال) "بقوة الخيال فقط ، استطاع نظام التفكير أن ينفلت مرات من ربقة السيطرة المطلقة للنظام " أتاح الفضاء الأزرق الهروب لهذا الجيل بخيالهم نحو فضاء لم يكن أن يظهر لولا تلك المساحة الاسفيرية ، فالمبادرات الفردية و الجماعية التي تنفذ وجدت حظها الوافر في المتابعة و التفاعل . هل فعلا كانت ثورة من أجل الكرامة ؟ المتابع للمسار الثوري منذ انتفاضة سيتمبر 2013م يرى أن هناك بلورة للفعل المقاوم للسلطة ، ففي سبتمبر خرجت مدينة الخرطوم في أولى المظاهرات التي تلت قرارات الحكومة برفع الدعم عن المحروقات الا أنها أحكمت قبتضها الأمنية و البوليسية على الحراك مما أخمده في أقل من اسبوع ، وخرجت التصريحات النارية من قادة النظام بصورة جعلت من الشعب السودان يستاء بصورة كبيرة وأشرها مقولة (لحس الكوع ) التي صرح بها نافع علي نافع القيادي في المؤتمر الوطني ، وكعادة المجتمع السوداني الذي يستند في موروثه علي التركيبة الإجتماعية القبلية ، وجدت هذه المقولة وقع السيف في أنفس السودانيين هذا بالاضافة مقولة على عثمان الشهيرة التي وصفت الفاعليين في الحراك بأنهم شذاذ آفاق مما أساء للروح السودانية التي تستهجن مثل هذه الاساءات وتعرف هذه المقولات بإسم (الحقارة ) وهي لفظة تطلق على الاساءة ، الأمر الذي وسع من المشاركة الشعبية في هذا الحراك فظهرت روح التحدي و القبطة من جراء مثل تلك المقولات ، بالاضافة الى أن النظام كان ينتهك من كرامتهم عبر الاذلال في فصفوف الخبز و البنزين و الى المعاناة اليومية ، وخصوصا أن النظام في أيامه الأخيرة قد أقام مؤتمرا للحركة الاسلامية السودانية كلفته مئة مليار جنيه ، في حين أن أزمة الخبز قد وصلت حدها فلم يجد الأباء ما يسدون يه حاجة أسرهم وإزداد الذل عندما كان النظام يتنعم بخيرات الشعب وغابت السيولة النقدية عن البنوك فوقف الناس بالصفوف وصارو يتزاحمون على الصرافات من أجل حقهم الأمر الذي أجمع عليه جميع الناس أن ما هذا سوى (ذل) من قبل مؤسسات النظام للمواطن . بالاضافة الى توحش النظام وتغوله الذي بدأ منذ مجيئه على ظهر انقلاب عسكري بدأ واضحا الانحياز الايدولوجي ضد من هو خارج الدائرة التي من خلالها عرف (الدولة والمواطن ) حيثعمل النظام على وضع تعريف معين للمواطن وخلق تراتبية تفكك كلما زادت عليه الضائقة المالية بإنتشار فساد أعضاءه ، فنالت المجموعات الاثنية التي تعيش في مختلف أطراف السودان من ويلات النظام ، بذلك إنتقلت حمى التهميش و الاقصاء و القهر الى قلب العاصمة فتكون نظرة مختلفة إتجاه النظام وممارسات الذل ، وبنفس الخطاب الذي كان يستخدمه (البشير ) رأس النظام ، خرجت الحشود لتعبر عن رفضها الكامل له ، (فبلادي سهول بلادي حقول ) المقولة التي ظل الرئيس يتغنى بها أمام الحشود في لقاءاته ، ما كانت الا جرعات سرعان ما إنقلبت ضده ، فخرج عليهم إبان الحراك ليزيد من سخط الشارع عليه أثناء ما كانت قوات الامن تقتحم المنازل وتروع الامهات وتنتهك حرمات البيوت ، الفعل الذي وجد إستنكارا كبيرا ، وكأن النظام قد تحلل من قيم المجتمع وأعرافه التي ترفض أن تنتهك الحرمات ، فقال بأننا : شعب يكرم الضيف ويغيث الملهوف ويحفظ الجوار ، فتحركت عزائم السودانيين من أجل تحقيق هذه المقولة التي إنقلبت ضد نظام الانقاذ من أجل حفظ كرامتها ، هذا كما شكل قتل الشباب دافعا قويا من أجل اسقاط نظام الانقاذ ، لأن قتل العزل لم يكن من شيمهم أو عاداتهم التي يتغنون بها ويحتفون بها أمام شعوب العالم ، فالسوداني تظل القيم عنده خط أحمر ، يمكن أن يفقد روحه وماله من أجل المحافظة عليها ، وساعد إنتشار تلك المقاطع التي كانت تصور عناصر الأمن وهي تقتحم البيوت عاملا محفزا أدى الى أن تتحدى الموت وتصل الى القيادة العامة ، التي كانت أغاني الحماسة و الفروسية تمثل درعا إحتمى الفاعلون به عندما كانت قوات الامن تهاجمهم قبل سقوط النظام ثلاثة أيام ممتتالية ، حيث كان صغار الضباط يتمردون على رؤساهم ويطلقون النار على قوات الأمن ، فإشارة الى القيم التى يحملونها ويدافعون عنها . ذات الجيش الذي سبه السودانيون عندما فض الاعتصام لأنه لم يقم بحماية من كانو في ساحة الاعتصام وكأنه تنصل عن قيمهم التي أكبروها فيهم عندما كانو يدافعون عنهم . إن هذه الحالة هي شبيه تماما بحالة الثورة المهدية التي خرجت على المستعمر التركي ، الذي جاء بشكل الدولة الحديثة ، فكون نموذجا للدولة يقوم على الضرائب التي فرضت بالقوة على صغار التجار و المزارعين وهمش مراكز القوة التقليدية داخل المجتمع ، فعمل على فرض الجبايات وانتشرت المحسوبية ، وشعر السودانيين بالإهانة الشديدة وخصوصا أن المستعمر التركي لم يحترم المجتمع ولارموزه أو قيمه الاجتماعية ، كانت هذه هي أحد الأسباب التي دعت الامام محمد أحمد المهدي الى الثورة المهدية التي لم تكن على حد قول المؤرخ محمد سعيد القدال : أنها ثورة إستعاد بها السودانيون كرامتهم التي إنتهكها الاستعمار التركي . المدنية واستعادة الكرامة بعد التوقيع على الاتفاق الدستوري بين قوى اعلان الحرية و التغيير والمجلس العسكري خرجت الجموع التي أسقطت النظام المؤتمر الوطني ، فرحة بهذا الانتصار ، رسم التوقيع على الاتفاق الدستوري ملامح لكرامة ظل السودانيون يبحثون عنها طوال ثلاثين عاما ، المدنية التى تخلقت في أذهانهم أنه لا عودة لحكم عسكري الحكم الذي ظل يقهرهم دون رحمة أو يتونى في إذلالهم ، وهي سمة تحملها المؤسسة العسكرية لذلك كانت المدنية هي الطريق الوحيد الذي سلكه السودانيون من أجل حريتهم وكرامتهم و إحقاق العدالة ، تلك الشعارات التي رفعها الفاعلون أثناء الثورة . يعلم السودانيون أن المدنية الكاملة للدولة لا تحقق الا بديمقراطية كاملة وسلام يوقف نزاعات طال أمدها ، الديمقراطية التي غابت عن أجيال طويلة لمدة ثلاث عقود ، لذلك جنح السودانيون الى كرامتهم ، والحالة التي يعيشونها الان ماهو الا شعور بإسترداد كرامتهم ، والثمن الغالي الذي دفعوه من تضحيات من أجل إسترداد هذا الحق في العيش الكريم . المراجع و المصادر 1. حيدر إبراهيم علي ، السودان الوطن المضيع، القاهرة :جزيرة الورد ، 2011 القدال. 2. تاريخ السودان الحديث ، الخرطوم : مركز عبد الكريم مرغني ، الطبعة الثانية ، 2002 مجموعة مؤلفين . 3. الثورة التونسية، القادح المحلي تحت مجهر العلوم الانسانية ، الدوحة : المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ،2014 فوازالطرابلسي. 4. ثورات بلا ثوار: رياض الريس للكتب ، الطبعة الثانية 2014 قاسم عثمان النور. 5. اضواء علي الحركة الوطنية السودانية ، الخرطوم ، وزارة الثقافة الخرطوم ، 2004 محفوظ بشرى . 6. تأملات في العمل والسلطة ،الخرطوم : مشروع الفكر الديمقراطي ، يونيو 2016

996 .8 K

أسبقية الظاهرة علي المنهج

أسبقية الظاهرة علي المنهج حسان الناصر - باحث بمعهد الدوحة للدراسات العليا تتعقد الحياة البشرية شيئا فشيئا وتتقلص الفوارق في المسافات و الأزمنة وحتى الأماكن ، ولم يعد الإنسان ذاك الكائن الذي يزعن الظروف الطبيعة أو مجريات الصدفة ، اتسعت المعرفة الانسانية لتشهد تراكم هائل في شتى المجالات سواء في العلوم الطبيعية أو المعارف الإنسانية وغيرها ، صار بالإمكان أن تسمع مقطوعة منذ القرن السابع عشر وأنت تجلس في قرية بسيطة ربما لم يتصورها عازف المقطوعة . لتصبح الظواهر الإجتماعية أكثر تعقيداً بهذا الترابط ، (فالسوق) استطاع أن يربط بين الموضة التي تنتج في فصل الشتاء علي صفحات مجلات باريس وبين غياب الأم العاملة في مصانع تايوان عن المنزل أو الصراع الذي يدور في الكنغو بين المسلحين و الحكومة هناك . وعدد الأطفال الذين يجندون في قوات الدعم السريع سنوياً . وهذا ما يقودني الي طرح (الظاهرة) كمرتكز أساسي داخل علم الإجتماع ولها أولوية قبل سؤال المنهج ، ولا يعني هذا عدم أهمية المنهج ولكن وفقاً لمقومات البحث العلمي فإن الإطار النظري يسبق الظاهرة في التقدم داخل متن البحث الكتابي ولكن ما أود عكسه هنا هو أن تأتي الظاهرة في عملية البحث و الكتابة أولاً قبل سؤال المنهج ، أي عندما قيام الباحث بملاحظة الظاهرة عليه أن ينحاز في بادئ الأمر لها ليكون جزءاً من تشکلها حتى يخترقها ويعمل على فهم طبيعة حركتها مما يسمح له برؤية أكثر عمقاً ويتعامل معها وفق طبيعتها الداخلية ومن ثم تقوده هي الي المنهج لا يقودها هو ، علي الباحث الإجتماعي ( ليس من باب الوجوب أو الفرض ) أن يتشبع بمقدار من القلق و الشك المتقد الذي يسمح له بالنظر خارج صناديق المناهج وأن لا يجعل من الظاهرة مصفوفة حتى يستطيع فهمها بل عليه أن يزعن للتشتت الذي تقوده إليه الظاهرة . عندما أقول الظاهرة فإنني لا اريد تعريفها تعريفاً منهجية ومعيارياً يكبل من مفهومهاً داخل النص هذا فقد تكون الظاهرة هي ملاحظة بسيطة كأن يتوارد إليك سؤلاً بسيطاً (لماذا دائما ما يرتدي الأساتذة السودانيين بدل واسعة وغير متناسقة) إن هذا السؤال الذي ورد إلي هو من جراء ملاحظة يومية ولكن عندما لجأت الي ذاكرتي وجدت أن هذا المشهد متكرر حتی داخل المؤسسات الرسمية وحتى رئيس المجلس السيادي للحكومة الانتقالية هو علي هذه الشاكلة ، قد يفتح السؤال هذا أسئلة عديدة ومترابطة مع بعضها معنية بطبيعة التربية و الذوق العام ومدى تجانس الوعي الحداثي مع تمثله في المجتمع ومظاهر الزي عند النخبة المتعلمة منذ مراحل دراستهم الأولية وحتى الجامعة ، قد يقود هذا السؤال الي غاهب موغلة داخل المجتمع السوداني ما أردته من هذا المثال هو كيف أن الظاهرة قد يقودها إليك خيط شعاع بسيط ؟ قد تغفل عنه من جراء رؤيتك للمجتمع من خلال المنهج الذي غرس فيك وكبلك ، أن هذا الافتراض الذي أحاول تأكيده هنا مرتبط بطبيعة التعليم وعملية التعلم التي تنتج داخل المؤسس ات الأكاديمية التي تفترض انها تبني الهيكل دون أن تناقش المضمون ولكنها تغفل عن نقطة مهمة وهي أنه بمجرد بناء هذا الهيكل تكون قد صممت خط إنتاج معين للطلاب سيركنون إليه دائما ، لذلك علينا كطلاب أن نوقظ روح القلق الدائم و التشتت الذي لا يمكن أن يتم إحتواءه ، علينا أن نتمرد علي محاولة أي تحديد لفكرة الهيكل هذه ، بالتأكيد أنا لا أعني أن نكفر بالمنهج ولكن أعنى أن يتجاوز التفكير حدود هذه الأبنية الأكاديمية علينا أن نتمرد على تاريخ المعرفة الذي يعطى ونلتهمه دون أن نعيد طهيه من جديد ، علينا أن نبتعد من ثقافة الوجبات الجاهزية في المعرفة وأن نتمرد في فكرتنا المنتجة نفسها وطبيعة العمل علي صك المفاهيم ، وأن ندفع بحس النقد داخل بداية التكوين الأولي الذي يدفعنا لدراسة ما حولنا من ظواهر ، لنبقى على المنهج مجرد أداة لا موضوع اشتغال أساسي يكبل من جماح عقولنا نحو الإنعتاق من هذه الأطر المعدة مسبقا ، علي باحث الإجتماع أن يكون عازف موسيقى يسلم بالمنهج ولكنه يبدع في استنباط المقطوعات .

879 .8 K

المهارات يجب ان تكتسبها لتحسين حياتك المهنية

المهارات خاصة التي يجب ان تكتسبها لتحسين حياتك المهنية مهارات وبرامج الكمبيوتر: من القرارات التي يتعين عليك اتخاذها هي مهارات الكمبيوتر فهي من المهارات مطلوبة وكفيلة لصنع مستقبل مهني لك. ومن هذه البرامج : مايكروسوفت اكسل : وهي أحد برامج المختصة في العمليات الحسابية تصميم جداول البيانات وتنفيذ العمليات الرياضية بالإضافة إلى تصميم الرسوم البيانية مايكروسوفت وورد: هو أحد برامج معالجة الكلمات في تنسيق النصوص وهي من البرامج التي تساعدك في كتابة التقارير العمل اليومية و الخطابات الرسمية وغيرها. مايكروسوفت باوربوينت : هو برنامج متخصص في العروض التقديمية أي تنسيق مجموعة من الشرائح التي يمكن أن تحتوي على نصوص او صور أو أشكال توضيحية لعرض موضوع معين بطريق جاذبة للمتلقي المعلومة . كويك بوكس - Quickbooks : هو برنامج متخصص في الحسابات وإدارة الشؤون المالي في المؤسسات . الاوتوكاد - AUTOCAD :هي من برامج متخصص في المجال الهندسة المدنية يجب على كل مهندس مدني أن يعرفها. خدمات البريد الإلكتروني: إجادة استخدام مواقع البريد الإلكتروني التي تستخدم في المراسلات الرسمية في المؤسسات. روابط لأكثر المواقع البريد الإلكتروني استخداما: https://mail.google.com https://outlook.live.com/ مواقع تخزين النسخ الاحتياطي هي مواقع تخزين وأرشفة البيانات المهمة لتكون مرجعية في حالة تلف أو ضياع البيانات. من أهم هذه المواقع https://mega.nz/ https://www.google.com/drive/ روابط للتحميل : Microsoft+office https://support.office.com/en-us/article/download-and-install-or-reinstall-office-365-or-office-2019-on-a-pc-or-mac-4414eaaf-0478-48be-9c42-23adc4716658 Quickbooks http://mhmegypt.com/download-install-quickbooks/ AUTOCAD https://www.autodesk.com/education/free-software/autocad

627 .8 K

اقتصاديات القطاع الزراعي في السودان

اقتصاديات القطاع الزراعي في السودان محمد أحمد كرم الله مدون و باحث ثمة عناصر إنتاجية تمثل الأساس او حجر الزاوية بالنسبة لكل نشاط إنتاجي و هي ( الموارد ، رأس المال ، قوة العمل ) كما أنه من المعلوم انه ثمة استراتيجيات مختلفة تتبعها الدول لتمنية هذه العناصر ، و ذلك عبر محاولات السيطرة المستمرة على الطبيعة و حماية البيئة بجعلها مستدامة و ترشيد الهرم السكاني بالإضافة للاساليب المختلفة في إستقطاب رؤوس الأموال و بالنظر للوحدات الانتاجية الزراعية في السودان ، نجده غنياً و متعدد الموارد ، هذا بالإضافة إلى كون السودان لا يعاني نقصاً في العمالة الزراعية بالحد المخيف مع الاخذ في الاعتبار بأن اعداد العمال الزراعيين هي في الواقع في حالة تراجع مستمر و ذلك بسبب الظروف الانسانية السيئة التي يعملون فيها و هو أمر يقود في نهاية المطاف الي الهجرة من مناطق الإنتاج الي المدن بحثاً عن سبل افضل للحياة الكريمة انه و لتقييم عمل اي قطاع إنتاجي سواء كان زراعياً او غيره ينبغي تحليل العناصر الإنتاجية سالفة الذكر و العمل على تطويرها بصورة دائمة كما أنه ثمة اقتصاديات كلية بعينها قد تكون هي الأصلح و الاجدى من غيرها وفقاً لخصوصية المنطقة المعينة و العادات الانتاجية المتبعة فيها. فالحقيقة التي لا غموض فيها هي أن القطاع الرزاعي السوداني يعيش في حالة خاصة لا يمكن وصمها بأنها ضمن اقتصاديات الحداثة المتبعة في الدولة المتقدمة كما أنه من المخل ان يوصم القطاع الزراعي على أنه قطاع ماقبل رأسمالي فهو يخضع لسياسات العولمة الدولية و يقوم على العمل الماجور في سواده الأعظم كما أن قوى العرض و الطلب في البورصات المحلية هي التي تعمل على تحديد الأسعار و بذلك نرفض التوصيفات الأكاديمية الجامدة التي لا تتفاعل مع واقع العملية الاقتصادية السائدة و ما يترتب عليها من محاولات تأويل و ملاحقة للواقع بالنصوص التي لم تنتج اصلا في سياق السودان و علاقات الإنتاج الخاصة به و هو سلوك اكاديمي اتبعه بعض الباحثين السودانيين ، سواء في المستويات التحليلية للمشكلات او في وضع الخطط و الاستراتيجيات تعج الدراسات السودانية بالكثير من العمليات الاحصائية للوحدات الانتاجية الزراعية الكائنة فعليا و كذلك بالابحاث عن الوحدات ممكنة النمو مع تمحيص الفرص و المهددات و هي أغراض بحثية على أهميتها تقع خارج سياق تسليط الضوء الذي يعمل المقال عليه و هو كيف يساهم القطاع الزراعي في عملية التنمية مع مناقشة لبعض الطرق و الوسائل التي نراها ضرورية لعملية التنمية الاقتصادية الحمائية على المنتجات الزراعية، يقصد بالحمائية على المنتجات الزراعية إتباع الدولة لمجموعة من السياسات الاقتصادية التي تعمل على حماية المنتجين المحليين من قوى السوق المعولمة و شروط المنافسة غير المتكافئة، غير أن هذه الحماية تكون نوعاً من العزلة عن العالم و حصار على الموردين و التجار مالم تحدد بسقف زمني معلوم ينبغي أن تنجز الدولة خلاله رفقة المنتجين المحليين قفزات في القطاع الزراعي بما يجعله مؤهلاً للمنافسة عالمياً اي أن الحماية تقدم مقابل الكفاءة المتوقعة و لا تكون مستمرة لفترات طويلة جداً الا في حالات نادرة بوصفها أداة لمكافحة الفقر لدى بعض المنتجين غير القابلين للمنافسة عالمياً حتى بعد فترات زمنية و هنا يقع على عاتق الدولة حماية نمط الإنتاج الخاص بهم و العمل على البحث عن أنماط جديدة بما يسهم في عملية النمو الاقتصادي و الرعاية الاجتماعية معاً سياسة البيع العادل بحيث تقوم الدولة برعاية المنتجات الزراعية المحلية و تعمل على تسهيل عملية البيع من صغار المزارعين الي السوق العالمي ، اي ان الدولة تساهم في خفض مستويات العرض بالنسبة للبورصات المحلية في مقابل البورصات العالمية و يترتب على ذلك عائد أكبر بالنسبة للمزارعين و حصولهم على عملات صعبة بما يسهم في تراكم رؤوس الأموال لدى المنتجين و بالتالي تصبح إمكاناتهم الاستثمارية أفضل و يكون في مقدورهم جلب الأصول الزراعية الحديثة و الاستفادة من التقنيات العصرية ، و هو أمر في مجمله يساهم في زيادة النمو الاقتصادي و رفع مستويات الدخل بما يجعل من القطاع الزراعي جاذباً للإستثمار. بالإضافة إلى كونه يمثل عاملاً مهما في كسر دوائر الدخل المفرغة التي تؤثر بصورة واضحة على كفاءة القطاع الزراعي في السودان تحديد مسارات الرعي و الرقابة عليها تعتبر مشكلة المرعى في السودان واحدة من أكبر المشاكل التي تواجه القطاع الزراعي ، و قد تتعدى المشكلة في بعض تجلياتها الإطار الاقتصادي لتصبح ذات جوانب إجتماعية في حال نشوب النزاعات ما بين الرعاة و المزارعين و هي نزاعات غالباً ما تأخذ مناحي عرقية بحكم تركيبة مجتمعات المزارعين و الرعاة في مختلف ارجاء السودان ، و بالتالي يتحول المنتجين المفترضين الي مقاتلين و متنازعين حول المرعى او حول الهوية ( مجتمع رعاة / مجتمع مزارعين ) اياً كانت قبائلهم بحيث يصبح الانتماء الي الطرف الآخر سبباً كافي للإقتتال . أن القطاع الرزاعي السوداني يعيش في حالة خاصة لا يمكن وصمها بأنها ضمن اقتصاديات الحداثة المتبعة في الدولة المتقدمة كما أنه من المخل ان يوصم القطاع الزراعي على أنه قطاع ماقبل رأسمالي فهو يخضع لسياسات العولمة الدولية و يقوم على العمل الماجور في سواده الأعظم كما أن قوى العرض و الطلب في البورصات المحلية هي التي تعمل على تحديد الأسعار و بذلك نرفض التوصيفات الأكاديمية الجامدة التي لا تتفاعل مع واقع العملية الاقتصادية السائدة و ما يترتب عليها من محاولات تأويل و ملاحقة للواقع بالنصوص التي لم تنتج اصلا في سياق السودان و علاقات الإنتاج الخاصه به وكذلك يترتب على سوء الرقابة على مسارات الرعي خسائر مالية ضخمة جداً ، بحيث لا يجد المزارع الذي يقوم بعمليات إنتاجية زراعية عائداً يوازي تكاليف الإنتاج و يحدث ذلك غالباً بسبب إتلاف المواشي للمحاصيل الزراعية و هو أمر يجعل من القطاع الزراعي برمته قطاعاً انتاجياً غير جاذب للعمل فيه لما يتحوي عليه من مخاطر إستثمارية سواء كان النشاط المستهدف بالنسبة للمستثمر هو الرعي او الزراعة ، علماً بأن الرعي بالإضافة للزراعة المروية و المطرية يشكلون السواد الأعظم من مجمل الأنشطة الانتاجية في القطاع الزراعي في السودان تحسين صيغ التمويل الزراعي من المفارقات المدهشة نجد أن الغالبية العظمى من الوحدات الانتاجية الزراعية هي خارج نطاق تمويل البنك الزراعي السوداني و هو الواجهة الحكومية في الإشراف على النشاط الزراعي من الناحية المصرفية ، و قد كان لهذا الغياب دوره بحيث نشأة علاقات تمويل ما بين المواطنين خصوصاً في مناطق الري المطري و هي علاقات قائمة على الطفيلية أكثر من أي شي آخر . أما المعضلة الحقيقية فقد تمثلت بتبني البنك الزراعي لهذه الصيغ التمويلة السائدة بين المواطنين مع بعض التحسينات خصوصاً فيما يتعلق بصيغة السَلم تحديداً ، و السلم هو أن يقوم البنك أو شخص بشراء المحصول قبل إكتمال جميع العمليات الانتاجية و ذلك بغرض تمويل المزارع ، و غالبا ما يتم شراء المحاصيل قبل إنتاجها بأبخس الأثمان و هو أمر يضر بالمنتجين ايما ضرر بل عله قد يرسم مفترق الطرق ما بين الكثير من المزارعين و النشاط الزراعي و بدلاً من صيغ التمويل السائدة نقترح أن تقوم الدولة بتمويل الأنشطة الزراعية مقابل الأمن الغذائي المترتب على هذه الأنشطة مع هوامش ربح ليست بالمرتفعة في البورصات المحلية و هو ما سيجلب بدوره العشرات من المنتجين المترقعين الي القطاع الزراعي مع الحفاظ على ضريبة العشرة في المئة او الزكاة ، بالإضافة إلى دخول الدولة لهذه البورصات المحلية بإعتبارها أكبر مشتري و بذلك تضلع الدولة في تحديد الأسعار المحلية و هو أمر يجعل الدولة قاب قوسين او أدنى من دخول البورصات العالمية بثقل الإنتاج المحلي و هو أمر يحبذ ان يتم الإقبال عليه رفقة إتحادات المنتجين الدولية المختلفة و الضغط في إتجاه تحسين العائد من المحاصيل خصوصاً تلك التي لا تنتج بوفرة او جودة عالية في كثير من البلدان ، و اذا أخذنا في الاعتبار التنوع الكبير للانشطة الزراعية في السودان و على هدى هذه السياسية الاقتصادية يصبح من المتوقع أن يكون السودان من أكبر المساهمين عالمياً في عملية التداول في البورصات العالمية .

955 .7 K

الدين والثورة في فكر علي عزت بجوفيتش وعلي شريعتي

الدين والثورة.. في فكر علي عزت بيجوفيتش وعلي شريعتي القاسم عبدالله الظافر علي الصعيد الشخصي، إزدت فخراً وتهياً وكِدتُ بأخمصيَّ أطأ الثريا، عندما قرأت أنه صلي الله علية وسلم كان يحتفظ بتسعة سيوف وثلاثة رماح وسبعة دروع وثلاثة تروس وأسلحة أخري. فهذا "الرسول الثوري-المقاتل" ما كان ليرضي بالذل والرضوخ للمعاناة، بل كان قدوة في محاربة الشر والظلم والإستبداد، فهذه المقاومة إرتبطت عندنا بمفهوم التدين وهذه الروح هي التي سرت داخل الشعائر الدينية والمظاهر التعبدية وجعلت منها معاني ثورية عميقة، فأصبح هذا المشروع الإلهٰي دافعاً ومؤسساً لمجموعة جوهرية من القواعد السياسية والإجتماعية. فالصلاة يوجد بداخلها معني ثوري عميق. أولٰئك المصلين كل حركاتهم وسكناتهم ثورية، وأولٰئك الثوار وكأنهم في صلاة جماعية - في الصلاة الله أكبر شعار للثورة علي الغوايه الشيطانية والرغبات الدنيوية، وفي الثورة شعار سقوط الطاغية تأكيداً لله الواحد الذي هو أكبر من كل نفس فرعونية. وفي الصلاة نسد الخلل ثورة علي شيطان العنصرية، وفي الثورة التلاحم والحميمية والتضحية ترجمة عملية لهدم أصنام القبلية. وفي الصلاة برنامج ثوري إصلاحي، وفي الثورة برنامج تعبدي إصلاحي، فالمساجد ساحات ثورية، وميادين الثوار مساجد طاهرة. فالثوار هم المصلين، والمصلين هم أئمة ثائرين، وطوبى لمن صلي ثائراً وثار مصلياً. وكذالك سائر الشعائر الدينية من صيام وزكاة وحج وغيرها تتحلي في داخلها بهذه المعاني الحية المتصله بواقع الناس وحياة المجتمع، حيث لا يتسع المجال هنا لسردها تباعاً. بحث علي عزت بجوفيتش (1925 - 2003م) عن المكونات الجوّانية للشعور الثوري وعلاقته وتقاطعاته بالشعور الديني، حيث أن مجموعة المشاعر الثورية مثل التضحية والتضامن والمصير المشترك التي تتخلل الفعل الثوري هي في طبيعتها مشاعر دينية فكل مظاهر الدين تجدها محفزة لإيجاد علاقة حميمية بين الأفراد تسودها الأخوة والتضامن والتضحية. ويعتبر أن المجتمع الذي تسيطر علية هذه المشاعر الثورية هو في حقيقتة يعيش في حالة دينية، وبالتالي فإن المجتمع الذي يعجز عن التدين يعجز أيضاً عن القيام بالثورة لغياب المحركات الداخلية لها. كما أنه أحدث مقارنه هامة بين الدين المجرد والإسلام، الدين الذي يأخذ موقفاً سلبياً من الإعتقاد الإنساني بتنظيم العالم الخارجي أو تغييره ويعتبرها خطيئة، بإعتبار أن العالم الخارجي تهيمن عليه قوي الشر والشيطان ولا سبيل لإصلاحه، مبلغ المتدين في هذا الدين المجرد هو ذاته وتجنب الزلات، فيقدم هذا الدين إجابة علي سؤال كيف تحيا في ذاتك وكيفية مواجهة هذه الذات إستناداً الي مقولة المسيح "مملكتي ليست في هذه العالم". وعلي الجانب الآخر يقع الإسلام الذي يقف موقفاً إجابياً من التعامل مع الواقع بل يدعو الي العمل علي تغييره، وبذلك يكون الإسلام قد قدم إجابة علي سؤال كيف تعيش في العالم مع الآخرين ويتعدى التمحور حول الذات. ويتضح ذلك عندما تجنب المسيح دخول القدس لأنها مدينة الفريّسيين والدجالين والكفار وأصحاب الإيمان السطحي، في حين آثر محمد (ص) دخول مكة وكان الإسلام دائماً يبحث عن هذه المدن والأمصار حتي يفتحها ويصلح ما بداخلها، رحلة غار حراء وأسواق مكة جمعت بين الشحذ الروحي الفرداني والتعامل مع الواقع الحياة والمجتمع بغية إصلاحة وبذلك إستمد الإسلام سمته في التعامل مع الواقع والعمل علي تغييره. وبذات النهج إنطلق علي شريعتي (1933 - 1977م) في البحث عن ماهية الدين الثوري أو دين التوحيد (الإسلام)، ذلك الدين الذي يغذي أتباعه ومعتنقيه برؤية نقدية حيال كل ما يحيط بهم من بيئة مادية ومعنوية، بل ويحثهم للسعي وراء ذلك دائماً وأبداً، كما عبر عن الكشف عن سمات هذا الدين بالبحث في أثار الحركة الأولي لأنبياء التوحيد حيث إعتبر تلك الحقبة هي الأصدق في نقل والكشف عن المعاني الداخلية للدين، فكانت حركة الأنبياء عبارة عن رفض للوضع القائم وتمرد علي كل جور وفساد وأتي هذا المعني مصاحباً للعبودية والخضوع لله وحده. وأخذ من حركة موسي علية السلام الذي كان ثائراً في وجه ثلاث أقطاب قارون الذي كان يمثل الرأس المالية، وبلعم بن باعورا ممثل لشخصية رجل الدين المنحرف، واخيراً فرعون صاحب أبشع إستغلال للنفوذ السياسي والسيادي. وعلي الجانب الآخر كشف علي شريعتي عن ماهية الدين التبريري أو دين الشرك الذي يقع في تضاد مع الدين الثوري أو التوحيدي، الذي يبرر الوضع القائم عبر تحريف المعتقدات والمباديء العقائدية، ويحاول بهذا إقناع الجماهير بأن وضعهم الراهن هو الأمثل ويجب أن يرضوا به لأنه مظهر لإرادة الله ويندرج هذا التبرير تحت المصير المحتوم الذي كتبة الله. إتفق كل من بجوفيتش وشريعتي في تتبع ذات المنهج بتقسيم كل الدين الي قسمين رئيسيين، عند بجوفيتش تجده مايّيز بين الدين المجرد من ناحية والإسلام الدين المطلق من ناحية أخري، وكذلك شريعتي مايّيز بين الدين الثوري أو دين التوحيد والآخر الدين التبريري أو دين الشرك. كما إتفقا علي المحرك الداخلي لدين التوحيد-الدين الثوري (الإسلام) وهي عدم إستثنائيتة للواقع وتعاملة المباشر معه بل حث معتنقيه علي تغييره ما أمكن بعكس الدين المجرد أو التبريري (دين الشرك) الذي يسوغ لقبول الواقع ويجعل من ذلك حتمية إلٰهية يجب التسليم لها. وتتسع المقارنة حتي تصل الي الظلال التي تنعكس علي المجتمع الذي يعتنق هذا الدين أو ذاك، حتي في أنماط معالم الدينية توجد فوارق لها ظلال علي المجتمع فهنالك مقارنه بين الدور الوظيفي للكنسية والمسجد علي سبيل المثال أو بين الطبقات والفوارق التي أحدثها الدين المجرد كالرهبان والأكليروس وعامة الشعب والتي لا تجد لها وجود في دين الثوري أو الإسلام. أخذت الأفكار الرئيسية للمفكريّن من كتابي الإسلام بين الشرق والغرب - علي عزّت، ودين ضد دين - علي شريعتي.

846 .7 K

المنحة جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا 2021

جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا تعتبر أحد أميز مؤسسات التعليم العالي الخاصة في السودان ومن أفضل الجامعات من حيث البيئة الجامعية والإمكانيات المتوفرة وهيئات التدريس،والمنح التى تقدمها للطلاب المتميزين. عن الجامعة: جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا (UMST) تُعرف أيضاً باسم جامعة مأمون حمِّيدة نسبةً لمؤسسها بروفيسور مأمون محمد علي حميدة، هي جامعة سودانية خاصة تأسست عام 1996م باسم أكاديمية العلوم الطبية والتكنولوجيا، وفي عام 2006م تم ترفيعها إلى جامعة.وتتخذ الجامعة من مدينة الخرطوم مقراً لها. عن المنحة: درجت جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا على تقديم منح للطلاب المتميزين أكاديميا وحفظة القرآن الكريم والمسيحين وطلاب الحالات الخاصة وفئات أخرى ضمن المسئولية الإجتماعية للجامعة . بلغت نسبة طلاب المنح خلال العام السابق 12% من جملة الطلاب بعدد 349 منحة. تكمل الجامعة هذا العام 25 عاما من سنة تأسيسها 1994لتحتفل بيوبيلها الفضي وتعلن عن منح اليوبيل الفضي للطلاب المتفوقين أكاديميا ولم يجدوا الفرصة في الجامعات لهذا العام في جميع المجالات التي تقدمها الجامعة. الإعتراف والإعتماد يتم الإعتراف بالجامعة من قبل العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية منها : وزارة التعليم العالي والبحث العلمي منظمة الصحة العالمية المجلس الطبي العام من المملكة المتحدة اتحاد الجامعات العربية. معلومات الفرصة : الدولة: السودان الجهة المانحة: جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا المراحل الدراسية : البكالوريوس الجنسيات التي تستطيع التقديم: للسودانين فقط. نوع التمويل : غير ممولة بالكامل. العدد الكلي للمنح : 45 منحة(بمقدار 3 منحة لكل تخصص تقدمه الجامعة) المنحة مجانية بالكامل وليس هناك رسوم عند التقديم للمنحة. مميزات المنحة : الإعفاء الكامل من الرسوم الدراسية . المنحة لا تشمل تكاليف السكن والمعيشة والراتب الشهري. التخصصات المتاحة : الطب والجراحة الصيدلة طب الأسنان علوم المختبرات الطبية علوم التمريض علوم التخدير علوم الاشعة الهندسة الكهربائية الهندسة المعمارية الهندسة الإلكترونية الهندسة الطبية نظم المعلومات تقنية المعلومات علوم الحاسوب إدارة الاعمال الاقتصاد التطبيقي العلاقات الدولية و الدراسات الاستراتيجية علم الاجتماع الدراسات البيئية الإعلام القانون تنبيه يتم إختيار تخصص واحد فقط عند التقديم للمنحة. الشروط: أن يكون المتقدم سودانيا من حملة الشهادة السودانية أو الأجنبية. أن تكون نسبة الشهادة السودانية والأجنبية مؤهلة للقبول في الكلية التي يقدم فيها المنحة. أن لا يكون المتقدم قد تم قبوله في إحدى الجامعات .ما يعني أن المنحة للطلاب غير المقبولين هذا العام (2020) فقط. الأوراق المطلوبة للتقديم : الشهادة السودانية فقط او الشهادة الأجنبية بعد معاملتها. نسب القبول: الطب 80% طب الأسنان والصيدلة 75% علوم الأشعة والتمريض والتخدير 70% الهندسة بأنواعها 75% معايير الإختيار : التنافس يتم وفقًا للتميز الأكاديمي(النسبة في الشهادة السودانية او ما يعادلها وفي حالة تساوي النسبة تقوم لجنة الإختيار بالفرز بمعايير معينة. إعلان النتائج: سيتم إعلان النتائج على الموقع الإلكتروني الخاص بالجامعة. تنبيه : تخضع المنح لشروط وضوابط لائحة المنح الدراسية للعام 2020 المنشورة ولوائح الجامعة بالموقع الالكتروني. طريقة التقديم يتم التقديم عن طريق الموقع الإلكتروني للجامعة www.umst-edu.sd مواعيد التقديم من ١٣ مارس حتى ١٩ مارس ٢٠٢١ الساعة ١٢ ظهراً.

787 .7 K

الثورة السودانية وتفكيك النظام الأبوي

الثورة السودانية وتفكيك النظام الأبوي حسان الناصر باحث بمعهد الدوحة للدراسات العليا – علم الإجتماع والأنثربولوجيا الناظر الي حالة المجتمعات التي لم تنعم بديمقراطية طويلة المدى، يرى أن هنالك إشكال أساسي في تجربتها سواء أكانت علي الصعيد المؤسسي في الفضاء المدني أو علي المستوى الإجتماعي بين الأفراد، ومما لاشك فيه فإن مجتمعا مثل المجتمع السوداني يعيش حالة من الإنفصام ( المفارقة بين المجتمع والدولة كما ينبغي أن تكون عليه ) داخل تقسيماته الإجتماعية (فالمدنية) التي كانت شعار رفع بعد سقوط النظام الإسلامي الشمولي لا تتجسد إلا داخل (المدينة) في صورة مادية مخالفة لطبيعة الريف وليست فضاء مدني بكامل حمولته الإقتصادية والسياسية فلم تتم إعادة إنتاج العلاقات الإجتماعية وفقا للمصالح الإقتصادية المشتركة أو بوعي سياسي مختلف عن الوعي العشائري الذي يقوم علي الحس القبلي للأفراد بمعنى أن العلاقات الإجتماعية لم تنتقل بعد من علاقات الدم إلى علاقات العمل وهذا ما انعكس بطبيعة الحال على مؤسسة الدولة و الممارسة السياسية للأنظمة التي تعاقبت على سدة الحكم منذ الاستقلال. إن شكل المجتمع السوداني وتشكلات السلطة الإجتماعية فيه ما زالت تحافظ علي وجودها وتدافع عن هذا الوجود منذ ظهور الحداثة في المجتمع السوداني بصورتها المؤسسية التي جبل عليها أفراد المجتمع قسرا عبر الاستعمار ، ولم تتجسد القيم التي تسمح للفرد بالابداع وبناء فضاء حر يعبر من خلاله عن ذاته. وليس هذا وحسب بل عملت هذه السلطة علي إنتاج نفسها داخل أوعية الحداثة الجديدة بحيث إستوعبت الحداثة في شروط جديدة وأنتجت الحقل السياسي و الثقافي والإقتصادي في ظل سلطة إجتماعية متمركزة نحو ( الأبوية) فتشرب النظام السياسي و العلاقات الإجتماعية هذه (الابوية) فظهرت في النظرية السياسية وظهرت في شكل القوانين المقيدة للحريات بجانب ظهورها حتى في طرق التفكير و السلوك الإجتماعي للأفراد و الجماعات . إنّ انتزاع الهويّة الذكورية إذن يتمّ بتنظيم من الجماعة، وذلك بتشجيع هذا الانفصال عبر سلسلة من طقوس التنصيب الموجهة للترجيل بدءاً من حلق شعر الرأس مروراً بالألعاب والألبسة الذكورية والتمنطق بالخنجر وصولاً إلى رياضات خاصّة كالصيد، قطعاً مع العالم الأمومي للفتيات القريبات من أمهاتهن الأهمية لا شك فيه أن الثورة التي جرت في ديسمبر قد طالت ليس النظام السياسي وحسب وإنما حتى النظم الاجتماعية التي وفرت مناخا ملائما لعمل النظام الشمولي قد طالها التغيير أو هي الان في طور التحلل و الذوبان لذلك تفحص هذه الورقة سؤال حول هذه القضية وهي الي أي مدى يمكن للثورة تفكيك النظام الابوي علي المستوى الاجتماعي لكي نستطيع فهم المصطلح لابد لنا من البحث في كتابات بورديو التي يمكنها أن تفسر لنا حالة الهيمنة الذكورية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية عموماً و المحلية بالخصوص ، إن بناء بورديو المفاهيمي يقوم علي أساس تحليل تلك البنى التي علي إعادة انتاج النموذج الذكوري في تشكل الافراد (ذكور، اناث) ، لا يختلف نموذج الابوة عن الذكورية فهو الاصل ينطلقان من ذات الخطاب الذي يستند عليه الاثنان معا. النظام الابوي أكثر شمولية عند قراءته من الهيمنة الذكورية فدراسة النظام الأبوي تفسر لنا حالة الذكورية التي تمارس داخل نظام المجتمع إذن يمكننا أن نقول بأن الهيمنة الذكورية تجد متسعاً لها في ظل النظام الابوي السائد في المجتمع ومؤسساته. التحليل : إن المجتمع الذي تقضي ثقافته بجعل السيطرة والسلطة بين أيدي كبير العائلة أو الجماعة القرابيّة. والاعتقاد بتفوّق الرجل بدنيّا واجتماعيّا وبانخفاض مركز المرأة وطبقا لهذا النظام ينتسب الأولاد للأب وتقيم الزوجة حيث يوجد مسكن الزوج. يتضح في المجتمع الأبوي أن تركيبة المجتمع ( تقليدية ) أي أنها لم تنتقل بعد الي علاقات تكون تركيبتها تقوم علي أساس العمل أو المصالح المشتركة ، المشاهد الى الحالة الإجتماعية في السودان يرى أن النظام الأبوي متمثل في الشكل العام للمؤسسات السياسية و الخطاب أيضا الذي نتنتجه هذه المؤسسات ، فإذا نظرنا إلى المؤسسات الحديثة مثلا نجد أنها تمثل صورة أخرى من صور الأبوية . بمعنى أن النظام الأبوي في الأساس يستند علي تركيبة المجتمع (التقليدية ) ، والتي تستند في الأساس علي متركزات رئيسية أصبحت جزء من الثقافة و السلوك الإجتماعي ، فالمقولات الدينية و السردية الإجتماعية تعزز من هذه القيم الأبوية لتكون من صميم تفكير المجتمع وهويته الثقافية حتى التي يعبر عنها في النشاط الثقافي وفي التراث وغيره . إن الشمولية ماهي الا تحالف بين نظام أبوي ومؤسسات أكثر أبوية في الدولة ، فالأسرة الصغيرة يتمثل فيها الأب دور الدكتاتور الذي يرى مصلحة الجميع وهم لا يعرفون مصالحهم لذلك من واجبه أن يحميهم ويحافظ عليهم. إن نظرنا الي المؤسسات الحديثة في المجتمع نرى أنها قد شبعت بهذه القيم فالمدرسة و المنهج نجد أنهما يمارسان سلطة قهرية متمثلة في الوصايا التي تفرضها إتجاه التلاميذ مطابقة تماما لتلك التي تمارس من قبل الاب ، والتي تطابق قيم المجتمع الأبوي . فتطابق النموذج الحديث للدولة مع قيم الأبوية ليشكل تعقيدا شائكاً ، وليس هذا وحسب بل وفر الخطاب الديني غطاءاً جيداً لهذه الأنماط السلطوية مما سمح لها بري الوعي العام بهذه القيم . فمن خلال القهر الممارس تعمل تلك المؤسسات علي إعادة إنتاج الأفراد ، وبالتأكيد لا تقف الأبوية عند هذا الحد بل تنتقل الي المؤسسات السياسية أيضا والى النظرية السياسية علي مستوى الممارسة وعلي مستوى النسق المعرفي للنظرية السياسية ، فيحل الحزب مكان القبيلة والأمين العام أو السكرتير محل الأب فتمارس الأبوية داخل المؤسسة أيضا من أعلى هياكلها إلى أدنى مستوياتها بل ينتقل هذا الخطاب الي الفضاء العام ليتماهى مع التصورات الإجتماعية . لاشك أن الأبوية والشمولية متلازمات والنظام السياسي الشمولي في حقيقته هو نظام أبوي ، فيفرض الوصايا و يحد من الحقوق ويمنع كافة أشكال الحرية أو الفردانية وتصبح الدولة حينها أشبه ما يكون بالقبيلة أو الأسرة فتمحى الهويات المختلفة وتذاب في قالب واحد كما ألواح الصابون ويتماهى المجتمع والمؤسسات في جلباب واحد لا إختلاف فيه . إن الشمولية ماهي الا تحالف بين نظام أبوي ومؤسسات أكثر أبوية في الدولة ، فالأسرة الصغيرة يتمثل فيها الأب دور الدكتاتور الذي يرى مصلحة الجميع وهم لا يعرفون مصالحهم لذلك من واجبه أن يحميهم ويحافظ عليهم ، بالتأكيد إن هذا الخطاب هو نفسه خطاب الدكتاتور العسكري ، فهو يخاف علي البلاد من التفكك و الانحلال و الضياع ويخاف عليه من أن ينهار ويتفكك ، إن ( عمر البشير ) ما هو إلا تمثل لصورة الأب داخل المجتمع السوداني ، بكافة مؤسساته التي كانت تعمل علي قهر المجتمع فالأنظمة الشمولية تعمل علي إفقار المجتمعات عبر مؤسسات الدولة بحيث تكون القوة المادية و الإنتاج يعود إليها ، وتحل مؤسسات الحزب أو الجماعة محل مؤسسات الدولة ، هنا بالتأكيد ينحل العقد الإجتماعي بين الأفراد والدولة ويصبح الأفراد مجرد رعايا في طرف الدولة ، وأحيانا تكون الدولة أشد قهرا من الأب ومن الأسرة . إلا إنهما وجهان لعملة واحدة . ولا أعني بهذا أن الدولة بنموذجها الحديث هي بريئة من هذه المعضلة وأنها ليست أداة قهر هي الأخرى ، مما لا شك فيه أن النموذج الحديث للدولة في السياق السوداني إتخذت نموذج قهر منذ التركية ، ويظهر ذلك في النزعة المركزية التي أسست علي أساسها كانت أشد بطشا بالمجتمعات ، وإتخذت من القمع أداة لتوحيد المجتمعات القبلية مما خلق فجوة بين الدولة و المجتمع متمثلة حتى يومنا هذا ، ويظهر ان الأفراد و المجتمعات يشعرون بحالة اللاإنتماء للدولة وأنها ليست معبرة عنهم وخصوصا المجتمعات التي تعيش علي هامش السلطة ، مما تمظهر ذلك في حروب ونزاعات إمتدت لأكثر من ستون عاماً . أبرز مافي هذه الثورة من سمات هي السلمية الخاتمة : إذن كيف يمكن لنا وبعد ثلاثون عاماً من حكم أبوي شمولي أن ننفذ لحالة جديدة يستعيد فيها المجتمع عافيته ويجد الأفراد حقهم السياسي في التعبير عن أنفسهم كمواطنين لا كمقهورين ويعاد صياغة الدولة الحديثة من الحالة الإستعمارية الى الحالة الوطنية التي يجب أن تعيشها المجتمعات . لا شك أن الثورة تمثل لحظة إنتقال من وضعية تاريخية الي وضعية مختلفة تماما ، فالثورة التي قامت ظهرت في بادئ الأمر كأنها حركة تمرد في المقام الأول علي الطبيعة الإجتماعية للمجتمع وظهر هذا جليا في الفترات الأخيرة من حراك الثوري . مع أن الثورة إنطلقت علي وضعية سياسية إقتصادية إلا أنها سرعان ما تغيرت الي مواجهة مباشرة علي مستويين : المستوى الأول المواجهة السياسية مع النظام الشمولي حيث واجهة الحراك الخطاب الشمولي عبر بلورة مواقف معبرة وتجلى ذلك في خطاب الثورة نفسه (حرية – سلام -عدالة ) ومن ثم مواجهة مع آلة العنف والبطش المتمثلة في المؤسسات الأمنية و البولسية للنظام . وهي في الحقيقة في ظاهرها مواجهة لنموذج الدولة الحديثة الذي تبلور منذ الاستعمار ، فالمؤسسات التي تعبر عن الدولة مازالت باقية في نموذجها الإستعمار الخالص ، فالقصر الجمهموري وإن كان يحمل رمزية الحاكم العام مازال محافظاً علي هذه الرمزية لنرى أن الرئيس ما هو إلا أمتداد للحاكم العام . وقد يكون أبرز مافي هذه الثورة من سمات هي السلمية ، وهنا نشير الي تغير الشروط التي كانت يمكن أن تبقي علي النظام القمعي إذا ما سقط الفاعلون فيه وهو ان يجروا الى العنف . بذلك تكون الممارسة الثورية قد نقلت سلطة الدولة الي شروط مختلفة عن الشروط التي تلعب فيها ، مما أدى الي خلل في عمل الأجهزة الأمنية ، والنموذج اللامركزي الذي إبتدعته قوى الثورة الإجتماعية أدى الي أن تعيق تفكير الدولة و تشتت عملها ، فالشروط الذي أنتجت العملية السياسية هو نموذج مركزي خالص إستطاع أن يكبل من عمل القوى السياسية بسبب أنها تتخذ من ذات الممارسة شكلا لها . يبدو أن الثورة قامت علي النموذج النظري للممارسة السياسية التقليدية ، الذي يسند علي المركزية وتحكم السلطة المركزية للحزب أي أن الثورة لم تقم علي مشاكل الدولة و المؤسسات بل تجاوزتها لرفض المؤسسة المنتجة لهذا النموذج وهذا ما ظهر جليا في رفض القوى الثورية ( لجان المقاومة ، لجان الأحياء) ، بالتأكيد هذا الرفض ليس ناتجا من تنازع حول مسألة سياسية وإنما نابع من شكل إجتماعي آخر يخفي هذا الرفض ، وأذهب الي تفسير هذا الرفض الى أنه رفض للمؤسسة الأبوية والذكورية في المجتمع السوداني . بالتأكيد لا تنفصل السلطة الإجتماعية عن السلط السياسية . فالثانية تستمد قوتها وفعلها من الأولى ، وتساهم السلطة السياسية بالتأكيد في إعادة بناء السلطة الإجتماعية من جديد فالناظر الي حالة الأسرة السودانية قبل ثلاثين عاما يرى مشهدا مختلفا تماما ، فلقد قام النظام السياسي بإعادة تعريف الأسرة نفسها وبمعنى آخر إعادة ترتيب المجتمع ومراكز قوته عبر أدوات السيطرة بكافة أنواعها ، مما أعلى قيمة الأب بحيث تتماثل الأسرة مع قيم السلطة وتشكلاتها . لذلك كان رد الفعل الإجتماعي عند قيام هذه الإحنجاجات مختلف تماما وإن كانت معاناة الأب الإقتصادية اكبر وأقسى بإعتبار الإمتيازات التي ينلقاها من جراء القيام بوظيفته الإقتصادية داخل الأسرة تصادم هذه القوى الجديدة هو في الأساس تصادم قيمي ونزوع نحو كسر هذه السلطة ، فالقيم التي يحملها الشباب هي مختلفة تماماً عن تلك القيم التي نشؤو عليها ، فلقد تمت إعادة انتاج هذه القيم وتعريتها تماما في حقل مختلف عن الحقل الأسري ، فمواقع التواصل الإجتماعي و إبتعاد الأب عن الرقابة الأسرية سمح وخلق فجوة مما أدى الي دخول قيم جديدة مختلفة عن تلك الأسرية ، فمجموعات التي علي (الواتساب ) سمحت لأن تتم أعادة ترتيب لفضاء الأسرة نفسه فبدل أن تكون التراتبية موجودة داخل فضاء المنزل مثلا أن تنفصل أماكن جلوس الرجال عن النساء ، سمحت هذه المجموعات بأن تكون كل الأسرة موجودة في مكان واحد مما يسحب الفضاء الأسري الي مكان تصير فيه لغة الحوار متداولة للجميع. بالإضافة الي هذا الأمر فإن الأزمات الإقتصادية التي عصفت بالمجتمع في كل الطبقات و الفئات سمحت بخروج العديدين من الشباب و الشبات وربات المنازل الي سوق العمل مما أعاد طبيعة ترتيب السلطة داخل منظومة الأسرة وبالإضافة الى خلق قوى إجتماعية جديدة متحركة داخل الفضاء العام ، مما غير من المشهد العام للمجتمع فأصبح وجود المرأة في الساحة الشعبية بدل أن تكون المقاهي مثلا و المطاعم فضاء ذكوري تام إقتحمت المرأة هذا الفضاء وأعادت صناعة الخطاب ، إذن يتضح أن التغير الذي حدث للبنى الإجتماعية صاحبه تغيير في كافة مكامن السلطة الأبوية التي كانت تمثل حجر عثرة أمام أي تغيير أو محاولة خلق فضاءات جديدة . لا يبدو أن بعد سقوط النظام قد تبدل الحال كثيرا لطبيعة التغيير الإجتماعي الذي يحتاج إليه المجتمع ولكن يمكن أن نقول : الساحة الإجتماعية قد باتت الأن تسمح بنشوء حركة إجتماعية تعيد صك مفاهيم جديدة وقيم جديدة تسهم في ذوبان البنى الأبوية التي كانت تتحكم في مفاصل المجتمع ، وقد لا يحدث هذا الأمر ويرتد المجتمع مرة أخرى لنفس البنى القديمة بسبب ربط نجاح الثورة من عدمها بالوضع السياسي وهو الفخ الذي ستجر له هذه القوى الإجتماعية ، مالم تعمل علي بناء بردايم نظري يفضي الي تغيير من بنى المجتمع وجل ما قد يغشاه المرء أن يحدث هذا الإنتقال الاجتماعي ونحن مجبولون عليه فتنعكس الصورة السابقة بكامل حمولتها بمعنى أن تحاول القوى السياسية فرض توجهاتها الفكرية علي المجتمع دون أن توجد حد أدنى من درجة الوعي بهذه التحولات مما يسمح بإرتداد المجتمع وإحداث شرخ فيه كما هو موجود في العديد من البلدان التي ظهر فيها التطرف نتيجة للقمع السياسي و القوة في فرض التوجهات الحداثية . المراجع و المصادر : 1. يير بورديو، الهيمنة الذكورية، ترجمة سلمان قعفراني، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، 2009 أحمد زكي بدوي . 2. معجم مصطلحات العلوم الاجتماعيّة. بيروت: مكتبة لبنان , الطبعة الثانية ،1993 هشام شرابي . 3. النظام الأبوي واشكالية تخلف المجتمع العربي. ترجمة محمود شريح. بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1992

620 .6 K

مِهنة مَنْ لا مِهنة له

فوق اليابسة | مِهنة مَنْ لا مِهنة له أُبي عمر سليم _ مُدون منظمة الصيادلة السودانيين يُعتبر القطاع الصحي من أهم القطاعات في بناء الدول والمجتمعات والمؤسسات والأفراد دون استثناء إذ تُشكل الصحة حجر الأساس للإنسان التى تمكنه من الإنتاجية والقيام بنشاطات بدنية و ذهنية من أجل تحقيق غرض معين و ذو منفعة سواء ذاتية أو مجتمعية على حد سواء. نتيجة لذلك، فقد اقترن التسجيل للكليات الطبية دوماً بِشروطٍ مُعينة تُميزها عن باقي الكليات، مع التأكيد على أن المُهندس بإمكانه ان يتسبب في هدمِ عِمارةٍ على رؤوسِ ساكنيها، و بإمكانِ خريجِ اللُغات أن يُترجم معلومةً خاطئة وغيرها من الأشياء المُهمة لكل المجالات بلا استثناءٍ و لكنني تعمدت التركيز على مجالِ الصحة و العُلوم الطبية كوْنها ذاتِ موضعٍ حساس و مؤثر؛ بطريقةٍ مُباشرة على سُلوكيات المريض وحياته و إسلوب معيشته للمدى القريب والبعيد. في عالم الصيدلة بالسودان، وعلى قدر أهمية تلك المهنة يبدّو الصيدلي هو المسؤول الأول والأخير عن جميع العلاجات بأنواعها وتوفير جميع المستلزمات الطبية بالمستشفيات، و بإعتبارهِ آخر فرد من القطاع الصِّحي يقابل المريض، وغيرها من الأشياء،فإننا نعيش في تهاونٍ غريب، بل و معيبٍ من جانب الجِهاتِ الرقابية و العناصر القانونية المسؤولة في مواجهة عديمي الضمير الإنساني و عاشقي المادة بكامل أشكالها. لكم أن تتَخيلوا أن هيئة التدريب الرسمية في السودان تعترف بما يسمى بكورس الصيدلي الوظيفي، و مدته ثلاثةِ أشْهُر أو شهرين وقد يصل لشهر واحد مُكثّف، بل و يُمكّن توثيّق شهادته في الجهات العليا، ليس هذا فقط، بل يمكن كذلك العمل به و هو معترف به من قبل أصحابِ الصيّدليات و بمرتبٍ مُعيّن وِفقاً لِمّا يتفق عليه الطرفان هل تعلمون أين المصُيبة، هل تستطيعون تصّور حجم هذّهِ الكارِثّة، فالغالبية من أصحاب الصيدليات بتفكيرهم الاستثماري (المنطقي) يُفْضلُون التعاقُد مع صاحب الثلاثة أشهُر حيثُ يُعتبر مرتبه أقل بكثير من مُرتّب الصيّدلي و لا يُكلّف صاحب الصيدلية شيئاً إذ يتفقان الطرفان في الفائدة المادية و تغيب عنهما الفائدة الصحية للمريض أو اختيار أفضل خيار له حتى و إن لم يكن موجود بالصيدلية ليس هذا فقط، بل إن صاحب الثلاثةِ أشهُر يعمل بنفس دوام الصيدلي صاحب الخمسة سنوات دراسية و ينال رضاً أكبر من غالبية أصحاب الصيدليات والضحية الأول و الأخيرة هو المريض الذى وثق في الصيدلية أولاً ومن ثم وثّقَ في من يُحادثّه ظناً أنه ( الصيّدلي صاحب البِكالريوس على أقل تقدير) و لم يكن يعلم أنه ( الموظف ذُو الثلاثة أشهر على أقصى تقدير) القضية لا تتوقف عند هذا الحد، فالأضرار المُترتبة على تلك المُعطيّات أكبّر بكثير من ذلك و سأعطيكُم مِثال واحد في هذا المقال، تخيلوا أن أحد مرضى الغُدة وُصف له علاج يسمى بال (Carbimazole) و هو خاص بنشاطات الغُدّة، فتم إعطاءهُ بِما يُسمى ب (Carbamazepine) وهو مُضاد للصرّع والتشنجات، والمُصيبة الأكبر أن المريض ظل يُداوِم عليه لِمُدة شهرين قبل أن يكتشف أحد الصيادّلة ذلك الخطأ الكارثي و المُدمّر للصحة من كل المستويات! إِن صاحب الثلاثةِ أشهُر ( إن لم يكن شهرين أو شهر ) لا تنحصّر مصائبه في صرفِ الدواء الخاطئ فقط، بل كذلك بصرف الأدوية الغير لازّمة ( الإيراد أولاً و آخرِاً ) و تحديدِ جرعات خاطئة و إعطاء معلومات لا أساس لها من الصِحة، خاصةً مِثل الممنوعات في إستعمال الدواء و محاذيره وتفاعلاته مع الأدوية والاطعمة و الأعشاب، ومن أين له بِمثل هذهِ المعلومات في ثلاثة أشهر فقط. الأمثلة عديدة و الدلائل الشاهدة على كارثية هذا الأمر لا تُحصى ولا تعد و سنتطرق لها جميعها و لكن أحّبُّ ان أُنبهكُم إلى الجانب الأكثر ظلاماً مِما ذكرته وهو أن من يُدَّرِسون هذهِ الكورسات و يمنحُون تلك الشهادات لهؤلاء الأفراد هم الصيادلة أنفسهم! وسنتطرق لكل هذا بالأجزاء القادمة بإذن الله تعالى. فوق اليابسة ما أكثر أصحاب الصيدليات الذين هددوا الصيادلة عندما طالبوهم ببعض الأساسيّات أو زِيّادة للحوافز بأنهم سيجلبوا ذوي الثلاثة أشهُر ليحلوا محلهم مُستدلين على إمكانيتهم في زيادة الإِيراد اليومي للصيدلية أكّثر من الصيادلة بأضعاف مضاعفة.

575 .6 K

منحة جامعة HKBU لدراسة الماجستير فى هونج كونج 2020

تقدم مدرسة HKBU لإدارة الأعمال منحة لدراسة الماجستير تغطى الرسوم الدراسية بالكامل للطلاب الدوليين الغير صينيين. منح الدراسات العليا الدولية هي جوائز إستحقاق و جدارة لمتابعة الدراسة. الهدف من هذه المنحة هو تقديم الدعم المالي الكامل للطلاب الدوليين. جامعة Hong Kong Baptist University (HKBU) هي مؤسسة التعليم العالي ممولة من القطاع العام. التخصصات لهذه الفرصة: ماجستير العلوم في إدارة الأعمال. ماجستير العلوم في المحاسبة التطبيقية والمالية. ماجستير العلوم في الاقتصاد التطبيقي. ماجستير العلوم في حوكمة الشركات والامتثال. ماجستير في المحاسبة الدول المستهدفة مصر, سوريا, العراق, فلسطين, الاردن, لبنان, تونس, الجزائر, المغرب, السودان, ليبيا, السعودية,الامارات, الكويت, قطر, البحرين, عمان, اليمن, الصومال, جيبوتي, موريتانيا, تركيا, ايران, قبرص, جزر القمر, دول اخرى ليست من دول ال شرق الاوسط وشمال افريقيا. لخطوة الأولى: المستندات المطلوبة: شهادات وبيانات الدرجات لجميع السجلات الأكاديمية. نسخ من نتيجة اختبار الكفاءة في اللغة الإنجليزية، إذا لزم الأمر من قبل البرنامج. خطابان توصية. نسخ من جواز السفر أو وثائق الهوية الأخرى. لمزيد من المعلومات و للتسجيل في المنحة من هنا : https://estudentguide.com/?p=10415

318 .6 K