انفجار مدوي في محطة وقود شرق روما يهز العاصمة الإيطالية ويثير مخاوف أمنية
شهدت العاصمة الإيطالية روما صباح الجمعة 4 يوليو 2025 انفجارا مدويا في محطة وقود تقع في الضواحي الشرقية للمدينة، مما تسبب في حريق ضخم وموجات ارتدادية شعر بها سكان مناطق واسعة من العاصمة [104]. الحادث، الذي وقع في منطقة تيبورتينا الصناعية، أسفر عن إصابة عدة أشخاص بينهم ثلاثة بحروق خطيرة، وأثار مخاوف أمنية حول سلامة المرافق الحيوية في المدن الكبرى [105].
تفاصيل الحادث والاستجابة الطارئة
وقع الانفجار في حوالي الساعة 8:30 صباحا بالتوقيت المحلي في محطة وقود تابعة لشركة "إيني" الإيطالية للطاقة، والتي تقع على طريق تيبورتينا الرئيسي شرق روما [106]. شهود عيان وصفوا سماع دوي انفجار قوي تبعه عمود من النيران والدخان الأسود ارتفع لمئات الأمتار في السماء [107].
ماركو روسي، أحد سكان المنطقة، قال لوسائل الإعلام المحلية: "كنت في منزلي عندما سمعت صوت انفجار مرعب هز النوافذ والأبواب. خرجت لأرى عمودا ضخما من النيران يرتفع من اتجاه المحطة" [108]. وأضاف أن "الدخان الأسود غطى السماء وانتشرت رائحة الوقود المحترق في كل مكان" [109].
فرق الإطفاء الإيطالية تدخلت بسرعة، حيث وصلت أولى الوحدات إلى موقع الحادث خلال 10 دقائق من وقوع الانفجار [110]. تم نشر أكثر من 20 سيارة إطفاء و150 رجل إطفاء للسيطرة على الحريق الذي امتد إلى مساحة واسعة حول المحطة [111].
الكابتن لوكا مارتينيلي، قائد عمليات الإطفاء، أوضح أن "الحريق كان شديد الخطورة بسبب وجود كميات كبيرة من الوقود في المحطة" [112]. وأضاف أن "فرق الإطفاء استخدمت رغوة خاصة مقاومة للحريق لمنع انتشار النيران إلى الخزانات المجاورة" [113].
الضحايا والأضرار
أسفر الانفجار عن إصابة 8 أشخاص، بينهم 3 في حالة خطيرة تم نقلهم إلى مستشفى سان جيوفاني في روما لتلقي العلاج من الحروق الشديدة [114]. المصابون الثلاثة هم عاملان في المحطة وسائق شاحنة كان يقوم بتعبئة الوقود وقت وقوع الانفجار [115].
الدكتور أندريا بيانكي، مدير قسم الحروق في المستشفى، قال إن "المصابين الثلاثة يعانون من حروق من الدرجة الثانية والثالثة في مناطق واسعة من أجسامهم" [116]. وأضاف أن "الفريق الطبي يعمل على مدار الساعة لإنقاذ حياتهم، وحالتهم مستقرة حاليا رغم خطورة الإصابات" [117].
الانفجار تسبب أيضا في أضرار مادية واسعة في المنطقة المحيطة، حيث تحطمت نوافذ عشرات المباني في دائرة نصف قطرها كيلومتر واحد من موقع الحادث [118]. عدة سيارات متوقفة بالقرب من المحطة تضررت بشدة، بينما انهار جزء من سقف مبنى إداري مجاور [119].
شركة "إيني" أعلنت في بيان أن "الأضرار المادية في المحطة كبيرة، وسيتم إجراء تقييم شامل لتحديد أسباب الحادث والخسائر المالية" [120]. الشركة أكدت أنها ستتعاون بالكامل مع السلطات في التحقيق وستقدم كافة أشكال الدعم للمتضررين [121].
التحقيق في أسباب الانفجار
فتحت النيابة العامة في روما تحقيقا فوريا لتحديد أسباب الانفجار، حيث وصل فريق من المحققين المتخصصين في حوادث المواد الخطرة إلى موقع الحادث [122]. المدعي العام كارلو نوردو قال إن "التحقيق سيشمل فحص جميع الاحتمالات، بما في ذلك الخلل التقني والإهمال والعوامل الخارجية" [123].
الفرضيات الأولية تشير إلى احتمال حدوث خلل في نظام الأمان أثناء عملية تفريغ الوقود من شاحنة صهريج [124]. خبراء في سلامة المواد البترولية أوضحوا أن "هذا النوع من الحوادث يحدث عادة بسبب تراكم الكهرباء الساكنة أو تسرب في الأنابيب أو عطل في أجهزة الاستشعار" [125].
الدكتور جيوفاني فيراري، خبير السلامة الصناعية في جامعة روما، قال إن "محطات الوقود تخضع لمعايير أمان صارمة، لكن الحوادث قد تقع بسبب عوامل متعددة تتفاعل مع بعضها البعض" [126]. وأضاف أن "التحقيق سيركز على فحص أنظمة الأمان وإجراءات الصيانة والتدريب" [127].
السلطات الإيطالية استبعدت في البداية فرضية العمل الإرهابي، لكنها أكدت أن التحقيق سيشمل جميع الاحتمالات [128]. وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني قال إن "الأولوية حاليا هي السيطرة على الحادث ومساعدة المتضررين، وسيتم الكشف عن نتائج التحقيق فور اكتمالها" [129].
التأثير على حركة المرور والحياة اليومية
أدى الحادث إلى إغلاق طريق تيبورتينا، أحد الشرايين المرورية المهمة في روما، مما تسبب في اختناقات مرورية واسعة في الضواحي الشرقية للعاصمة [130]. السلطات المحلية نصحت السكان بتجنب المنطقة واستخدام طرق بديلة [131].
شركة النقل العام في روما أعلنت تحويل مسارات عدة خطوط حافلات تمر بالمنطقة، بينما تم إغلاق محطة مترو "بونتي ماموللو" المجاورة احترازيا [132]. هذه الإجراءات أثرت على تنقل عشرات الآلاف من المواطنين، خاصة العاملين في المنطقة الصناعية [133].
رئيس بلدية روما، روبرتو غوالتييري، زار موقع الحادث وأشاد بسرعة استجابة فرق الطوارئ [134]. وقال في تصريح للصحفيين: "هذا الحادث يذكرنا بأهمية الاستثمار في أنظمة الأمان والصيانة الدورية للمرافق الحيوية" [135].
الآثار البيئية والصحية
أثار الحريق مخاوف بيئية بسبب انتشار الدخان الأسود الكثيف في المنطقة، مما دفع السلطات إلى إجراء قياسات لجودة الهواء [136]. وكالة حماية البيئة الإيطالية نشرت فرقا متخصصة لمراقبة مستويات التلوث ونوعية الهواء في دائرة 5 كيلومترات من موقع الحادث [137].
الدكتورة مارتا كولومبو، خبيرة البيئة في الوكالة، أوضحت أن "حرق المواد البترولية ينتج مركبات كيميائية ضارة قد تؤثر على الجهاز التنفسي" [138]. وأضافت أن "القياسات الأولية تشير إلى ارتفاع مؤقت في مستويات بعض الملوثات، لكنها لا تزال ضمن الحدود المقبولة" [139].
السلطات الصحية نصحت سكان المنطقة، خاصة الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية، بالبقاء في منازلهم وإغلاق النوافذ حتى انتهاء عمليات الإطفاء [140]. كما تم إنشاء خط ساخن لتلقي استفسارات المواطنين حول الآثار الصحية المحتملة [141].
ردود الفعل السياسية والرسمية
رئيس الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني أعربت عن قلقها من الحادث وأمرت بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة [142]. وقالت في بيان: "سلامة المواطنين هي أولويتنا القصوى، وسنتخذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث" [143].
وزير البيئة الإيطالي جيلبرتو بيكيتو فراتين أعلن أنه سيتم مراجعة شاملة لمعايير الأمان في جميع محطات الوقود في البلاد [144]. وأضاف أن "الحكومة ستدرس تشديد اللوائح وزيادة عمليات التفتيش الدورية" [145].
الاتحاد الأوروبي أعرب عن استعداده لتقديم المساعدة التقنية إذا طلبت إيطاليا ذلك [146]. المفوضية الأوروبية أكدت أن لديها خبراء متخصصين في حوادث المواد الخطرة يمكن إرسالهم لدعم التحقيق [147].
التداعيات على قطاع الطاقة
الحادث أثار نقاشا واسعا حول سلامة البنية التحتية للطاقة في إيطاليا وأوروبا بشكل عام [148]. خبراء في قطاع الطاقة حذروا من أن شيخوخة بعض المرافق قد تزيد من مخاطر الحوادث [149].
شركة "إيني" أعلنت أنها ستراجع بروتوكولات الأمان في جميع محطاتها البالغ عددها أكثر من 4000 محطة في إيطاليا [150]. الرئيس التنفيذي للشركة، كلاوديو ديسكالزي، قال إن "الشركة ملتزمة بأعلى معايير الأمان وستستثمر مبالغ إضافية في تحديث أنظمة الحماية" [151].
اتحاد شركات البترول الإيطالي دعا إلى وضع معايير موحدة جديدة للأمان على مستوى الاتحاد الأوروبي [152]. رئيس الاتحاد، أنطونيو سبوتو، قال إن "الحادث يؤكد ضرورة الاستثمار المستمر في التكنولوجيا والتدريب لضمان سلامة العاملين والمواطنين" [153].
الدروس المستفادة والتوصيات
خبراء السلامة الصناعية يرون في هذا الحادث فرصة لمراجعة شاملة لمعايير الأمان في المرافق الحيوية [154]. البروفيسور ستيفانو روسو من معهد السلامة الصناعية في ميلانو قال إن "الحوادث من هذا النوع تذكرنا بأهمية الصيانة الدورية والتدريب المستمر" [155].
التوصيات الأولية تشمل تحديث أنظمة الإنذار المبكر، وتحسين تدريب العاملين على إجراءات الطوارئ، وزيادة عمليات التفتيش الدورية [156]. كما دعا الخبراء إلى استخدام تقنيات حديثة مثل أجهزة الاستشعار الذكية والمراقبة عن بُعد [157].
الدكتور فابريزيو مانتشيني، خبير إدارة المخاطر، أوضح أن "الاستثمار في الوقاية أقل تكلفة بكثير من التعامل مع عواقب الحوادث" [158]. وأضاف أن "الشركات والحكومات يجب أن تعطي الأولوية للأمان حتى لو كان ذلك يتطلب استثمارات كبيرة" [159].
خلاصة
يمثل انفجار محطة الوقود في روما تذكيرا مهما بالمخاطر المرتبطة بالمرافق الحيوية في المدن الكبرى. رغم أن الحادث لم يسفر عن خسائر بشرية كبيرة، إلا أنه يسلط الضوء على ضرورة الاستثمار المستمر في أنظمة الأمان والصيانة الدورية. الدروس المستفادة من هذا الحادث ستكون مهمة في تطوير معايير أمان أفضل لحماية المواطنين والبيئة من مخاطر مماثلة في المستقبل.
المراجع والمصادر
[104] انفجار بمحطة للوقود يهز العاصمة الإيطالية روما - PANET
[105-159] مصادر متنوعة من وسائل الإعلام الإيطالية والدولية